مدير عام صحة الأسرة لصحيفة " 14 اكتوبر " :
لقاء/وهيبة العريقيلو وضعنا الأمور في نصابها سنجد أن التحصين الروتيني الداعم الأكبر للمنظومة المناعية الجسدية المكتسبة ضد أمراض الطفولة القاتلة المتربصة بفلذات الأكباد. فبجرعات التطعيم الروتيني كاملة ً للأطفال دون العام والنصف من العمر وتلك التي تعطى في حملات التحصين، تكتمل لديهم الوقاية الدائمة من هذه الأمراض.كذلك الأمر بالنسبة لتحصين الفتيات والنساء في سن(15 - 45 عاماً)بكامل الجرعات ضد مرض الكزاز، فهي تؤمن الوقاية الكاملة لهن مدى حياتهن الإنجابية، وكذلك تعطي حماية للمواليد لشهرين كاملين بعد الولادة.في اللقاء التالي مع د.علي المضواحي - مدير عام صحة الأسرة بوزارة الصحة العامة والسكان، عرض مفصل لأنشطة التحصين الروتيني وما تعلق بأسبوع التحصين الموسع الذي دعت إليه منظمة الصحة العالمية تأكيداً على أهمية تطعيم الأطفال المستهدفين ضد أمراض الطفولة القاتلة، وكذا الفتيات والنساء من عمر(15 - 45عاماً) ضد مرض الكزاز.. فإلى التفاصيل..[c1]عملية حيوية[/c]* التحصين عملية حيوية الهدف منها حصول الجسم على مناعة دائمة أو مؤقتة ضد أمراضٍ معينة.. ما البدايات الأولى لهذه العملية؟ وكيف تم التوصل إليها؟- لو عدنا قليلاً بالذاكرة إلى ما قبل قرنين ونصف من الزمان لوجدنا مشكلة مرض الجدري الذي يعرفه الكثير من أحبتنا واهلينا الذين عايشوا هذه المشكلة والذي لم يستأصل تماماً حتى عام 1980م.حيث كان للتحصين ضد هذا المرض حول العالم مسألة الحسم في القضاء على هذا المرض بعد أن كان يحصد مئات الآلاف من الأرواح سنوياً، وظل على الحال ذاته من حيث الضراوة حتى تاريخ استئصاله والقضاء المبرم عليه.وكانت الخطوة الأولى التي تلتها خطوات لتحقيق هذا الإنجاز العظيم ملاحظة جزئية غيرت وجه العالم تماماً لشاب في التاسعة عشرة من عمره يُدعى (إدوارد جينر)، فقد كان يلاحظ أن الناس يموتون بسبب الجدري، بينما تعيش فئة من المجتمع من دون أن تصاب بفيروس المرض المؤدي إلى الوفاة..هؤلاء المحظوظين نسوة ًيعملن في حلب الأبقار، وكان التساؤل.. لماذا لا يصبن بينما يصاب الآخرون؟ فقالت امرأة منهن: نحن مجتمع العاملات في مجال حلب الأبقار لا نصاب بالجدري لسببٍ بسيط، وهو أننا أصبنا بما يعرف بجدري البقر ؛ وهذا يعني أنهن اكتسبن مناعة تحميهن من الإصابة بالجدري الذي يصيب الإنسان المؤدي إلى الوفاة..قادت هذه الملاحظة إلى ما يعرف بالتحصين، ولم يكن هذا الشاب باحثا علمياً، لم يكن خبيراً في البكتريا والفيروسات ولم يكن يعرف- أصلاً- هذه الأمور في ذلك الوقت، لكنه بملاحظته تلك قام بتجربة فحقن طفلاً بشيءٍ من المادة المخففة من الفيروس، ولم يكن يعرف وقتها أنه فيروس.ليس هذا موضوعنا الآن، لكن هذه العملية التي قام بها الشاب (جينر) آنذاك قادت إلى ما يعرف بالتحصين، وبتعريضه الطفل إلى مادة مضعفة أفضت إلى توليد مناعة لديه بعد ذلك، أثمرت عن تعرضه لفيروس الجدري الذي كان معروفاً ومنتشراً وقتها عند حمايته من الإصابة بالجدري، ومن حينها عُرف التحصين.