عدد من المشاركين في ندوة دور الثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية لـ( 14 اكتوبر ) :
صنعاء/ سمير الصلوي إن تطور المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ بدأ مع تطور ثقافة هذه المجتمعات التي استطاعت بمثقفيها الوصول إلى مراحل متقدمة من البناء والتنمية ، فالمثقف هو الوجه المشرق والمضيء لأي بلد كان واليوم وبعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في مايو عام 1990م ما هو دور الثقافة قبل وبعد الوحدة اليمنية في تعزيز وترسيخ مفهوم الوحدة لدى الأجيال . صحيفة 14 أكتوبر وعلى هامش ندوة دور الثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية التقت بعدد من المشاركين وخرجت بالحصيلة التالية: هشام علي وكيل وزارة الثقافة تحدث عن دور المثقف في ترسيخ الوحدة بقوله أن الثقافة لها أهمية كبيرة في تعزيز الوحدة الوطنية عبر إقامة الندوات والأمسيات الهادفة لارتباطها ارتباطاً مباشراً بمختلف فئات المجتمع وفي هذه الثقافة نستطيع أن نوصل معلومة مهمة إلى الشباب الذي لا يعرف شيئاً عن زمن التشطير وماهي مكاسب الوحدة اليمنية والتي ضحي وناضل الكثير من آبائنا وإخواننا في سبيل تحقيقها وما يعنى الأنشطار اليوم من سمعة تشوه وجه اليمن والإنسان اليمني بشقة إلى نصفين ، فعلينا أن نوجه معلومة إلى الجيل الحاضر في معاناة التشطير التي عملت عن تقسيم الأسرة الواحدة بين الشمال والجنوب وكيف استطاع اليمنيون تجاوز تلك المرحلة المؤلمة في 22 مايو 1990م بدحر براميل التشطير التي حالت بين الأخوة لفترة من الزمن. وأضاف أن جماهير الشعب اليمني قد قالت رأيها حول الوحدة في الاستفتاء الدستوري الذي تلا الوحدة وما نشاهده اليوم من خطاب لمجموعة من الشذاذ الذين يريدون العودة إلى الوراء وإثارة العنف والطائفية بين أفراد الوطن الواحد وتقسيم الوطن إلى دويلات بهدف عرقلة التنمية والبناء الاقتصادي نقول لهم مصيركم سيكون إلى المجهول بإرادة الشعب الذي ناضل طويلاً للوصول إلى هذا المشروع الحضاري. [c1]تعزيز مبدأ الحوار [/c]وتحدث الدكتور حميد العواضي عميد كلية الآداب جامعة صنعاء بقوله أن دور المثقف في تعزيز الوحدة الوطنية جزء من الكيان الوحدوي فالمثقف لا يشعر بالتجزئة ويتجاوز بثقافته مفهوم الهويات الصغيرة سواء كانت وطنية أو قومية إلى مفهوم الوحدة بإطارها الإنساني فدور المثقف يقع ما بعد الهويات الضيقة على المستوى الوطني فدور المثقف في تعزيز الوحدة والحفاظ عليها فإذا عدنا إلى عهد التشطير نجد بأن الاتحاد العام للأدباء والكتاب اليمنيين هو المؤسسة اليمنية الوحيدة الموحدة أثناء التشطير فالمثقف لم يجد نفسه في كيان تشطيري على الإطلاق وهذه الشريحة هي الأولى بالدفاع عن الوحدة وأن يكونوا بالصدارة في الدعوة إلى الوحدة أن يخرجوا عن صمتهم والتعبير عما يجري وماهي المخاطر التي تقع وراء الأحداث التي تجري هنا وهناك ويجب أن يخرجوا عن الصمت في اتجاه الدفاع عن الوحدة وكشف الألاعيب والخطابات المؤججة للكراهية والبغضاء بين أبناء الشعب. وأضاف: علينا كمثقفين بأن لا نقود خطاب الكراهية وخطاب البغضاء بنفس الخطاب وإنما علينا أن نغلب