الحملة الوطنية نحو القضاء على الحصبة المرحلة الأولى من 91-52 فبراير الجاري
[c1]تحصين الاطفال بلقاح الحصبة الضمان الوحيد لحمايتهم من هذا المرض الخطير ولا يوجد أي موانع للتحصين ضده[/c]اعداد / رمزي الحزمي<< تبدأ يوم الاحد الموافق 19 فبراير الجاري وعلى مدى ستة ايام المرحلة الاولى من الحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة وذلك في اربع محافظات هي آمانة العاصمة وصنعاء وإب والحديدة وتستهدف الحملة اعطاء نحو (10) ملايين طفل من (9) أشهر وحتى (5) سنوات في عموم محافظات الجمهورية منهم حوالي (3) ملايين طفل في المرحلة الاولى لقاح ضد مرض الحصبة.وتأتي هذه الحملة بهدف تحقيق المناعة لجميع الاطفال في الفئة العمرية المستهدفة ضد مرض الحصبة باعتباره احد اخطر امراض الطفولة القاتلة ويسبب عدداً كبيراً من الوفيات حيث تشير الاحصائيات الى ان اكثر من نصف مليون طفل في العالم يموتون سنوياً بسبب الحصبة، وفي بلادنا تشكل الوفيات الناجمة عن هذا المرض حوالي (12) من اجمالي الاطفال دون سن الخامسة من العمر وبذلك تعتبر الحصبة هي السبب الرابع للوفيات بين الاطفال في بلادنا.. ومن هنا فان الطفل يحتاج للوقاية من المرض الى جرعة تنشيطية لضمان عدم اصابته بهذا المرض.كما سيتم خلال الحملة اعطاء الاطفال من عمر (9) اشهر وحتى (5) سنوات جرعة من الفيتامين (أ) المعزز لصحتهم ومضاعفتهم ضد الكثير من الامراض الخطيرة وعلى رأسها مرض الحصبة.صحيفة (14أكتوبر) وحرصاً منها على تقييم الفائدة تضع امام قرائها بعض المعلومات الصحية المتوفرة عن مرض الحصبة والجهود الرسمية المبذولة للقضاء عليه.تعتبر الحملة الوطنية نحو القضاء علي مرض الحصبة استراتيجية اساسية من استراتيجيات القضاء علي هذا المرض، وهي حملة شاملة تنفذ لمرة واحدة وعلى عدة مراحل، الهدف من هذه الحملة هو خفض عدد الاطفال المعرضين للاصابة بمرض الحصبة وذلك بتطعيم الاطفال الغير مطعمين على مدى (15) سنة السابقة وزيادة نسبة الاطفال المحميين بين الاطفال المطعمين سابقاً ان لقاح الحصبة في الجرعة الاولى يعطي حماية بنسبة (85) فقط عندما يعطي قبل السنة الاولى من العمر، كما تهدف الحملة الى وقف انتشار الفيروس البري الممرض في المجتمع.مرض الحصبة ومضاعفاتهومرض الحصبة مرض فيروس خطير وشديد العدوى ينتقل عبر الرذاذ والمتطاير من فم المصاب والنماس المباشر مع مفززات الانف والبلعوم ويصاحب مرض الحصبة عدد من الاعراض التي تشمل (حمى، طفح جلدي عام، سعال، احمرار العينين، سيلان الانف).وتبلغ مدة الحضانة (10) ايام تقريباً حتى ظهور الحمى و (14) يوماً الى حين ظهور الطفح الجلدي.وتحدث الوفيات الناتجة عن الحصبة نتيجة للمضاعفات التي تشمل (التهاب الرئة، الاسهالات الحادة والجفاف، اسهال مزمن وسوء تغذية، التهاب الدماغ) ويصل معدل اصابة الحالة الى (3-5) في الدول النامية.كما تحدث اعاقات خطيرة (العمى، الصميم، تادى الدماغ).وتتسبب الحصبة في نفاذ مخازن الفيتامين (أ) في الجسم وهو الذي يؤدي الي الكثير من المضاعفات السابقة.الوقاية من المرضقبل ان نشير الى طرق الوقاية من مرض الحصبة نود ان ننوه الى انه لا يوجد علاج خاص للحصبة غير انه يجب تقديم الرعاية الطبية الداعمة للاطفال المصابين بالحصبة كخافضات الحرارة، التغذية الجيدة (وخاصة الرضاعة الطبيعية) اعطاء الكثير من السوائل، معالجة المضاعفات.