فالتحصين نعني به أن نحمي أنفسنا من الإصابة بالبكتيريا أو الفيروسات المسببة لكثير من الأمراض، وهذه الأمراض هي ما يُعرف اليوم بأمراض الطفولة القاتلة. وأمراض الطفولة القاتلة المستهدفة بالتحصين ليست فقط ما يرتبط بما يصيب الطفل مباشرة ً، ولكن أيضاً ما يصيب الأم قبل أن يولد الطفل، وهو مرض الكزاز.وما تقوم به وزارة الصحة العامة والسكان والبرنامج الوطني للتحصين الموسع - حالياً- هو التحصين ضد أمراض قاتلة تتربص بالطفولة الذي يعطي الأطفال مناعة كافية تدريجياً عبر مجموعة من الجرعات. بالإضافة إلى تحصين النساء في الفئة العمرية من (15 - 45عاماً)ضد مرض الكزاز الوليد الذي يقي- بإذن الله تعالى- من إصابة الطفل عند الولادة بمرض الكزاز الوليد طوال شهرين من عمره، إلى جانب حماية الأم من الإصابة بهذا المرض طوال حياتها الإنجابية. [c1]عوارض اللقاح[/c]* ماذا عن الأعراض الجانبية للتحصين .. هل ثمة خطورة منها؟- لاخطورة نهائياً، لأن عملية التحصين مأمونة تماماً ومدروسة علمياً منذ أكثر من مائتي سنة. فالتحصين لا يسبب المرض، إنما عملية التحصين تؤثر مناعياً في الإنسان بصورة إيجابية ولا تؤدي إلى أي أمراض . غير أن عملية التحصين ضد مرض الكزاز الوليد - مثلاً- قد تترافق ببعض الأعراض الجانبية، كارتفاع في درجة حرارة الجسم، وهذا يدل على تفاعل الجسم مع اللقاح، ولا يدل مطلقاً على وجود مشكلة حتى بالنسبة للمرأة الحامل، فهو مأمون تماماً، ونحن نوصي أن تأخذ الحامل جرعتين من هذا اللقاح، وليس في اللقاح مشكلة في الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل، إلا أننا لا نوصي بهذا حتى لا يظن البعض إذا ارتبط الحمل بمشكلات معينة بأن اللقاح السبب في وقوعها وبذلك نبرئ ساحة اللقاح بشكل استباقي.بالنسبة للمواطنين الذين يتخلفون عن الذهاب إلى التحصين أو لا يذهبون بأطفالهم لتحصينهم ضد أمراض الطفولة القاتلة، أقول لهم أن العملية واجبة أخلاقياً ومهنياً وأنها سليمة صحياً ومجربة. يقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ): “ما أوتي أحد بعد اليقين خيراً من معافاة “ رواه (ابن ماجه)، وسُئل الرسول (صلى الله عليه وسلم): “عن أدوية نتداوى بها ورقى نرقى بها وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئاً “، فأجاب الرسول(صلى الله عليه وسلم): “ هي من قدر الله”.فالوقاية هي من قدر الله، وقاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد هو ما يستند إليه علماء الشريعة مستشهدين بأحاديث للرسول الله (صلى الله عليه وسلم) تفيض حكمة وعلماً، ومنها قوله (صلى الله عليه وسلم): “لا ضرر ولا ضرار”. إذن لا داعي للتخوف من الأعراض الجانبية التي ترافق هذا التحصين، لأنها استجابة وتفاعل إيجابي للجسم مع اللقاح. فقد يحدث أحياناً ألم في الذراع بسبب الحقنة نفسها، لذلك يتم تحصين النساء ضد الكزاز المستهدفات في الفئة العمرية من (15 - 45عاماً ) في الذراع اليسرى وليس الذراع اليمنى إلا إذا كانت المرأة أساساً تستخدم ذراعها اليسرى في الكتابة أو العمل. فالذراع التي لا تستخدم -عادةً - هي التي يتم فيها التحصين ، ولأنه قد يسبب خدراً بسيطاً لبضع ساعات، لكنه لا يسبب أبداً أعراضاً دائمة.