مبدأ التسامح والتعاون وكيفية حل المشاكل العالقة في إطار الجمهورية ويجب ترك اللامبالاة فالواقع اليوم يفرض علينا مسؤولية أخلاقية في الدفاع عن الوحدة وصنع وطن مستقر ، كما يجب على الإعلام القيام بمسؤوليته واعتبار العمل الإعلامي مهنة وعلى المثقف أن يتجاوز العمل الإعلامي ورؤية الإخطار المحدقة والنظر إلى مصلحة الوطن على المدى البعيد وتعزيز النقاش والحوار والقضاء على عملية الإثارة التي تؤجج الكره وتثير العنف بين أبناء الوطن. [c1]الثقافة المكون الأساسي للوحدة [/c]كما تحدث الدكتور عبدالكريم قاسم عضو الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عن دور الأدباء والكتاب اليمنيين في تعزيز الوحدة واعتبار الوحدة هي النواة الأولى للهوية الوطنية فالثقافة لها دور تاريخي توحيدي ينطبق مع الهوية والشخصية اليمنية وارتباطها بالوطن بأواصر روحية ومعنوية وعقائدية تجعل منه كياناً ونسيجاً اجتماعياً واحداً، فقد عرفت اليمن منذ فجر التاريخ كأقليم جغرافي وبحدوده التاريخية المعروفة كما عرفت بكيانها الثقافي الاجتماعي الواحد في جميع العصور وبقيت الوحدة هي المكون الأساسي لجميع الدول التي قامت على مستوى الوطن ككل وكانت الثقافة هي الأساسي والمكون الحقيقي والمرجعية الأساسية لهذه الدول التي وحدت اليمن، فالثقافة اليمنية ازدهرت وتطورت عند قيام الدولة اليمنية الواحدة وتدهورت وتقهقرت عندما وجد الانقسام والشتات السياسي ومع ذلك ظل النسيج الاجتماعي لليمن يوحد اليمنيين رغم اختلاف السياسيين فمنذ فجر التاريخ لا توجد دولة في اليمن استطاعت خلق كيان اجتماعي انعزالي فالثقافة حفظت توحيد اليمنيين إلى يومنا هذا. وأضاف أن الثقافة الواحدة هي من واجهت الاستعمار البريطاني والحكم الأمامي ومناطقية السلاطين ومواجهة الكيانات المازومة وقد لعب المثقفون دوراً كبيراً في المواجهة وهو ما أثبته التاريخ والمؤرخون قديماً وحديثاً ودفاعهم عن الشخصية اليمنية دون تمييز أو أي ثقافة انعزالية.وقال لقد لعبت الثقافة والمثقفون دوراً في مواجهة أي انقسامات أو أي نزوع عنصري أو مذهبي واستغرب اليوم ممن يعيدون مشكلاتهم إلى الوحدة التي تعد المخرج الحقيقي لجميع المشكلات، وأقول لمثل هؤلاء أن هذه المشاريع الصغيرة اليوم وفي ظل العولمة فاشلة ولا تستطيع النيل من الوحدة أبداً فالوحدة هي الإطار الوحيد للشراكة في عالم العولمة ومن يحلم بالعودة إلى زمن الفرقة والتشطير لن يستطيع النيل والوصول إلى ما يريد، فالمطالب الحقوقية المشروعة شمالاً وجنوباً لابد من حلها وتجاوزها بالقضاء على الفساد الذي يهددنا ويهدد البلاد.[c1]غرس الثقافة الوطنية[/c]وتحدث الأستاذ محمد العولقي عضو الأمانة العامة لإتحاد الكتاب اليمنيين بقوله إن ثقافة الوحدة اليمنية والتي يجب التركيز عليها ودورها في النضال الوطني المعاصر وما حظيت به من مختلف الفنون الأدبية في فترة التشطير وما لعب من دور في تحقيق الوحدة اليمنية في تعبئة الجماهير نفسياً وذهنياً وعمل على الضغط على الحكومات شمالاً وجنوباً حتى تحقيق الوحدة اليمنية والتي تحولت من مطلب إلى إنجاز وتم تحقيق الوحدة والتي كانت حلماً.