دمت لؤلؤة المنتجعات السياحية العلاجية في الشرق الأوسط
فؤاد احمد السميعيدمت وماأدراك مادمت! دمت لؤلؤة المنتجعات السياحية العلاجية في الشرق الأوسط ( حسب تأكيد الخبراء الجيولوجيين المتخصصين) ومياهها العلاجية الحارة لاتقل أهمية عن المياه الاوروبية الحارة كمياه منتجعات (كارلسيد فرنسا) كما أن المياه الهائلة تصلح لإقامة مصحة علاجية طبيعية سعتها 5 آلاف سرير، نظراً لاحتوائها على العديد من المواد المعدنية وعلى القلويات والأحماض والتوصيلات الكهربائية والأملاح المذابة والغازات الطبيعية التي عملت وتعمل على ضخ كميات هائلة من حوضها المائي إلى الارض بمسافة 7 امتار تلقائياً دون استخدام آلات الضخ.او ماشابه وليزيد انتاج المنطقة من المياه العلاجية على 7.5 ملايين متر مكعب سنوياً .. ناهيك عما تحتويه المنطقة من معالم سياحية فريدة كنتوءات او هضاب دمت الكلسية المخروطية المسماة في الوسط الشعبي ( الحرضات) والتي اعتبرها الخبراء الأوروبيون والعرب الجيولوجيون من الظواهر الطبيعية النادرة بالمقياس الدولي اضافة الى المعالم السياحية الاثرية كجسر عامر ابن عبد الوهاب وقلعة دمت الاثرية وقد اعلنت منطقة دمت عام 2004م بالقرار الحكومي رقم(135) منطقة لتنمية السياحة العلاجية ودشن القرار رسمياً في 17 يوليو 2004م من قبل رئيس الوزراء وأعضاء حكومته فما طبيعة المنطقة البركانية؟ وما تكويناتها الجيولوجية؟ وماطبيعة وتكوين مياهها العلاجية الحارة؟ وما جدواها العلاجية؟ وما مستواها البيئي والسياحي والخدماتي والتنموي والتطويري عقب قرار اعلانها منطقة لتنمية السياحة العلاجية؟ الإجابة على تلكم الاسئلة وسواها من الاسئلة التي تخطر للقارئ الكريم اجرت صحيفة "14 اكتوبر" التحقيق التالي :[c1]التسمية :[/c]اختلفت روايات تسميتها منها الرواية الواقعية ومنها الأسطورية وبدورنا سنقوم بسرد تلك الروايات التي تناقلتها اجيال المنطقة المتعاقبة.تقول الرواية الاولى ان دمث سميت ايضاً( دمث) بفتح الميم وتسكين الثاء نسبة الى دماثة المنطقة نظراً لتربتها الخصبة وتدفق مياهها المعدنية على مدار العام وهي اشبه بالشخص دمث الاخلاق المحمود في مجتمعه غير أن حرف الثاء تحول على المدى الزمني الى تاء لتصبح ( دمت).أما الرواية الثانية فتعلل تسميتها بدمت الى المصدر " دوام" العائد الى دوام تدفق مياهها ودوام اخضرار الاراضي الزراعية الواقعة على ضفتي وادي بنا المحيط بالمنطقة.اما الرواية الثانية فتعد الاكثر بعداً عن الحقيقة لكونها اسطورية خرافية فتقول ان دمت سميت كذلك نسبة الى اسم السلطان " مت" الذي حكمها خلال احدى الحقب الغابرة والذي ظل لاعوام عدة يرفض تزويج ابنته التي فاقت نساء عصرها حسناً وجمالاً لكل الامراء والفرسان الذين قطعوا مئات الاميال في سبيل طلبها للزواج .. لا لشيء يستند رفضه سوى رغبة شيطانية جامحة للاستئثار بها لنفسه دون غيره .. مستمد شرعية رغبته الشيطانية من فتوى احد حكماء عصره الذي جوز له قطف ثمرة شجرته التي غرسها ورواها ورعاها.. بيده ، حيث اتجه ذلك الحاكم الظالم صوب الفتاة التي يدعى أبوتها لعناقها رغماً عنها بعدما ضاق ذرعاً من أقناعها بأحقيته مضاجعتها .. وعندما عجزت عن التصدي لرغباته الشيطانية صرخت يارب فلم تكد تنهي صرختها حتى تفجر البركان الاكبر من تحت أقدامهما يقذف بحممه البركانية الملتهبة السائلة الاشبه بلون الدم المخلوط بالقيح لعشرات السنين والذي عرف وقتنئذ بين اجيال المنطقة والمناطق المتتالية بان ذلك السائل الثقيل المتلهب هو ( دم الحاكم مت (دم مت) ومع مرور الزمن والاجيال المتعاقبة اختصرت الميمين الى ميم ولعدة لتصبح بوضعها الراهن " دمت".