لغتنا العربية ثرية بالمسكوكات الموروثة منذ العصر الجاهلي وصدر الاسلام، وظلت حية - في معظمها - حتى اليوم - وقد استخدمها العرب في لغة الحياة اليومية، لغة التخاطب، كما استعملها الكتاب والشعراء، قديما وحديثا على السواء، ذلك انها كالامثال ايضا في اعتمادها على اللمحة والرمز والاشارة التي يلوح بها على المعاني تلويحا، على حد تعبير القلشندي (ت128هـ - 1241م) مثال ذلك : بالرفاء والبنين، هنيئا مرىئا، تربت يداك، يمين الله ، اقر الله عينك، سقط في يده، استأصل الله شأفتهم، قاتلهم الله، لله درك، مرحى له، اهلا وسهلا ومرحبا، لافض فوه.. وهلم جرا، وتدورمعانيها حول الدعاء والمدح والذم والتعجب والندم والقسم والتوكيد.. الخ.وقد جاءت هذه المسكوكات على هيئة تراكيب لغوية متنوعة، او على هيئة مصادر سماعية او دعائىة، او على صورة اسماء تحمل معنى الدعاء فعوملت معاملة معاملة المصدر، ومثل هذه المسكوكات 'من اساليب العرب وتراكيبها' من الكثرة بمكان في كتب التراث اللغوي والادبي، ولايسما كتب الامثال، ولكنها جاءت مفرقة في الاغلب الاعم، الامر الذي دفع بعض المحدثين الى جمعها وتصنيفها وشرحها وتأصيلها، على نحو جزئي كما فعل العلامة احمد تيمور في معجمه 'اسرار العربية' وابراهيم السامرائي في كتابه سمن اساليب القرآن''، او على نحو كلي استقصائي، كما فعل محمد الحشاش صاحب معجم التعابير المسكوكة ومحمد اديب جمران في 'معجم الاساليب الاسلامية والعربية' الذي صدر في عام 9991م، ويضم بين دفتيه 653 مسكوكة لغوية.وفيما يلي بعض هذه المسكوكات الذائعة حتى الآن، وبيان معناها:بالرفاء والبنين :من مسكوكات العرب التي تقال - منذ العصر الجاهلي - في سياق التهنئة والدعاء للملك او الرجل (المتأهل) : بالرفاء والبنين، اي بالالتزام والانفاق وحسن الاجتماع وسكينة المعاشرة. قال الاصمعي : الرفاء على معنيين : يكون الرفاء من الانفاق وحسن الاجتماع، ومنه قول العرب : رفأت الثوب اذا ضممت بعضه الى بعض ولاءمت بينهما ، والوجه الآخر ان يكون الرفاء من الهدوء والسكون. وقال اليماني 'في الزاهر لابن الانباري' : الرفاء : المال ..[c1]حنانيك :[/c]مسكوكة لغوية تقال في الاستعطاف الرقيق، عرفها العرب في الجاهلية والاسلام، واستعملوها في شعرهم ونثرهم. قال طرفة بن العبد الشاعر الجاهلي المعروف، يستعطف احدهم:أبا منذر، أفنيت، فاستبق بعضناحنانيك، بعض الشر اهون من بعضاي تحنن علينا واعطف حنانا بعد حنان، ومرة تلو الاخرى. وذكر علماء اللغة ان 'حنانيك' مصدر سماعي جاء بصيغة المثنى لفظا لامعنى، ولكنه اريد به التكثير، مثل لبيك، وسعديك ودواليك.
|
رمضانيات
أمثال ومسكوكات لغوية
أخبار متعلقة