استعراض / أثمار هاشم /تصوير / عبدالواحد سيف:التاريخ أمانة في الأعناق وتدوينه بموضوعية وحيادية وبعيدا عن أي ولاءات شخصية يجعله إرثا لكل الأجيال التالية التي يحق لها أن تعرف أحداث مهمة وحاسمة في حياتها.وتأتي ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية الانطلاق .. التطور .. آفاق المستقبل في جزئها الخامس الذي يحمل عنوان (الاستقلال ووحدة النضال الوطني) ترجمة فعلية لتوثيق سجل حافل من نضالات شعبنا اليمني..اليوم نستعرض جزءاً من أوراق العمل المقدمة في هذه الندوة لما لها من أهمية تحقق الأهداف المرجوة.[c1]الوحدة تاج الثورتين[/c]
سالم صالح محمد
الأخ سالم صالح محمد – مستشار رئيس الجمهورية تقدم للندوة بورقة تحمل عنوان "إلى ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية – الجزء الخامس – الاستقلال" جاء فيها انه يتعين تقديم أطيب التحايا إلى شعبنا اليمني العظيم وامتنا العربية والى القادة العظام الذين حققوا هذا اليوم المجيد إلى الرئيس قحطان محمد الشعبي والرئيس عبدا لله السلال والزعيم القومي جمال عبدالناصر والى القيادة السياسية التي أوفت بالوعد والعهد وحققت أعظم أهداف الثورة اليمنية بتحقيق يوم 22 مايو التاريخي العظيم، كما وجه تحياته إلى العميد الأستاذ / علي حسن الشاطر الذي شعر بمعاني وأهداف هذه الندوات كتعويض معنوي تجاه معاناة وهموم وحقوق شريحة المناضلين وأبناء الشهداء وأسرهم داعيا الجميع الى جعل الخطاب التاريخي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح يوم الاحتفال بالعيد الوطني الأربعين للاستقلال في مقدمة أعمال ومحاور هذه الندوة لأهميته، داعيا الندوة كذلك إلى الوقوف أمام نضال شعبنا منذ أربعينيات القرن الماضي منذ إنشاء كتيبة الشباب اليمني في القاهرة واختتم ورقته بالتعهد أمام الحاضرين جميعا بتقديم كل مساعدة لشريحة المناضلين بمواصلة التكليفات التي تناط به بنفس القدر من الحماس الذي قام به منذ بداية الثورة وحتى يوم الاستقلال الوطني مرورا بتلك السنوات الطويلة حتى يوم الوحدة الذي كان تاج الثورتين سبتمبر وأكتوبرٍ.[c1]مشاهد في الذاكرة الوطنية[/c]
أحمد الحبيشي
"30 نوفمبر 1967م ثمرة لوحدة النضال الوطني" ذلك كان عنوان الورقة التي قدمها للندوة الأستاذ / أحمد الحبيشي – رئيس مجلس الإدارة – رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر والتي جاء فيها:إنه مع احتفال شعبنا بالعيد الأربعين لذكرى الاستقلال فإن هناك أربعة مشاهد تاريخية تبرز في الذاكرة الوطنية التي احتضنتها مدينة عدن جميعها : منها تحقيق الاستقلال وإنزال العلم البريطاني وأعلام ما كانت تسمى بدولة اتحاد الجنوب العربي, سلطنة حضرموت الكثيري, سلطنة حضرموت القعيطي, وسلطنة المهرة وسقطرى واستبدالها بعلم وطني واحد وكيف أنه بعد (22) عاماً من ذلك اليوم التاريخي تم التوقيع على اتفاق الوحدة والذي تم وسط تأييد واسع من كافة جماهير الشعب اليمني ليتم بعد ذلك بستة أشهر إعلان قيام الوحدة اليمنية وارتفاع علم الجمهورية اليمنية الموحد.وأشار الأستاذ / الحبيشي في ورقتة أنه من الصعب إعادة اكتشاف الأبعاد الوطنية لتلك المشاهد التاريخية السابقة بدون التعرف على أبرز المحطات التي مهدت لهذه المشاهد ومنها إضرابات مارس المجيدة 1956م التي قام بها عمال وموظفو (بيت البس) وما تلى ذلك من أحداث تمثلت في الإضرابات والانتفاضات التي قامت بها مختلف فئات الشعب اليمني, موضحاً بأن تلك الإضرابات كان لها تأثيرها الواضح على أساليب الكفاح السياسي ودخول الطبقة العاملة كطبقة سياسية على الجانب الآخر كانت الأوضاع السياسية في شمال الوطن تزداد تردياً ما أدى إلى اندلاع إضرابات طلاب المدارس بمدينتي تعز وإب في 22 سبتمبر 62م التي مهدت لقيام ثورة سبتمبر التي أصبحت قاعدة صلبة للحركة الوطنية اليمنية ودافعاً لقيام ثورة أكتوبر 63م التي استمرت حتى تحقيق الاستقلال في 1967م, موضحاً أن الثورة اليمنية تعرضت لبعض الأزمات والتشوهات التي تسببت في تأخير إنجاز أهم أهداف الثورة اليمنية وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية إلى أن قيض لهذه الثورة أن تستنهض قدرتها على مواصلة تحقيق أهدافها خلال فترة حكم الرئيس / علي عبدالله صالح الذي أدرك الثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا من رصيد وحدته وحقوقه الأمر الذي يؤشر على بداية طور تاريخي جدي في مسيرة الثورة اليمنية.[c1]عدم نبش الماضي[/c]
