سماع الأغاني ولعٌ يقدم عليه كثير من الناس وقد يكون السبب في ذلك هو ارتباط الأغاني بالحالة النفسية والمزاجية للمستمع الذي يبحث من خلال استماعه للأغاني عن شيء يعبر عن الحالة النفسية التي يعيشها سواء كانت فرحاً أو حزناً وبغض النظر عن الهدف من سماع الأغاني، إلا أنّ هذه الأخيرة تنجح في إخراجنا من الحالة التي نعيش فيها خصوصاً إذا ارتبط الواحد منا بأغنية معينة نتيجة لإعجابه بصوت الفنان أو كلمات الأغنية أو لحنها، ورب قائل يقول إنّ الأغاني الحالية والتي أصبحت تلاحقنا في كل مكان تذهب إليه لا تحمل كلماتها قيماً ومعاني إنسانية نستدل منها على رهافة حس كاتبها أو إبداع ملحنها فكل ما نشاهده من أغاني اليوم وأُكرر القول نشاهد إنّ جميع الأغاني تعتمد على تحريك المطربين لأجسادهم دون أن تحرّك أغانيهم شيئًا من أحاسيسنا نحن المشاهدين والمستمعين لها ضاربين بعرض الحائط ما قدمه عمالقة الطرب للفن العربي.أما الحديث عن الأغنية اليمنية وما آلت إليه فهذا شيء آخر؛ لأنّ الحديث عنها ذو شقين، الشق الأول يجعل المرء يشعر بغصه وهو يرى ذلك البون الشاسع بين ما كانت عليه الأغنية اليمنية في منتصف القرن الماضي والتي رغم ضآلة الإمكانات المتوافرة في ذلك الوقت استطاعت أن تثبت وجودها وأن يكون هناك فنانون بارعون وكتاب أغانٍ وملحنون مبدعون استطاعوا جميعهم أن يقدموا لنا فناً جميلاً ما زلنا نستشعر بجماله حتى اللحظة.. وبين ما وصلت إليه الأغنية اليمنية اليوم حتى أصبحنا نستصعب وجود كُتَّاب أغاني تجعلنا كلماتهم نتمايل طرباً عند سماعها أو ملحنين بمقدورهم أن يعزفوا على أوتار قلوبنا قبل أن يعزفوا على الآلات الموسيقية لتكون المحصلة أغنية شجية تحرك وجدان المستمع.أما الشق الثاني فإنّ مسئوليته تقع على الإذاعة والتلفزيون واللتان لم تعودا تقدمان الأغاني اليمنية القديمة بشكل كافٍ الأمر الذي أوجد أجيالاً بكاملها لا تعرف شيئاً عن قامات فنية يمنية ما زالت لأغانيهم تأثير قوي على المستمع وكأنّها غُنَّت بالأمس القريب فقط وليس من عدة عقود لأنّه إذا حدث وصادف أن استمع أحد الشباب لأغنية قديمة فإنّه قد يعرف اسم مغنيها ولا يعرف اسم كاتب الأغنية أو ملحنها والذين لولاهما لما وجدت الأغنية، لذلك فإنّه ينبغي عدم إغفال اسم كاتب أو ملحن أي أغنية وذلك من باب التقدير لهما.وأخيراً فإننا نتمنى أن تقوم الإذاعة أو التلفزيون بتخصيص برنامج أسبوعي أو عمل حلقات خاصة تتزامن وذكرى ميلاد أو وفاة شاعر ما أو ملحن يتم فيه بث الأغاني التي قام بتأليفها أوتلحينها والفنانين الذين تعاونوا معهم مع الحديث عن الظروف التي واكبت تأليف الأغنية أو تلحينها على أن تقدم تلك البرامج بطريقةٍ تجذب معه الشباب.*أثمار هاشم
|
رياضة
حتى لا ننسى مبدعينا
أخبار متعلقة