[c1]الموقع :[/c]تقع منطقة دمت ( مركز مديرية دمت) في قلب المرتفعات الجنوبية الوسطى للجمهورية اليمنية على الخط الاسفلتي الذي يربط العاصمة / صنعاء بثغر اليمن الباسم / عدن تقع ( جنوب صنعاء 180كم شمال عدن بـ176كم) كما تقع شمال عاصمة محافظة الضالع التي تتبعها إدارياً بـ 54 كم، تحدها من الجهة الشمالية مديرية الرضمة / اب بـ 19 كم ومن الجهة الجنوبية مديرية قعطبة / الضالع بـ 35 كم ومن الجهة الشرقية مديرية جبن الضالع بـ 27 كم ومن الجهة الغربية مديرية النادرة إب بـ 28 كم.[c1]التاريخ :[/c]عاصرت دمت مراحل التاريخ اليمني القديم والحديث فقد عاصر الدولة الاوسانية ثم الدولة القتبانية في القرن السابع ق.م حتى مطلع القرن الميلادي الاول ، كما اكتسبت دمت اهمية بالغة خلال مرحلة الدولة الحميرية التي استمرت حتى القرن الخامس الميلادي، ومنذ ظهور العصر الاسلامي الذي شهد فيه اليمن ظهور العديد من الدويلات الاسلامية ظلت دمت كسواها من المناطق اليمنية المثأثره بتغير تلك الدويلات غير انها وبحكم موقعها المتوسط ظلت ومازالت تكتسب اهمية كبيرة باعتبارها المحطة الرئيسية لعبور المسافرين والقوافل التجارية المحملة بالبضائع والسلع - من والى عدن نحو الرضمة - يريم - ذمار- صنعاء والنادرة - العود - إب أو إلى جبن - رداع - البيضاء أومريس- قعطبة الضالع - ردفان- لحج.بلغت دمت ذروة ازدهارها في عهد الدولة الطاهرية (1446 - 1517م) سواء لقربها من عاصمة الدولة ( المقرانة) الواقعة شرق دمت ب- 15 كم اولنشاطها التجاري الكثيف من خلال تأمين النقاط والمحطات التجارية وتأمين طرقات عبورها كانشاء الجسور التي تربط ضفاف مجاري السيول ببعضها كجسر عامر ابن عبدالوهاب الواقع شرق دمت بـ3كم الذي يربط ضفتي مجرى وادي بنا .. كما ظلت منطقة دمت لاكثر من قرن تتبع إدارياً محافظة إب حتى صدور القرار الجمهوري رقم (23) لسنة 1998م القاضي باعلان تشكيل محافظة الضالع واعلان ضم دمت ضمن التشكيلة الإدارية الحديثة لهذه المحافظة الناشئة.[c1]الجغرافيا :[/c]دمت عبارة عن هضبة جبلية مرتفعة تتخللها الاودية الصغيرة والرئيسية وتحيط بها سلاسل جبلية من كل الاتجاهات يتراوح ارتفاعها بين 2200 - 1850 متراً.اضافة الى انها تقع على ضفتي مجرى وادي بنا الذي يفصل شمال المنطقة عن جنوبها الذي يتميز بعذوبة مياهه وخصوبة تربته وغطائه النباتي الذي يشمل الاشجار المثمرة وأعشاب المراعي مماجعلها احدى المناطق اليمنية الاكثر استقطابا للانسان قديماً وحديثاً.أما دمث فيتأثر بالمناخ الموسمي المعتدل .. الذي يميل الى البرودة شتاء لتصل درجة حرارته الى 15 درجة في حين ترتفع درجة حرارته خلال موسم الصيف لتصل الى 30 درجة والرطوبة من 30 - 60 في حين يصل معدل سقوط الامطار الى 350 ملم تقريباً.