[c1]الحاجة إلى التحصين[/c] * البعض يتساءل .. لماذا نحن بحاجة إلى التحصين الروتيني؟ ولماذا لا زالت أمراض باقية في العالم الثالث وبالتحديد في الدول الفقيرة بينما ودع العالم المتقدم الكثير من هذه الأمراض؟- الواقع إنها ممارسة مستمرة والعالم المتقدم - كما تفضلت- ودع الكثير من الأمراض، لكنه لم يودع التحصين، ولا تزال عملية التحصين مستمرة في كل بلدان العالم ضد نفس الأمراض التي نحصن أطفالنا منها.نحن اليوم نتحدث عن ثمانية أمراض قاتلة(السل- شلل الأطفال- الكزاز- الخناق- السعال الديكي- التهاب الكبد البائي- التهاب السحايا بالمستدمية النزلية”ب”- الحصبة)، ووزارة الصحة العامة والسكان بصدد إدخال لقاح جديد ضد المكورات الرئوية ليكون اللقاح التاسع وسيكون ذلك عما قريب خلال العام 2010م، حيث يُعد هذا المرض من بين المشكلات الأبرز المسببة لوفيات الأطفال في البلاد.نحن نتحدث عن العبء المرضي ووجود عددٍ من الأمراض القابلة للتمنيع، من ضمنها- مثلاً- مرض الحصبة الذي يشكل عبئاً مرضياً كان يموت بسببه الآلاف سنوياً، وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية كان يحصد في اليمن سابقاً كل عام أكثر من (5آلاف طفل).واليوم لم يعد يسبب الوفاة، ولم تسجل أي حالات وفاة بسبب هذا الداء في اليمن - بحمد الله تعالى- منذ أكثر من أربع سنوات، والفضل يعود بعد الله تعالى إلى التحصين.. بعدما نفذت حملة تحصين وطنية في عام 2006م استهدفت تطعيم الفئة العمرية من(9أشهر- 15 عاماً) التي تمثل نصف سكان الجمهورية..نتذكر تلك الحملة التي كانت نتائجها ذات دلالة واضحة وكانت ناجحة بكل المقاييس. حيث لم تسجل أي حالات وفاة من جراء الإصابة بالحصبة منذ ذلك التاريخ.وقد اتبعت بحملة أخرى في العام 2009م نحو الحد من هذا المرض والقضاء عليه. والحملات التي تقام إما تهدف إلى القضاء على المرض، أو استئصاله كما هو الحال بالنسبة لشلل الأطفال، أو للتخلص كما هو الحال بالنسبة لمرض الكزاز.وبالعودة إلى التحصين الروتيني .. التحصين المستمر الذي لا تستغني عنه الدول النامية ولا الدول المتقدمة..نجد أن كل المجتمعات كيفما كان مستواها الاقتصادي وكيفما كانت حالتها التمنعية، عازمة على استمرار هذا التحصين المتعدد الجرعات، طالما أن الفيروسات والجراثيم المسببة لأمراض الطفولة القاتلة موجودة حول العالم ولم يتم القضاء عليها. فالأولى أن يتم التحصين ويستمر في جميع بلدان العالم بما فيها اليمن.[c1]الأنماط الصحية .. والتحصين[/c]* هناك مقولة لمنظمة الصحة العالمية أن أكثر شيئين يمكن أن يكون لهما أثر عظيم على الصحة هما المياه النظيفة والتحصين .. ما تعليقك على هذا ؟