كما يجب ان يعطي الفيتامين (أ) في حالات الحصبة اذ يؤدي الى تحسن كبير في الحالات المصابة وخفض كبير في نسبة المضاعفات والوفيات.وبالنسبة للوقاية من المرض فانها تكون عن طريق:1- تحصين الاطفال بلقاح الحصبة.2- الاصابة بمرض الحصبة تعطى مناعة مدى الحياة.3- يولد الاطفال ولديهم مناعة ضد الحصبة مكتسبة من الامهات وهي تقل تدريجياً بعد الشهر السادس من العمر.لقاح الحصبة ومدى فاعليتهلقاح الحصبة هو لقاح فعال يحتوي على فيروسات الحصبة الحية المضعفة يعبأ في زجاجة قائمة عل شكل بودرة جافة (مجففة بالتجميد) ويتكون اللقاح من زجاجة اللقاح (البودرة) وزجاجة محلول المزج (الماء المقطر الخاص بلقاح الحصبة).وبالنسبة لفاعلية اللقاح فانها تحسب بالنسبة المئوية للاطفال الذين يكتسبون الحماية بعد اللقاح وتعطي الجرعة الاولى من لقاح الحصبة فعالية (85) اذا اعطي بعمر (9) اشهر بينما تعطي الجرعة الثانية فعالية (95-97) اذا اعطيت في عمر (21) شهر او اكثر.الفئة العمرية المستهدفةيجب اعطاء لقاح الحصبة للاطفال المستهدفين (9أشهر -51سنة) بغض النظر عن تاريخهم التطعيمي السابق واعطاء الاطفال المستهدفين لقاح الحصبة اثناء الحملة يعتبر جرعة اضافية ولا تغني عن التطعيم الروتيني.ويجب الاشارة هنا الى ان بعض الحالات الخاصة التي على الجميع الانتباه اليها وهي:- تطعيم الطفل اثناء الحملة حتى ولو كان الطفل قد اخذ جرعة اللقاح الروتينية في اي وقت قبل موعد الحملة.- اذا اخذ الطفل الذي يقل عمره عن سنة لقاح الحصبة اثناء الحملة ولم يكن قد اخذ لقاح الحصبة الاعتيادي في التحصين الروتيني يسجل لدى فرق التحصين في استمارات العمل اليومي الخاصة بالحملة ولا يسجل في كرت التطعيم الروتيني على ان يعود بعد شهر من الحملة لاخذ الجرعة الروتينية التي سيتم تسجيلها في كرت التطعيم الرويتيني الخاص بهذا الطفل.- ولا يعطي اللقاح للمرأة الحامل.الآثار الجانبية للقاحان ظهور اثار جانبية للقاح الحصبة هو نادر جداً الا انه يحدث للطفل تورم موضع الحقنة وحمى خفيفة في الايام الاولى بعد التطعيم تعالج بالكمادات الباردة، كما قد يظهر طفح جلدي خفيف يشبه الى حد ما طفح الحصبة وهذا امر طبيعي لا يستدعي القلق لانها اعراض تدل على تفاعل الجسم مع اللقاح.موانع التحصين ضد الحصبةلا يوجد اي موانع للتحصين ضد الحصبة ويجب ان يعطي لقاح الحصبة لجميع الاطفال وحتى المرضى منهم، كما يجب ان تعطى اولوية لتحصين الاطفال المصابين بسوء التغذية لانهم اكثر عرضة للوفاة ان اصيبوا بمرض الحصبة ولا يستثنى الاطفال الذين اصيبوا بمرض الحصبة سابقاً من اللقاح بل يجب ان يعطو لقاح الحصبة.فيتامين (أ) سيتم خلال الحملة الوطنية لمكافحة مرض الحصبة في جميع مراحلها اعطاء الاطفال من عمر (9 أشهر وحتى 5 سنوات) جرعة من فيتامين (أ) المعزز لصحتهم ومناعتهم ضد الكثير من الامراض الخطيرة وعلى رأسها مرض الحصبة.حيث ان فيتامين (أ) يعتبر ضرورياً لعمل جهاز المناعة فهو يعزز مقاومة الجسم وبالتالي يؤدي الى خفض معدلات المراضة بنسبة (50) وخفض معدلات الوفيات بنسبة (24) عند الاطفال الاقل من خمس سنوات وهم امراض الطفولة الشائعة التي يحمي منها الفيتامين (أ) هي احصبة، التهابات الجهاز التنفسي الحادة، الاسهالات) كما ان الفيتامين (أ) يحمى من حدوث العشى (العمى) الليلي.