وأضاف أن ثقافة الوحدة اليمنية يجب أن تبدأ من المدرسة وبناء جيل مثقف بثقافة الوحدة لمعرفة معاناة التشطير وغرس الذاكرة اليمنية لجيل يمني ومعرفة أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر بشواهد مادية مما قدمه الثوار شمالاً وجنوباً لتحقيق الثورة، كما يجب علينا أن نضع الذاكرة أمام الشباب لمعرفة الأحداث والصراعات التي مرت بها البلاد وما أثمرت عنه من مآسي وما هي فائدة الوحدة في السلم الاجتماعي.وقال: على الأحزاب والقوى السياسية أن يجعلوا تاريخ اليمن منذ فجر 22 مايو نصب أعينهم وأن نعمق هذا التاريخ في خطاب ثقافي وحدوي ومن يطالب اليوم بالانعزال لا يستطيع الوصول إلى هدفه فخطاب الوحدة يفضح زيف هذه الخطابات التي تدعو إلى الانعزال والانقسام وعلى جميع أفراد الشعب الوقوف ضد كل من يدعو إلى ثقافة الانعزال والتشرذم والمصالح الذاتية وفضح الخطابات المزيفة والعبثية.[c1]مؤامرات مأجورة[/c]وتحدث الأستاذ أحمد عامر المدير التنفيذي لصندوق الثقافة والتراث قائلاً: إن الثقافة تمثل اليوم الدرع الحصين والواقي من الشوائب والمنغصات التي قد تثار في أي بقعة من بقاع اليمن ودور الثقافة في ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية هو دور بارز منذ ما قبل قيام الثورة فقد توحد اليمنيون في مقاومتهم للاحتلال البريطاني وفي قيام الثورة ضد الكهنوت الإمامي كما توحدوا في مناطق الاغتراب في بقاع العالم وقد كان للثقافة إسهام كبير في لم شمل اليمنيين عبر الأهازيج الشعبية والأناشيد الوطنية والشعر والمقالات التي لم نجدها في يوم تميز بين أبناء الوطن الواحد واستطاعت في مضمونها الدفع بهم نحو التقارب والمحبة والإخاء وما تحقيق الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م إلا استعادة لما استطاع الاستعمار تمزيقه من سلطنات في جنوب الوطن وحكم كهنوتي إمامي في الشمال، فقيام الثورة شمالاً وجنوباً جعلت أول أهدافها الوحدة اليمنية التي وبفضل المخلصين من أبناء الوطن استطاعوا تحقيقها رغم محاولات الكثير من أعداء الوطن تفويت تلك الفرصة المضيئة عليهم.واليوم وبعد هذا الإنجاز العظيم وما أحدثه من تحولات في أرجاء الوطن نشاهد من يدعو إلى العودة إلى ذلك العصر المظلم الذي ذقنا فيه مرارة التشطير وكأن الوطن سلعة رخيصة بأيديهم فهؤلاء لم ينجحوا في مشروعهم الانفصالي سابقاً ولن ينجحوا في مثل هذا المشروع إطلاقا وسيتصدى لهم الشعب بكل فئاته من المثقفين والكادحين وغيرهم ممن ذاقوا وعرفوا هذه المؤامرات الخبيثة.[c1]غرس الثقافة الحديثة[/c]وتحدث الدكتور عادل الشجاع بأنه من الأسف أن نأتي اليوم وبعد عشرين عاماً للحديث عن تعزيز الوحدة الوطنية بعد تحقيقها وما شهدت هذه الفترة من مآسي وأحداث أسفرت في مجملها عن تدهور في القانون الذي بدوره أسهم في تراكم المشكلات التي أثرت على حياة المواطنين وضعف الدولة أمام بعض النافذين الذين استغلوا ذلك الوضع فدور المثقف منذ قيام الوحدة شهد تراجعاً كبيراً وأوشك على الاختفاء.