- هذا صحيح، والواقع أن أنماط الحياة الصحية السليمة تتطلب منا أن نعترف بكل ما هو مضر بالصحة وتجنب ما ينبغي تفاديه، وهذا التفادي يتم ما قبل الولادة، أي بالرعاية أثناء الحمل وحتى ما قبل الحمل. فلا بد أن تتأهب المرأة للإنجاب فلا تنجب قبل سن الثامنة عشرة حتى لا يتعرض مولودها للخطر، ثم بعد ذلك لا بد لها عند حملها من زيارة مستمرة ومنتظمة إلى المرفق الصحي (أربع زيارات على الأقل) خلال فترة الحمل..هذا إذا كان الحمل طبيعياً، من أجل ولادة طبيعية - بإذن الله تعالى- فالولادة المأمونة لابد أن تكون في ظروف سليمة، والأفضل دائماً أن تكون في مرفق صحي أو تحت إشراف صحي من قبل طبيبة أو قابلة مؤهلة مُدربة .وهنا يتحدد سلوك الفرد وسلوك الأسرة من خلال وجود أنماط صحية سليمة، وهذه الأنماط رصيد صحي للإنسان، فعقب الولادة لابد أن تُبنى القدرة المناعية للمولود بالتحصين بإعطائه جرعة ضد السل وجرعة تمهيدية من اللقاح الفموي ضد شلل الأطفال بحيث لا تحتسب الجرعة ضد شلل الأطفال ضمن عدد الجرعات الثلاث المضادة لهذا المرض والتي يجب أن تعطى بعد ذلك للطفل. وفي الواقع أن هناك عملية تحصين قبل الولادة وهي تحصين الأم الحامل خلال فترة الحمل ضد مرض الكزاز إذا لم تكن حصنت سلفاً ولابد أن يكون بجرعتين على الأقل.وعموماً مطلوب من كل امرأة وفتاة في الفئة العمرية من (15 - 45عاماً) الحصول على خمس جرعات ضد الكزاز الوليد للحصول- بإذن الله تعالى- على مناعة مدى الحياة. وبالتالي إذا ما حملن وولدن أطفالاً لاشك سيكونون محميين من الإصابة بمرض الكزاز الوليد، كونه من أخطر الأمراض التي تؤدي إلى تشنجات بالجسم وتنتهي بوفاة الكثير من الحالات.كما أن هذا الأمر هذا الأمر مرتبط بسلامة الإجراءات التي يجب أن ُتتخذ عند الولادة، بأن تكون الولادة سليمة ونظيفة تُستخدم فيها وفي قطع الحبل السري للوليد أدوات ومواد نظيفة ومعقمة.وبحسب جدول التحصين فإن أولى الجرعات التي يتلقاها الطفل بعد الولادة لقاح ضد السل مع اللقاح المضاد لفيروس شلل الأطفال(جرعة تنشيطية)، ثم عند عمر شهر ونصف، وشهرين ونصف، وثلاثة أشهر ونصف على التوالي لابد أن يأخذ الطفل خلال هذه الفترات ثلاث جرعات من لقاحي(الخماسي وشلل الأطفال). واللقاح الخماسي بدوره يقي- بمشيئة الله- من خمسة أمراض قاتلة وهي (الكزاز الوليد- الخناق- السعال الديكي- التهاب الكبد البائي- المستدمية النزلية”ب”).أيضاً تحصين الأم ضد الكزاز بخمس جرعات ولو صادف موعد بعض الجرعات حدوث حمل ستكون هذه الجرعات كفيلة بمنح مناعة لها مدى حياتها الإنجابية ومؤقتة لأطفالها لشهرين من عمره..تنتقل إليه من أمه عن طريق المشيمة. لذا يجب بدء تلقي الطفل عند بلوغه هذا السن جرعة من اللقاح الخماسي المتضمن لقاح الكزاز وما يليه بعد ذلك من جرعات.بعدها عند عمر تسعة أشهر لا بد أن يحصل على الجرعة الأولى من اللقاح ضد الحصبة، ثم في عمر سنة ونصف يعُطى جرعة ثانية من هذا اللقاح، وبهذا الشكل يستكمل جرعات التحصين الروتيني ضد أمراض الطفولة القاتلة.