يعيش كل مواطن فلسطيني ، وكل عربي ومسلم في هذه الأيام حالة من القلق الشديد ، بل الخوف الذي يصاحبه الترقب لما قد يحصل في الساحة الفلسطينية ، خاصة بعد تبادل الاتهامات والتصريحات المتناثرة من هذا الطرف وذاك والتي جميعها لعبت وتلعب دوراً في خلق أجواء متوترة وتوسيع الهوة والفجوة في أي عملية تقارب بين القوى الوطنية والمسلمة ، وتنذر بقتال فلسطيني فلسطيني ، والذي لم يعد خطاً أحمر من وجهة نظري عند الكثير ممن حرموه في السابق ، بدليل أنهم قد أقدموا عليه بالفعل ومارسوه في الساحة الفلسطينية مراراً ، وبات الفلتان الأمني هو المظهر الساند والذي يدفع ثمنه أبناء الشعب الفلسطيني ، ومع الأسف كل هذا يحصل في ظل الحصار الظالم والجائر الذي تفرضه حكومة الكيان الصهيوني ، في طل سياسة الاغتيالات والاعتقالات التي لم تتوقف يوماً في ظل الفقر والجوع اللذين يعيشهما جراء هذا الحصار وعدم وصول الأموال .لا أعرف كيف نريد أن نفك الحصار ونحن نشتغل في بعضنا البعض بدلاً من أن نشتغل بالعدو المحتل والمغتصب لأرضنا وعرضنا وكرامتنا ، لا أعرف كيف ولماذا نختلف ونحن جميعاً في أرض محتلة لا يوجد لنا سيادة عليها ، ولا نستطيع أن نمنع جيش الاحتلال من دخولها وانتهاك حرماتها كلما يحلو له ذلك ؟ هل هو حب السلطة ؟ وإذا استمرينا في هذا النهج ماذا سنحقق لشعبنا غير الويل والدمار والاقتتال والتصفيات ، وهذا ما سعى ولايزال يسعى له الكيان الصهيوني وكل من خلفه، وما تصريحاتهم بالأمس وبعد خطاب الأخ / أبو مازن إلا كمن يسكب البنزين على النار ليزيدها اشتعالاً ، هل هم غيورون وحريصون على قضيتنا الفلسطينية ، وهل يمكن أن نقتنع بأن هؤلاء يسعوا للديمقراطية الحقيقية في الساحة الفلسطينية ، وإلى حماية الشعب الفلسطيني؟، فاذا كانوا كذلك أليس هم من أشرفوا على الانتخابات والتي بشهاداتهم أنها أفضل انتخابات أكثر نزاهة في المنطقة ، وإذا كانوا كذلك فلماذا لم يرسلوا قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من القتل الصهيوني ، وإذا كانوا كذلك لماذا يستخدمون حق الفيتو عندما ترتكب اسرائيل المجازر في غزة والضفة الغربية؟ ، هل نصدق هؤلاء ونخدع بتصريحاتهم ، ونصمم على مواجهة بعضنا البعض، ام أن نعود إلى لغة الحوار والعقل ؟ الفرصة مازالت مواتية ، والبديل للحوار هو الاقتتال وهذا ما نرفضه جميعاً ، والحوار مطلب كل الفصائل الوطنية في الساحة الفلسطينية وهو العقل بعينه ، ولا يجوز الادعاء من البعض بأنه حريص على القضية الفلسطينية أكثر من غيره ، فالساحة الفلسطينية مليئة بالفصائل وبالشخصيات الوطنية المستقلة ، وقبل هذا شعبها، وكلهم يطالبون بمواصلة الحوار الذي يوصلنا إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على قاعدة البرنامج الوطني ، على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني ، وثيقة الأسرى التي تم اقرارها والاتفاق عليها ، وعلينا أن نكون أكثر مرونة وأن نتنازل لبعضنا البعض في تشكيلة الحكومة وتوزيع الحقائب ، والتي مع الأسف باتت وكأنها فخ ونسينا منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، نسينا ما يزيد عن خمسة ملايين فلسطيني في الشتات لا نلتفت اليهم ولا نعرف رأيهم ، الأجدر بنا أن نعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وأن نتمسك بقرارات اتفاق القاهرة في آذار 2005م ، الذي أكد على هذه المسألة .منظمة التحرير هي الكيان الفلسطيني ، هي الهوية الوطنية الفلسطينية ، هي الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب، وهي من خاضت النضال وحققت المكاسب وعلى رأسها الاعتراف الدولي ، فلماذا نتركها تضيع ونشغل أنفسنا بقضايا أخرى، ونحن مازلنا تحت الاحتلال ولا سيادة لنا على الأرض .
الساحة الفلسطينية .. إلى أين ؟
أخبار متعلقة