رام الله (الضفة الغربية)/14اكتوبر/ رويترز:قال مساعدون للرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الخميس إن الرئيس لم يخفف موقفه إزاء المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وان الحوار ما زال يتوقف على إنهاء سيطرة الحركة على قطاع غزة.ودعا عباس يوم الأربعاء إلى إجراء محادثات مصالحة مع زعماء حماس دون أن يكرر صراحة مطالب سابقة بضرورة تخلي الحركة أولا عن السيطرة على قطاع غزة مما أثار تكهنات بأن الجانبين ربما يكونان مستعدين لإصلاح العلاقات فيما بينهما.ولكن صائب عريقات وهو من مساعدي عباس قال إن تصريحات عباس التي أدلى بها بعد عام من سيطرة حماس على قطاع غزة لا تشير إلى موقف جديد. وأشار إلى أن عباس دعا لتنفيذ مبادرة اليمن التي تنص على ضرورة إنهاء سيطرة حماس على القطاع.وقال عريقات إن موقف الرئيس عباس لم يتغير. مضيفا أنه من الخطأ القول إن عباس لم يعد يطالب بإنهاء “انقلاب” حماس لإنهاء الانقسامات.وتقول حماس إنها مستعدة لاستئناف الحوار دون شروط مسبقة وهو موقف كررته مجددا ردا على كلمة عباس أول أمس الأربعاء.ويشارك عباس في محادثات سلام مدعومة من الولايات المتحدة مع إسرائيل التي حذرت من أنها ربما تراجع علاقاتها مع عباس إذا أصلح علاقاته مع حماس.ودعا عباس في كلمته إلى إجراء “حوار وطني شامل” وقال إن التقارب ربما يدفعه إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.وقال حسن عصفور الوزير الفلسطيني السابق في مقال على موقعه على الانترنت إن عباس يفتح الباب أمام إجراء محادثات مع حماس من خلال تبني لهجة جديدة. لكن جمال زكوت وهو من كبار مساعدي رئيس الوزراء سلام فياض قال إن عباس ما زال يعتقد أن الحوار يتوقف على تخلي حماس عن السيطرة على غزة.وحاول اليمن التوسط في اتفاق للمصالحة بين حركتي فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني وحماس في مارس ولكن المساعي انهارت بعد خلاف بشأن ما إذا كان على حماس التخلي عن السيطرة عن غزة قبل بدء محادثات رسمية.وقال اجتماع وزاري في جامعة الدول العربية إن حماس يجب أن تتخلى عن سيطرتها على غزة وايد المبادرة اليمنية. وقال عريقات إن عباس سيزور دولا عربية ليطلب منها المساعدة في تنفيذ المبادرة. وقالت حماس إنها تقبل الوساطة العربية لإنهاء الخلاف.وبدأ الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات سلام مدعومة من الولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني بهدف التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام. وشابت المفاوضات نزاعات بشأن بناء المستوطنات اليهودية والعنف في غزة وفضيحة فساد محيطة برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت.من جانبه أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية مساء أمس الخميس ترحيبه بالدعوة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء حوار وطني فلسطيني شامل، وقال إنه يرى فيها روحا إيجابية جديدة. ودعا هنيه في خطاب متلفز بث بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين لـ””نكسة حزيران”، إلى البدء فوراً في حوار وطني شامل على قاعدة “إعلان صنعاء” والذي حدد طبيعية التعامل مع المبادرة اليمنية والتي اشتملت على العديد من القضايا وملفات الحوار الداخلي بهدف العودة بالأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه “تأكيداً لوحدة الوطن الفلسطيني أرضاً وشعباً وسلطة واحدة، ومستندين كذلك إلى الاتفاقات الموقعة والمتمثلة باتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني واتفاقية مكة”. كما دعا هنيه الجامعة العربية إلى رعاية الحوار الوطني الفلسطيني وخطوات المصالحة، على غرار ما تم التعامل به مع أزمة لبنان، معلناً استعداده لتلبية أي دعوة من أي قطر عربي في هذا الإطار، “على أساس لا غالب ولا مغلوب وبهدف الوصول إلى اتفاق ينتصر فيه كل الفلسطينيين”.ودعا هنية وهو قيادي بارز في حركة حماس، إلى وقف الحملات الإعلامية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وبذل الجهد المطلوب من أجل رفع الحصار وفتح المعابر والإفراج عن النواب المعتقلين لدى إسرائيل، كما وعد باتخاذ خطوات ملموسة في الأيام المقبلة على الصعيد الإعلامي والمصالحات الداخلية. ووضع هنية تصورا لآلية التعامل مع الحوار “تبدأ بتكثيف إجراءات بناء الثقة ثم وضع الأجندة الرئيسية للحوار وتصنيف هذه الملفات بحيث يتم البدء بالملفات التي يمكن إحراز تقدم فيها، وبعد ذلك مناقشة الملفات الأكثر صعوبة والخروج باتفاق بمظلة عربية واسعة على أن يتم كل ذلك في أسرع وقت ممكن مما يتطلب إظهار المزيد من الايجابية”. وكان عباس قرر أمس الخميس تشكيل لجنة خاصة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية لمتابعة قراره حول الحوار الوطني، وحسب المصادر الفلسطينية فإن اللجنة ستباشر اجتماعاتها الأسبوع المقبل وستقوم بالاتصال مع الأطراف المعنية من أجل مناقشة الآليات التنفيذية للقرار.من جهتها، أبدت سوريا”ارتياحها” لدعوة عباس لحوار فلسطيني وطني وترحيب (حماس) بهذه الدعوة، وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية لوكالة الأنباء الألمانية ( بأن “سوريا تلقت بارتياح دعوة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس للحوار الفلسطيني، وكذلك ترحيب حركة حماس بهذه الدعوة”. وأضاف المصدر أن “سوريا تحث الطرفين على استئناف الحوار الفلسطيني - الفلسطيني على أساس إعلان صنعاء والمبادرة اليمنية وقرار القمة العربية بدمشق”،وأكد أن “سوريا بصفتها تترأس القمة العربية، تعرب عن استعدادها للمساعدة في تحقيق هذا الحوار وإنجاحه صوناً للحقوق الوطنية الفلسطينية”.