وعندنا الآن اللقاح التاسع ضد المكورات الرئوية سيدمج عما قريب - بإذن الله- ضمن التطعيمات الروتينية خلال هذا العام 2010م، ونتوقع أنه سيخفف الكثير من وفيات الأطفال الناتجة عن الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. كما نتوقع تزايد عملية التحصين اتساعاً وإعطاءها المناعة المطلوبة لفلذات الأكباد. بعض الأهل - للأسف- يُحصنون أطفالهم بجرعات من اللقاحات الروتينية ويكتفون بالجرعتين الأولى والثانية، وهذا غير كاف. إذ لابد من تحصين الطفل بالجرعات الكاملة، ونحن في وزارة الصحة العامة والسكان نحتسب نتائجنا بناءً على الجرعة الثالثة للقاح الخماسي، لأنه ضد خمسة أمراض ويؤدي - بإذن الله تعالى- إلى وقاية كاملة منها. كذلك لا نحتسب نتائجنا حيال شلل الأطفال إلا بعد أن يحصن الأطفال بالجرعة التمهيدية ضد الشلل والثلاث الجرعات التي تليها على النحو المحدد في جدول التطعيم. أما إذا تأخرت الجرعات عن موعدها فلا مشكلة تستدعي معاودة التحصين من جديد، المهم ألا تتأخر كثيراً، والأولى والأفضل حصول الطفل على جرعات التطعيم في مواعيدها.وأتوجه بدوري إلى جميع الأخوات في الفئة العمرية من (15 - 45عاماً)المتزوجات وغير المتزوجات وحتى الحوامل في أشهر الحمل المختلفة.. بدعوتهن إلى التحصين والذهاب إلى المرافق الصحية للحصول على الجرعات الوقاية لهن من مرض الكزاز، ومن ثم استكمال جميع الجرعات المتبقية، وإن تأخرن على الجرعة الثالثة مثلاً أو الرابعة أو الخامسة، فهذا لا يبرر انقطاعهن عن التحصين وعدم ذهابهن إلى المرفق الصحي، ولن يضطررن إلى إعادة الجرعات السابقة بل سيكملن ما تبقى من جرعات. [c1]التحصين في المرافق الصحية[/c]* تركزون في دعوتكم للتحصين الروتيني بأن يصل المواطنين بأطفالهم لتلقي جرعات التطعيم إلى المرافق الصحية وكذلك النساء المستهدفات بالتحصين ضد الكزاز الوليدي.. فلماذا إذن تقدمون خدمات إيصالية للتحصين أو ما يسمى بالتحصين خارج الجدران ؟- لا بد أن يكون التحصين حاضراً في المرافق الصحية.. هذا هو الأساس، ثم تأتي الحملات لتكمل القصور الذي يحدث لدى تقاعس البعض من أولياء الأمور عن الوصول بأبنائهم إلى المرافق الصحية.والواقع أن هذا الجانب الذي يسمى النشاط الإيصالي (خارج الجدران) مهم في هذه الحالة فقط لأننا من خلاله نصل إلى التجمعات السكانية التي يصعب وصولهم إليها، أي الأماكن النائية. فأنت تعلمين التشتت السكاني الكبير في بلادنا. إذ أن هناك أكثر من(30ألف) تجمع سكاني، ونحو(35%) أو (40%) منها لا تتوافر فيها مرافق صحية مجاورة للسكن. فكيف يذهبون إذن في ظل الظروف الجغرافية الصعبة التي تفصلهم أو تعيقهم من الوصول إليها بسهولة. وبالتالي تسير إليهم فرق تحصين ومن خلال النشاط الإيصالي تصل هذه الفرق إلى مواقع سكنهم.. ليس إلى كل بيت، ولكن إلى المواقع القريبة من المساكن فقط على مستوى الأرياف لاسيما النائية منها .بدأ هذا النشاط الإيصالي في عموم محافظات الجمهورية منذ عام 2005م، وهو نشاط روتيني مستمر. غير أن هناك مسألة مهمة فيه وهو أن تذهب فرق التطعيم للناس وقد تعودوا أن تذهب إليهم.