يحمى لفيتامين (أ) على شكل كبسولة زرقاء (000ر100) وحدة وكبسولة حمراء (000ر200) وحدة ويجب ان تحفظ الكبسولات في جو معتدل وان لاتتعرض لاشعة الشمس ويعطي للاطفال من عمر (9أشهر الى 5 سنوات) والفيتامين (أ) خلال الحملة حسب الجرعات التالية:- للاطفال من عمر (9 أشهر الى 5 سنوات) كبسولة زرقاء (000ر100) وحدة دولية.- للاطفال من عمر (سنة- 5 سنوات) كبسول حمراء (000ر200) وحدة دولية.ويمكن اعطاء الاطفال جرعات الفيتامين (أ) كل (2-6 أشهر).ويجب ان لا تعطي جرعات الفيتامين (أ) للاطفال اقل من (6أشهر).رسالة أخيرة للآباء والأمهاتان على جميع الاباء والامهات ان يعلمو جيداً ان مرض الحصبة مرض خطير على حياة اطفالهم اذ يعد احد اخطر امراض الطفولة وسبب رئيسي في وفاة الكثير من الاطفال، وان هذا المرض ينتقل بين الاطفال بواسطة التماس المباشر مع مفرزات الطفل المصاب او الرذاذ المتطاير من فمه في الهواء ان مضاعفاته هي خطيرة جداً قد تسبب للطفل المصاب العمى وقد تؤدي الى وفاة الطفل كما ان عليهم ان يعرفوا ان بكاء الطفل او ارتفاع درجة حرارته او ظهور طفح او تورم جلدي لديه او بعض التقرحات بعد اخذه حقنة التطعيم ماهي الا آثار عادية تنتج عن تفاعل الجسم مع اللقاح وانه لا داعي للخوف او القلق من حدوث اي من ذلك مطلقاً حيث ان تلك الاعراض تختفي في غضون يومين او ثلاثة ويمكن تخفيف الالم والورم الناجم عن حقنة التحصين بوضع كمادات باردة على موضع الحقنة ويكون خفض حرارة الطفل في هذه الحالة بغسل الطفل بهاء معتدل من رأسه وحتى قدميه، كما ان ظهور العوارض التي ذكرناها او بعض منها بعد اخذالطفل حقنة التطعيم تستوجب الاهتمام بتغذية الطفل جيداً واستمرار رضاعته من ثدي امه لاحتواء الرضاعة الطبيعية على فوائد كثيرة لمثل هذه الحالة (بالنسبة للاطفال الرضع).كما ان عليهم ان يعلموا جيداً ان الحكومة هي من توفر جميع اللقاحات وهذه اللقاحات هي تعطى لاطفالهم مجاناً وبدون اي مقابل وذلك حتى يتهيأ لكل طفل الحصول على كامل جرعات التطعيم التي تقيهم وتحميهم من امراض الطفولة القاتلة ومنها مرض الحصبة.رسالة اخرى للمجتمعينبغي على كافة افراد المجتمع بمختلف شرائحة وتكويناته ان يدرك جيداً بان الجهود العظيمة والمساعي النبيلة التي تبذلها الحكومة وتقوم بها وزارة الصحة العامة في تلبية وتأمين احتياجات الاطفال المتواجدين في مختلف انحاء الجمهورية سواء اكانوا في المدينة او في الريف او في اي مكان الى ارض اليمن السعيد من اللقاحات الصحية المجانية الضرورية واللازمة التي تقيهم وتحميهم من امراض الطفولة القاتلة.ينبغي عليهم ان يدركوا ان تلك الجهود والمساعي لايمكن ان تؤتي ثمارها على مستوى جيد وبحسب ماهو مخطط له مالم يشارك المجتمع اليمني في تأمين الاستجابة الجماهيرية الحاشدة من جموع المستهدفين فيه، لان تفاعل المواطنين والتوجه باطفالهم من عمر (9 أشهر وحتى 5 سنوات) الى مراكز التحصين لاعطائهم اللقاح الذي يحميهم من مرض الحصبة اضافة الى الفيتامين (أ) لمن هم في عمر من (9أشهر وحتى 5 سنوات).ومن اجل تحقيق ذلك فانه يجب ان تتضافر وتتواحد كل الجهود الرسمية والاهلية وجهود المجالس والمنظمات والجمعيات الغير حكومية ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والمدارس التربوية والتعليمية وعلماء الدين وخطباء المساجد وقادة الرأي والمشائخ والاعيان ذوى التأثير واصحاب القرار في المحيط الاجتماعي وارباب الاسر والاباء والامهات.. بل وافراد المجتمع اليمني لانه بذلك سنضمن توفر الحماية الصحية الكافية لاطفالنا والحياة الامنة والمستقبل الواعد الذي ينتظرهم.