ليس من الضروري ونحن نتأمل الأعمال الغنائية للفنانة فائزة عبد الله ، أن نستغرق في حالة التأمل الطويلة ونحن نستمع إلى أغنيتها المشهورة (تعز جبل صبر عالي وأني طلعته) وهذه الأغنية رغم مرور سنوات طويلة على غنائها إلا أنها مازالت تتمتع بجودتها وحسن أدائها الذي يجذب المستمع إليها، وتقودنا إلى حالة جديدة من رؤية الواقع والتساؤل عن أهمية جبل صبر الأخضر الذي عشقة كل فنان يمني وتغنى به الفنانون والشعراء ، وكل الناس . والوجود، كل الوجود هو بالضرورة كما تراه حواسنا وكما تتلمسه أبصارنا ونحن نرى أشجار البن والتفاح والفواكه المتنوعة والمنازل الشعبية المعلقة فوق هذا الجبل، وللفنانة فائزة عبدالله أغانٍ أخرى ميزتها عن غيرها من الفنانات اليمنيات ونجدها تحمل معنى أبداعياً عندها هو التوق إلى مزج الواقع بالحلم الذي تقدمه للمستمع من خلال صوتها الرخيم المميز ، لأن الحقيقة عندها وفي أغلبها الأعم حلم وأطياف ورؤى وسياحة في عالم الطبيعة اليمنية ومنها مدينة تعز الخضراء ومناخها الدافىء طوال أيام السنة.وللفنانة فائزة عبد الله مشوارها الفني المشرق في مجال الأغنية اليمنية ، ولها إسهاماتها المتعددة في نشر الأغنية الشعبية في كل من مدن تعز وصنعاء وعدن التي أستقرت بها مؤخراً في عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية ، حيث مارست نشاطها الغنائي في الأغنية الشعبية والوطنية وكل نتاجاتها بحريتها المسؤولة وسلطتها الإبداعية الكاملة في بناء الأغنية الشعبية ، ولم تكن الفنانة فائزة عبدالله حبيسة إيقاع غنائي معين بل سعت إلى تجديد الأغنية الشعبية بما يتناسب مع العادات والتقاليد اليمنية لذا فهي لم تكن حبيسة تجربة معينة بل كانت وفي فعلها الإبداعي متحررة تماماً ونهائياً من طغيان التقليد الأعمى أو الفكر الغنائي المحدود ، بل تدريب على آلة العود وعزفت عليها، وغنت الأغنية الوطنية والشعبية التي تحمل حب الوطن وعشق الطبيعة الخضراء والبحار الزرقاء والنوارس البيضاء في عدن ، وغنت للأمل والانعتاق والإلهام،لذلك فإن مايهمنا من تجربتها الغنائية التي تخزن شحنة من الإحساس فيها ستبرز حتماً من ثنايا التدفق العام لانطباعاتها اليومية ، والتي اختزنتها ساعة بساعة ولحظة بلحظة من عملية تواصلها من جماليات الموسيقى والأغنية والنغمة من الواقع المعيشي للمواطن اليمني ، الأمر الذي دعاها إلى احترام الموسيقى والفن والثقافة والتمتع بالسمعة الطيبة في هذا المجال الغنائي .. إن الفنانة فائزة عبد الله من المؤمنين برسالة الغناء الشعبي الذي أغوارها ، وهو مع الفنون الأخرى التي ابتدعها الإنسان لمعالجة الروح والتذوق الجمالي للكلمة الهادفة والموسيقى العذبة.إن فنانتنا الكبيرة فائزة عبد الله التي مازالت تتمتع بصوتها الرخيم الهادىء لها أثرها في نفسية المستمع لأغانيها ، ولها أثر كبير من قلبي كوني مستمعة لأغانيها.فأعجبت بها وبشخصيتها المتواضعة أشد الإعجاب، مما جعلني أكتب عنها هذا العمود المتواضع كونها فنانة بسيطة الفطرة متواضعة مستقيمة ذكية الفؤاد، محافظة على تقاليد المجتمع وعاداته ، متمنية لها طول العمر واستمرارية الإبداع الفني في مجال الأغنية الشعبية في روضة الفن من هذا الوطن.
|
ثقافة
أقــواس
أخبار متعلقة