تتجلى جدوى وفاعلية تطبيق قاعدة التدرج الوظيفي للفرد بقيمها النفعية وآثارها الايجابية بوضوح بما يكتسبه ذلك الفرد من مفاهيم راسخة افرزتها تجاربه الطويلة والتي تمنحه حق الاهلية للقيادة ، وبماتملكه من قدرة في إطار المحك العملي على خلق نماذج فريدة ونموذجية شهدت لهم ارصدتهم العملية والانتاجية المغلفة بالابداع والمهارات العالية وزادتها معاني عميقة وبعداً حضارياً وتاريخياً عادت بالنفع عليه وعلى البيئة المحيطة به .كما يتعاظم دور التدرج الوظيفي وتتضاعف حجم اهميته بمجرد إنتمائه للمؤسسة التربوية والتعليمية نظراً لما تتمتع به هذه المؤسسة من خصائص ومقومات تنفرد بها دوناً عن بقية المؤسسات والقطاعات الاخرى والتي تعني وتتبنى بصورة مباشرة تربية النشئ والاعتناء بجميع تكويناته العقلية والجسدية وإعدادهم الاعداد الحسن لتحمل أعباء ومسئوليات المرحلة الراهنة والمستقبلية وبناء الوطن .حيث يمثل الاخ / جميل عبده سلام الشرجبي مدير مدرسة قتبان ومحور موضوعنا أحد النماذج التي صقلتهم قاعدة التدرج الوظيفي منذ إلتحاقه بسلك التربية والتعليم في عام 78وحتى لحظة شغله المنصب الحالي عام 2005م .وخلال عمله بوظيفة وكيل فني طيلة خمسة عشر سنة للعديد من المدارس تفجرت موهبة القيادة لديه والتي برزت في العديد من المنجزات المحققة على يديه للمدرسة نوعاً وكماً وكيفاً واشتملت على جوانب عديدة واستغرقت اهتماماته كافة عناصر ومقومات العملية التعليمية بدءاً من توفير مستلزماتها وادواتها ومروراً برعايته بالانسان سواءاً كان معلماً او إدارياً او طالباً ونهاية بعنايته بالمبنى المدرسين - تترجمت جميعها بخطواته المتبعة التالية :1- انطلاقاً من إيمانه العميق بأهمية العملية التعليمية بانعكاساتها الايجابية على تمكين الطالب من الحصول على أكبر نسبة من المعلومات المفيدة المتعلقة بحصيلته العلمية سعى ومنذ وقت مبكر الى تهيئة الاجواء العلمية عبر اكتمال الطاقم الاداري والتعليمي وتوفير الكتاب المدرسي والوسيلة التعليمية والاثاث المدرسية وفرض واقعاً يسوده النظام والانضباط .2- ونظراً لما يتمتع به من مواصفات اخلاقية طيبة وثقافية وتربوية واسعة النطاق استطاع أن يستحدث وسائل ومظاهر علمية نافعة تمثلت في إدخال مادة اللغة الانجليزية على سنوات رابع ابتدائي كتجربة نموذجية من الممكن اعتمادها وتعميمها عند نجاحها كذلك قام بتأسيس نظام دروس التقوية لطلاب سنوات تاسع أساسي وبتشكيل لجان أنشطة من الطلاب في جميع المجالات الرياضية والثقافية والفكرية والعلمية فعلت بقوة دور يوم العمل الابداعي الذي خصص له يوم الاحد من كل اسبوع للفترة الصباحية ويوم الاربعاء للفترة المسائية أثرت عن بروز مواهب كانت خافية وإضافة مدلولات جديدة لدور الانشطة الصفية واللاصفية على مستوى المدرسة والمديرية والمحافظة والتي تخللها تنظيم العديد من المسابقات والرحلات .3- الجانب الانساني ألقى بظلاله أيضاً على الواقع التعليمي في المدرسة ولامس هموم الطلاب الفقراء والمحتاجين رسمت ملامحه العريضة الهبات والعطايا التي حظي بها الطلاب المتمثلة في توزيع مستلزمات التعليم من ملابس وحقائب بمحتوياتها الدراسية وأحذية على تسعين طالب ممنوحة من أحد فاعلين الخير من اولياء الامور ، كذلك ماقام به مدير عام المديرية في كسوة تسعين طالب آخر للحالات المستفيدة وتوفير وجبات فطور صباحاً ووجبات أخرى مساءً لخمسين من الطلاب خلال أيام شهر رمضان كاملة وبمجهود فردي تم توريد ثلاث ثلاجات للماء البارد كي ينعم بها كل الموجودين بداخل المدرسة، وأخيراً توطيد علاقته بأولياء أمور الطلاب من خلال تفعيل دور مجلس الاباء بالمدرسة تمثلت في إلزامهم القيام بزيارات دورية تتم خلالها الجلوس مع مربين الفصول الدراسية للتداول ومناقشة ومعالجة اوضاع ابنائهم .4- وتأكيداً على الوعي الراسخ في مخيلته إقدامه على إعداد وتأليف كتاب يتبنى طرق ونظريات تدريس مادة التربية البدنية والالعاب الصغيرة .5- ومن ضمن إهتماماته حرصه الشديد على الاعتناء بالمبنى المدرسي وتجهيزه قام بترميم الحمامات وشراء خزانات للمياه وتجهيز المكتبة وتوفير احتياجات المختبر وشراء جوائز قيمة للطلاب المتفوقين وأدوات الرياضة من كرات وشبكات وغيرها .حيث شهدت المدرسة خلال الفصل الدراسي الاول للعام الحالي موسم حصاد علمي ناجح قطف ثماره جميع المشاركين في العملية التعليمية وبمباركة كافة القائمين على المؤسسة التربوية بالمديرية والمحافظة .فهل ياترى أدركنا يقيناً القيمة العملية والفوائد الوطنية الناجمة عن قاعدة التدرج الوظيفي في حياتنا العملية مما قد يسهم في جعلها نهجاً متبعاً أبدياً ونبراساً يضيئ للاجيال القادمة دروبهم ومصنعاً ينتج لنا أفضل وأجود أنواع النماذج البشرية والعقول المتفتحة والمتحررة أم أنها طفرة لم يعد لها جذور في ضمائرنا ويستحيل تكرارها .
مدرسة قتبان تنهي موسم الحصاد التعليمي الاول بنجاح
أخبار متعلقة