قبل اسبوع من وفاته وفي الصباح الباكر وبالصدفة التقيت به ومعه صهره الاخ العزيز الاستاذ القدير خورشيل منصور شعبان وكان هذا اللقاء المفاجئ فرحة كبيرة بالنسبة لي لهذا الرجل من مكانة في نفسي ومن حب وتقدير له وللعلاقة الرفاقية والاخوية الطيبة التي بدأت في سبعينيات القرن الماضي واستمرت الى ان اختاره المولى عزوجل الى جواره بعد اسبوع من هذا اللقاء والذي كان اكبر هدية لي بأن اكون وجهاً لوجه مع هذا الرجل العملاق الذي يفرض عليك احترامه وتقديره ولتواضعه ولطيبة نفسه ولاخلاقه الدمثة ولحبه للناس ولهذه الارض الطيبة ولسماحة نفسه ولتلك الابتسامة التي تشعرك بالثقة وبالمستقبل والتفاؤل بالرغم مما يختفي وراءها من الآم ومعاناة وجحود وتنكر من البعض والذين قدم لهم هذا الرجل الموقف كل ماتحمله الكلمة من معنى قدم لهم كل مساعدة وكل خدمة وكل وفاء وصدق دون ان يطلب مقابل ذلك وخلال ذلك اللقاء الصدفة وجدته كما هو على الدوام مبتسماً وممتلئاً نشاطاً وحيوية وحينما بادرته بالسؤال عن احواله وصحته شكى من ظروفه الصحية والتي تحتاج الى علاج في الخارج والعلاج يحتاج الى امكانيات والامكانيات غير متوفرة لديه وحتى المعونة التي قدمت له ضاعت تذاكرها ولم يصله الا الشيء الذي لايمكن ان يكون تكاليف علاج والان المرء لايمتلك اي امكانيات وكلما يمكن ان يقدمه هو الكتابة ومطالبة جهات الاختصاص بانقاذ هذا المبدع الفذ قبل ان يفوت الاوان ولكن ارادة المولى اختارته في نفس اليوم الذي نشر فيه ذلك المقال مما اعتبره البعض بسخرية مقال نحس عليه ولا اعتراض على ارادة المولى عزوجل فكلنا سنموت والبقاء لله وحده وهم السابقون ونحن اللاحقون وعندما سألت بعض الاخوة من الذين لهم باع طويل في المسرح من زملائه لماذا تكتبون عن زميل لكم غادر هذه الدنيا الفانية ردوا وبلسان واحد ماذا نكتب عنه كلنا اموات ونحن احياء هكذا وصل الحال بمبدعي ابو الفنون المسرح والذي كل دول العالم تعطي للمبدعين والادباء والفنانين وللرياضة كل اهتمام وكل دعم لانها هي الوجه المشرق والمرآة العاكسة امام الدول الاخرى ولماذا كل تكريم يأتي في الوقت الضائع وبعد فوات الاوان فهل يدرك مسؤولونا اهمية الابداع والمبدعين والفنانين والرياضة والرياضيين ام اننا نعتبر هذه المجالات ترفاً فكرياً انظروا الى دول الجوار ماذا تقدم لهذه المجالات مع انها لاتمتلك مانمتلكه نحن في مختلف المجالات الرياضة بالذات عندنا وفي عدن في عام 1950م اما ثروتنا الادبية والفنية متروكة للنهب ويستفيد منها غيرنا ويتغنى بها غيرنا ونحن حتى هذه اللحظة لم ندرك اهميتها ولم نفكر في حمايتها . وخلال ذلك اللقاء الصدفة رجعنا الى تاريخ ذلك المبدع النابغة في المسرح والى الاعمال الجميلة التي قدمها خلال السبعينات تلك الاعمال التي كانت تعالج قضايا المجتمع باعتبار المسرح ابو الفنون والمعالج الاول لقضايا المجتمع وبالذات اذا ماتوفرت له كل الشروط وقدمت له الدولة وللقائمين عليه كل دعم ممكن وهو سيقدم كل جديد وجميل ومع رجوعنا الى ذلك الزمن الجميل والذي قدم فيه المسرح وهذا المخرج المبدع اعظم الاعمال وافضلها مع مجموعة من رفاقه وزملائه المبدعين وكان هذا الرجل يلتقط كل قضية ويترجمها في اجمل وابدع الاعمال وكان لحضور الرئيس الشهيد سالم ربيع علي »سالمين« .. رحمة الله عليه ورضوانه وباقي قيادة الدولة اثر طيب ودعم غير محدود وكان هذا النابغة خير من يلتقط افكار الشهيد سالمين رحمة الله عليه ورضوانه وترجمها في اروع الصور وابدع الاعمال كما ان هذاالمبدع الرائع مع زميله ورفيقه الاخ العزيز الاستاذ والقدير المناضل الوطني الكبير والاديب والمبدع عتيق سكاريب اطال الله في عمره ومع رفيقهم الاخ العزيز الاستاذ القدير المناضل الوطني الكبير صالح احمد النينوه نائب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي فمنهم تشكل ثلاثي جميل دعمه الرئيس الشهيد سالمين رحمة الله عليه ورضوانه وكان معرض المعارض في المعلا عدن بمثابة معرض اليمن الديمقراطية الشعبية الدولي ويمثل تظاهره كبيرة فيها الانتاج الزراعي والاقتصادي مع الابداع الفني الرائع شكل تظاهرة جماهيرية شعبية كبيرة من مختلف المحافظات القريبة من عدن ولم يقتصر ابداع هذا المخرج العملاق على مسرح معرض المعارض فقط بل على العكس قدم كثيراً من الاعمال الجميلة على مسرح اول مايو للطبقة العاملة ومسرح وزارة الثقافة والسياحة في التواهي قدمت اعمال كثيرة لاكبر الكتاب والادباء لاحمد محفوظ عمر رائد القصة القصيرة ولمعتوق عبدالباري ولحسين سالم باصديق رحمة الله عليه ورضوانه ولغيرهم من مبدعي بلادنا ومن هذه الاعمال مسرحيات الصياد والكنز والبتول وغيرها من الاعمال الخالده والتي ستظل في ذاكرتنا جميعاً كما سيظل هذا العملاق في وجداننا وستظل ذاكره على الدوام عطره بيننا فقد خسرت بلادنا وخسرناه نحن ولكن لا اعتراض على ارادة المولى عزوجل ولايسعنا في هذا المقام الا ان نقول نم قرير العين يا أبا عمار ياابن علي عبدالله وادخلك الله فسيح جناته والهم اهلك وذويك الصبر والسلوان مع تعازينا الاخوية الحارة والصادقة لاولاده ولاشقائه وفي مقدمتهم الاخ العزيز الاستاذ القدير الصحفي والكاتب البارز اقبال علي عبدالله ولكل اهله .إنا لله وإنا اليه راجعون .محمد صداعي علي
|
ثقافة
فيصل علي عبدالله واللقاء الأخير
أخبار متعلقة