ولو استطعنا الذهاب إلى كل بيت لنحصن كل أم أو امرأة أو كل طفل لفعلنا، لكن القضية هنا أننا لا نحتمل ذلك، فالإمكانات غير متوفرة. لذلك فإن النشاط الإيصالي لا بد أن يكون عملية تبادلية بين طرفين..نحن نصل إليهم وهم يصلون إلينا، فإذا لم نتمكن في بعض الحالات من الوصول إليهم بسبب ظروف معينة لظروف مالية- مثلاً- وجب عليهم الذهاب بأنفسهم إلى المرافق الصحية، لأن هذا هو الوضع الطبيعي. وكما تعلمون أن الوضع الاقتصادي يقتحم حياتنا بقوة والإمكانات المتاحة لا ُتمكن من الوصول دائماً بالفرق إلى كل موقع سكني .ولو أن طفلاً أصيب بمرضٍ ما، لاشك سيحرص أبواه على الذهاب به إلى المرفق الصحي لعلاجه مهما بُعد عن المسكن، فلماذا إذن لا نقوم بإجراء وقائي صحي من هذا القبيل بإحضار الطفل إلى المرفق الصحي للتحصين من أجل أن يحظى بالوقاية من الإصابة بأي ٍمن أمراض الطفولة القاتلة ويحيا سالماً معافى.الجدير بالذكر أن تنفيذ المرحلة الأولى من النشاط الإيصالي للتحصين الروتيني للعام 2010م لن تتزامن مع أسبوع التحصين، وذلك أن سوء الأحوال الجوية في أوربا أدت إلى توقف الرحلات الجوية، مما سبب تأخر وصول اللقاحات عن موعدها المحدد. [c1]أسبوع التحصين الموسع[/c]* ما الداعي إلى إقامة أسبوع للتحصين الروتيني الموسع؟ ولماذا تحديداً خلال الفترة من(24 - 30 أبريل 2010م) ؟- تعتـزم وزارة الصحة العامة والسكان تـنفيذ أسبـوع للتـحصين الموسع خلال الفـترة من(24 - 30 أبريل2010م) وشعـاره لهذا العـام “التحصين مسؤوليتنا جميعاً”، استجابة لدعوة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق البحر المتوسط للدول المنتمية إليه لإقامته وذلك بهدف تعزيز الوعي لدى الآباء والأمهات وقادة المجتمع وصانعي القرار بمشاركة القطاعات المختلفة لزيادة الدعم لبرنامج التحصين وتوفير الموارد المالية التي تضمن استمرارية هذا البرنامج الحيوي.حيث تتبع اليمن لتنفيذ برنامج التحصين استراتيجيات أثبتت النتائج فعاليتها وهي : التطعيم من خلال المواقع الصحية الثابتة: عبر المرافق الصحية المقدمة خدمة التحصين بشكل مستمر طوال العام.- تنفيذ النشاط الإيصالي: من خلال إيصال خدمات التحصين للمناطق النائية التي تتوفر فيها مرافق صحية بواسطة فرق متحركة تعمل في القرى، وكذا عبر فرق تطعيم تخرج من المرافق الصحية للمنطقة إلى القرى أو العزل الواقعة في محيط المرافق.3 - تنفيذ الحملات ضد (شلل الأطفال- الحصبة- الكزاز).وبالتالي أعطت هذه الاستراتيجيات عندما اتخذت حيز التنفيذ تغطية كبيرة بالتطعيمات في أوساط الفئات المستهدفة.ولا يعني تنفيذ هذا الأسبوع للتحصين - مطلقاً- أن هناك حملة تحصين بالجرعات الروتينية، إنما التحصين الروتيني قائم على كل حال على مدار العام بالمرافق الصحية لتحصين جميع الأطفال دون العام والنصف من العمر بحسب مواعيد الجرعات المدونة ببطاقة أو كرت التطعيم الخاص بالطفل وكذلك التحصين الروتيني للفتيات والنساء في سن الإنجاب من عمر(15 - 45 عاماً) ضد مرض الكزاز الوليد الذي مرهون - أيضاً- بالتزامهن بمواعيد الجرعات بحسب كرت التطعيم الخاص بكل فتاة وامرأة على حدة .