وأضاف يجب على منظمات المجتمع المدني أن تسهم في غرس الثقافة المدنية وعدم السعي وراء المال وما نشهده اليوم في الجنوب من ثقافة خاطئة هو امتداد للمفهوم الخاطئ للبعض واستفادة بعض الفاسدين من الدمج الذي شهدته الوحدة اليمنية، إضافة إلى تقصير الإعلام في أداء رسالته على وجه كامل وعدم إفساح المجال أمام الكتاب والصحفيين ساهم في نشوء مثل هذه التوجهات.واضاف علينا أن نسهم في إنشاء الحركات والمنظمات الاجتماعية ليساهم فيها مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية والاقتصادية لرسم السياسات والاستراتيجيات وتعميق مبدأ الحوار لبناء جسور الثقة بين الدولة والشعب وتحويل الفكر الوطني النظري إلى ممارسة وإصلاح يعمل فيه الجميع بروح الفريق الواحد للنهوض بمسيرتنا الوطنية فمهمة المثقف تنحصر في نقل اليمن إلى مصاف الدول الأكثر حداثة وانفتاحاً كونه مسئولاً عن تشكيل الوجدان وهو ما يستدعي الالتزام للانتماء الأساسي الراسخ إلى الدولة اليمنية والمشاركة المسؤولة في مناقشة الحلول والتطورات الوطنية التي تساهم في التعامل مع المستجدات والتحديات السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية. وأن اليمن لم ينهض بالفتن والحروب الأهلية بل ينهض بالتنمية حتى نصبح أقوياء وأن الاستقواء على الوطن بالخارج يعد خروجاً عن الوطن ومساساً بالسيادة الوطنية.[c1]تقديم الوطن عما سواه[/c]وتحدث الأستاذ علي ربيع بقوله إن مفهوم الوحدة الوطنية كوحدة سياسية متعلقة بوحدة المواطنة والتي لا يمكن أن يتحقق إذا لم يوجد شعور بالانتماء نحو الوطن والذي يتحقق بين أطراف المجتمع المدني جميعاً ويجب تقديم الوطن عما سواه فعلى امتداد التاريخ اليمني كانت الوحدة حلماً وقد تحققت الوحدة في 22 مايو 1990م مغايرة لما حدثت من وحدة بقوة السلاح في العصور السابقة ولكن ما حدث عام 1994م أعاد إلى الأذهان الصراع المألوف، وما يحدث الآن هو أخطاء في مسيرة الوحدة تراكمت من دون معالجة وعلينا اليوم عدم تكريس هذه الأخطاء السائدة.واضاف إننا ندين كل دعوات الانفصال وسوف نناضل في هذا الإطار كمثقفين ومن أجل وطن واحد خالٍ من جميع المنغصات السائدة وبما يخدم البناء والتنمية وخدمة الإنسان اليمني.[c1]نوايا خبيثة ومأجورة[/c]كما تحدث الأستاذ عبد القادر الشيباني بأنه ومنذ الخمسينات من القرن الماضي حدثت طفرة كبيرة في طريق ترسيخ الوحدة عبر الشعراء والملحنين وغيرهم وهو ما دفع بالكثير من الكتاب والروائيين إلى السير في هذا الطريق نحو طريق الوحدة وقال إن الشعب اليمني متوحد اجتماعياً قبل أن يتوحد سياسياً وما نشاهده اليوم من دعوات هي فقاعات يشعلها بعض المأجورين ولايستطيعون تحقيق شيء من نواياهم سوى إقلاق السكينة وخدمة مصالح خاصة وندعوهم إلى عدم الانجرار والانحراف وعليهم إذا كانت لهم مطالب قانونية أن يقدموا مبدأ الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات القائمة على أسس الوحدة الوطنية.وتحدث الأستاذ أحمد عبد الرحمن الاكوع نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بقوله إن دور المثقفين هو الدور الذي يناط به حماية الأجيال المعاصرة من الأفكار والدعوات الخارجة وترسيخ مبدأ الدفاع وقيمة الوحدة اليمنية.وقال إن الذين يدعون اليوم إلى التشطير هم مجموعة ممن نبذهم الشعب وسوف يلقون مصيرهم المحتوم مهما طال بهم الأمد.