صباح الخير
الدم هو سائل الحياة في جسم الكائنات الحية ووظائف الدم في جسم الإنسان كثيرة وأهمها توفير الغذاء والأكسجين إلى جميع أعضاء وخلايا الجسم.. ففي الوقت الذي يلعب فيه الدم دوراً هاماً لحياة الإنسان ممكن أن يتحول هذا السائل الأحمر العجيب إلى بؤرة رئيسية لنقل أخطر الأمراض وأفتكها إبتداءأبالإيدز وانتهاء بأمراض الكبد الفيروسية القاتلة ، وتأتي أهمية تأسيس أقسام وبنوك الدم في المرافق الصحية وضمان جودة الفحوصات ونقاء الدم وصلاحيته وخلوه من أي أمراض خطيرة، كما أنه من الضروري جداً مراقبة وضمان حفظ الدم في الثلاجات الخاصة بذلك وقرب الدم المخصصة لذلك .وقد أستبشرنا خيراً بعد طول انتظار أن هناك مركزاً رئيسياً متطوراً قد تم افتتاحه في م/عدن قبل أكثر من علم ومثله في العاصمة صنعاء ولكن المستغرب جداً أنه لازالت المستشفيات العامة والخاصة تسحب الدم من المتبرعين وتقوم بفحصه وتركيبه للمحتاجين والمرضى دون إشراف أو رقابة.. وكأننا قد نسينا أو تناسينا بعض الحالات التي نقل دم ملوث لها ومازالت قضاياها في المحاكم. والمستغرب أن ماقبل أنه بنك دم مركزي للمحافظة لازال عاجزاً عن توفير الكميات المطلوبة وعدم انتظام عجله الا لنوبة واحدة أو تكاد، ومازلنا نسمع شكاوى ومعاناة المرضى المحتاجين للدم سواء في أقسام الحوادث والعمليات أو لمرض فقر الدم .. الخ وأنه حتى لو تم إعطاؤهم قربة دم فلابد من دفع مبلغ خمسة ألآف ريال لضمان أو رهن مقابل ضمان واستعادة الدم أو إحضار متبرعين !السؤال كيف يتصرف المريض أو المصاب إن لم يملك هو أو أهله مثل هذا المبلغ؟ وماهو مصير مثل هذه المبالغ؟ هل هناك من تشريع أو توجيه رسمي أو شرعي لجباية مثل هذه المبالغ؟ كما أنني على ثقة أن هناك كثيراً من قرب الدم يتم (أعدامها) والتخلص منها بعد تكدسها وعدم الاستفادة منها تحت حجة إن طلبات الاختصاصين أو المعالجين يطالبون بدم طازج (فرش) علماً بأنه لو توفرت القربة المناسبة لنقل الدم والثلاجة الخاصة بحفظ الدم، لكان من الممكن استخدام هذا الدم لمدد لانقل عن (2-35) يوماً.كما أن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل هذه الإجراءات لجباية مبلغ الخمسة ألف ريال، هي التهيئة لبيع الدم خاصة أصحاب الفصائل النادرة وهل هناك علم لقيادة المحافظة والوزارة بذلك؟ وهل توجد موازنات لتشجيع التبرع بالدم بكل يسر وسهولة وهل هناك من الكوادر والأجهزة والثلاجات القادرة على استقبال المتبرعين وكميات الدم لفحصها وحفظها وإعادة توزيعها للمرافق والمرض المحتاجين؟ أن جهات الاختصاص في قيادة المحافظة ووزارة الصحة هي المسؤولة أمام الله وأمام المواطن لتوفير كل ما من شأنه أنقاد وتخفيف الأم وحياة الناس إن الإنسان هو رأسمال الوطن الوحيد والمتجدد ، فلابد لنا أن نتقي الله في أنفسنا وفي مرضانا لأن سوء الإدارة واللامبالاة بحياة الإنسان وصحتة فهي جريمة كبرى يعاقب عليها الإنسان سواء من خالقه أو من يمثلون العدالة في الأرض ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه. قال تعالى .. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.صدق الله العظيم