محمد سعيد عبدالله (محسن)
الأخ / محمد سعيد عبدالله حاجب (محسن) قدم للندوة ورقة حملت عنوان "تلازم نضال الشعب اليمني في ترسيخ ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري وقيام ثورة 14أكتوبر الشعبية المسلحة عام 63 م ونيل الاستقلال الوطني للجنوب في 30 نوفمبر 67 م وقيام الجمهورية اليمنية" تناول فيها أن الشعب اليمني وعبر التاريخ كان له سجل حافل وواسع بالحضارات العظيمة وأن يعطي البشرية تراثاً إنسانياً في مجالات شتى وتاريخ عظيم في مقاومة الغزاة وقيام ثورة سبتمبر 62 م التي اسقطت النظام الملكي الامامي وكيف شكلت هذه الثورة قاعدة انطلاق وخلفية مادية ومعنوية ووفرت شرطاً رئيسياً لانطلاق الثورة الشعبية المسلحة في جنوب اليمن بقيادة الجبهة القومية مشيراً إلى أن ترابط النضال لشعبنا اليمني شماله وجنوبه ويمثل تأكيداً على عمق ترابط وتلازم المسارات لثورتي سبتمبر وأكتوبر وعلى وحدة الشعب ومصالحه .فالتضحيات التي قدمها شعبنا اليمني مثلت بمجملها عاملاً اساسياً وحاسماً مكن شعبنا من الحفاظ على النظام الجمهوري في الشمال وتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني بفضل الاهداف الوطنية الواضحة التي رسمتها الثورة الشعبية المسلحة بقيادة الجبهة القومية وكيف استطاع النظام الوطني في جنوب اليمن تحقيق جملة من الانجازات الوطنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية "التي لايمكن لعاقل سوي أو خصم سياسي متزن نكرانها أو الغائها من ذاكرة الشعب في الجنوب" ، مستعرضاً بعض الانجازات التي تم تحقيقها ، وموضحاً أن الجبهة القومية والحزب الاشتراكي سعياً عبر نضال شاق وطويل من أجل قيام اليمن الموحد كهدف اساسي ومشروع وطني عظيم ظل الشعب اليمني يحلم به مشيراً إلى انه وبالرغم من كل ماحدث من تحولات وطنية منذ تحقيق الوحدة المباركة إلا أن التشويه لازال موجوداً وانه ليس هناك من داع لنبش الماضي ولايجوز التخاطب بعقلية وثقافة المهزوم والمنتصر فالاحداث والكوارث المؤلمة والمحزنة والتي جعلت شعبنا اليمني في شماله وجنوبه يخسر العديد من القيادات والمناضلين ينبغي أن يتم الاستفادة منها بعدم تكرارها بمعالجات وطنية صحيحة وفعلية فالتنازل اليوم لبعضنا كيمنيين هو بالتأكيد أفضل من الغد عندما نتنازل للآخرين.[c1]ثورة يوليو وازدياد الوعي الوطني[/c] الأستاذ/ ناصر صالح جبران قدم للندوة ورقة موسومة بـ(مشاهد من المقاومة والنضال حتى الاستقلال وصفحات نضالية في المناطق الوسطى بأبين..) وقد قسم ورقته تلك إلى مجموعة محاور شمل المحور الأول منها على التعريف بموقع المنطقة الوسطى والأعمال التي يزاولها سكان تلك المنطقة، فيما المحور الثاني تحدث عن المقاومة غير المنظمة التي مارسها أبناء المنطقة الوسطى بأبين ضد الاستعمار البريطاني، أما المحور الثالث فكان بعنوان النضال المسلح تحدث فيه عن ازدياد لهيب الوعي الوطني في الخمسينات بعد قيام ثورة يوليو 1952م التي أحدثت زخماً ثورياً فانتشرت النقابات والجمعيات الوطنية والأندية وبروز الأحزاب السياسية، وقيام ثورة سبتمبر 62م وثورة أكتوبر 63م ، أما المحور الرابع للورقة فكان يحمل اسم إسقاط المناطق في أبين 11 – 27 أغسطس 67م حيث ونتيجة للهيجان الثوري بعد نكسة 5 يونيو 67م بدأ 11 أغسطس 67م إسقاط السلطات المحلية في أبين وتوالى بعد ذلك التاريخ سقوط السلطات المحلية في مناطق مختلفة من أبين إلى أن تم إسقاط السلطة في محافظة أبين كاملة .[c1]يوم الجلاء كان مشهوداً[/c] الوضع العسكري عشية الاستقلال كان عنوان المداخلة التي تقدم بها اللواء الركن السفير أحمد صالح حاجب للندوة والتي قال فيها:( إن النضال بدأ مبكراً في الخمسينات في عدة مناطق يمنية عن طريق إقامة الكمائن من قبل القبائل ضد القوافل العسكرية المتنقلة وازداد النضال عنفواناً عام 63م واستمر حتى 67م موضحاً أن عدن كان لها دوراً كبيراً منذ بداية الستينات وكان لانفجار قنبلة المطار على الحاكم البريطاني والوفد المرافق له من حكومة الاتحاد أثراً كبيراً جعل بريطانيا تعيد حساباتها من جديد، متطرقاً ليوم 29 نوفمبر 67م الذي كان يوماً مشهوداً لأنه يوم الجلاء عن عدن واضعاً بشكل تفصيلي الخطوات التي اتخذتها القوات البريطانية عند جلائها مشيراً إلى خروج الشعب اليمني في عدن وباقي المناطق بمظاهرات فرح متواصلة استمرت أسبوعاً كاملاً الا أن الأهم من ذلك كله كان العمل الجبار الذي حققه شعبنا يوم 22 مايو 90م بقيام الوحدة اليمنية المباركة.