[c1]التضاريس :[/c]منطقة دمث بحسب تعريف الخبراء الجولوجيين الاوروبيين والتونسيين واليمنيين تقع ضمن المنحدرات الجنوبية ويرتبط تواجد المياه الحارة والترسبات الجيرية والهضبات المخروطية بالانحسار البيئي الواسع المساحة باتجاه شمال غرب- جنوب شرق (330) درجة، وكذا وادي بنا باتجاه غرب وجنوب غرب شرق وشمال شرق (225) درجة والتي تعرضت للحركة الارضية.كما تقع قرب التقاء البراكين بمجموعات الطويلة وكلاهما من العصر الثلاثي من الجزء الجنوبي الغربي من الطبيعة المحدبة باتجاه (شمال غرب - جنوب شرق) ويمكن مشاهدة تدفق الريوداسيت الطهيرية المترسبة افقياً في نتوءات الضفة القصيرة لوادي بنا ومن المحتمل ان إنتاج المياه الحارة وثاني اكسيد الكربون وكبريتات الهيدروجين الثنائي يترافق اصلا مع النشاط البركاني الاحداث المعروف بسلسلة براكين / عدن التي انتهت نشاطاتها في هضبة حديثة تاريخياً.كما ان دمت واقعة في مساحة تتألف من الصخور البركانية من الحقبة الثلاثية وتترسب بالطبقات المتبادلة من الصخور النحاسية الهيدروكلاسيه بشكل أفقي تقريباً.كما ان المياه الحارة تخرج من الريوداسيت و( الريوداسيت ) هو صخر نحاس يحتوي على (البلاجيوكلاز) الذي يزيد من (الفيلدسيار) البوتاس و( الكوارتز) والمعادن الداكنة خصوصاً ( البوتايت والاحفيبول) اما المغلفة فهي بلورية دقيقة الى زجاجية بمجرد اقتراب المتجهين صوب مدينة دمت ببضع كيلو مترات سيشاهدون حتماً احدى الهضاب الكلسية المخروطية ( التوفا لكلسية) الخمس المنتشرة في كل ارجاء المنطقة والمسماة في الوسط الشعبي ( الحرضات) قبل مشاهدة المدينة كونها العلامات المميزة لهذه المدينة السياحية باشكالها واحجامها وصفاتها .. المتوافقة والمتفاوته والتي اعتبرها الخبراء الجيولوجيون المتخصصون من الظواهر الطبيعية النادرة بالمقياس العالمي ..كما تشير الدلائل العلمية ان بداية تكوين النتواءت الكلسية ( الحرضات) في منطقة دمت قد تعرضت لحركة " تكتونيه" كبيره احدثت الصدع المكون لوادي بنا.. مما ادى ذلك الى خلخلة القشرة الارضية اثناء نشاط البراكين الرباعية الذي انتهى في العصر الجيولوجي الحديث لتدفق مياه العيون الحارة بقوة وبحرارة عالية مصحوبة بمواد ذائبه من كربونات الكالسيوم وتراكمت حول عيون المياه الحارة ترسبات ( الترافرتين) او التوفا كلسية وهي نوع من انواع الحجر الجيري والتي تشكلت على هيئة ( النتواءت الكلسية) الحرضات الحالية وكان ذلك قبل اكثر من اربعة ملايين سنه من وقتنا الحاضر.. ويبدو واضحاً ان مركز تدفق المياه الحاره الاكثر قوة كان في موقع الحرضة الكبرى بحكم حجمها الكبير وارتفاعها العالي الناتج عن ترسبات الترافرتين..كما ظلت الحرضات الخمس الكلسية ثابتة تعاصر الازمان المتعاقبة منذ القدم رغم عوامل التعرية والمتغير فيها هو انخفاض منسوب المياه المعدنية العلاجية الحارة من اعماق فوهاتها والحرضات الخمس هي على النحو التالي :[c1]حرضة الشوله :[/c]1) وهي اكبر حرضات المنطقة على الاطلاق وتقع في قلب مدينة دمت على الضفة الجنوبية لمجرى وادي بنا وتقع قاعدتها الكلسية على مساحة تقدر بـ200 متر مربع وترتفع عن مستوى سطح المدينة بـ90 متر وعن قاع الوادي المسمى ( فالق) بـ 200 متر ليؤدي ذلك الى تغير اتجاه الوادي باستمرار طبقاً للتغيرات الارضية الحاصلة وانتشار البلاميد البازلتيه المنبعثة من الصخور البركانية على المنحدر الايمن للحرضة.ويمكن الزوار الحرضة الصعود الى قمة الحرضة بواسطة السلم الحديدي الذي يتكون من 117 درجة والذي انشأ في اوائل ثمانينات القرن الماضي .. كما يمكنهم التجوال في محيط قمة الحرضة البالغ قطرها 100متر ومشاهدة تموجات فوهة الحرضة البالغ قطرها 50 مترا وكذا مشاهدة المياه المعدنية العلاجية الحارة الكامنة في عمقها وهبوطه عن مستوى محيط قمة الحرضة بمسافة تزيد على 50 متراً وكذا يمكن للزوار مشاهدة عدد من الاخاديد المفروشة على جوانب محيط الحرضة ولكن مشاهدة فتحة سور الحرضة الطبيعي الذي تصل فتحته الى المترين والذي كان يتسرب منه الماء الفائض من فوهة الحرضة ، كما انه اصبح الممر الطبيعي لدخول محيط الفوهه الذي يصعب من دونه دخول محيط الفوهه ومشاهدة الفوهه التي تحكى عجائب قدرة الخالق عز وجل.[c1]2)حرضة الربيبة "الكبرٍى"[/c]تقع الى الشرق من حرضة الشولة على بعد 150 متر وتنتصب على حافة الضفة الشرقية لوادي بنا وهي اصغر حجماً واقل ارتفاعاً من حرضة الشوله ولكن شكلها من الداخل اكثر جمالاً وهنداماً طبيعياً ويشبه تماماً شكل التنور الفخاري .. حيث يقل محيطها عند قمة الفوهه ثم يتسع قليلاً وتدريجياً نحو الاسفل من الداخل في الوسط ثم يقل بالقرب من محيط القاعدة الداخلية ويتخلل تجاويفهاالداخلية فتحات صغيرة اتخذت النحل منها سكناً تمارس فيها نشاطاتها الطبيعية .. ويوجد في عمق فوهتها مياه معدنية علاجية حارة يميل لونها الى اللون الاخضر بسبب وجود عنصر الحديد فيها .. كما ان الحرضة تطل على حمام الدردوش على الضفة الشمالية لمجرى وادي بنا.[c1]3) حرضة الربيبة " الصغرى"[/c]تقع بالقرب من الربيبة الكبرى من الجهة الشمالية الغربية 20 متر فقط وتمتلك نفس الصفات للربيبة الكبرى غير انها تخالفها في الحجم وفي انعدام أي اثرلوجود الماء داخلها.[c1]4)حرضة المبخرة :[/c]تقع الى الجهة الجنوبية 20كم من الحرضة الكبرى الشوله على الضفة الغربية لمجرى وادي بنا.. وتتميز بنقاوة مياهها المعدنية العلاجية الحارة التي تنبع طبيعياً من أسفلها بشكل نوافير بسبب خلوه من مادة الحديد، اضافة الى احتواء محيط فوهتها على الشجيرات الكثيفة المسماة " خزج".[c1]5) حرضة نيام :[/c]تقع شمال حرضة الشولة 2.5 كم على الجهة الشمالية للمدينة وتطل عليها سلسلة جبال نيام وتتميز بأن المياه المعدنية العلاجية الكامنة فيها اقل حرارة من مياه سابقاتها .. اضافة الى كثافة الاشجار المزروعة بشكل طبيعي على محيطها الخارجي والمساحات الزراعية الخضراء المحيطة بها.[c1]مياه دمت ومكوناتها :[/c]اكد الخبراء الجيولوجيون في ابحاثهم التي اجروها اثناء ابحاثهم (التونسيون عام 1987م، التشيك عام 1986م ، الايطاليون عام 2001م) الى مياه منطقة دمت من حيث النوع الكيميائي لاتقل عن المياه العلاجية الاوروبية ( كمياه منطقة " منتجع" كارلو في غاري كارلسيد فرنسا) حيث يتكون مياه دمت من العديد من المعادن والاحماض والقلويات والغازات والاملاح المذابة .. وبخاصة من العناصر المشعة والنادرة النشطة والمرغوبة .. حيث يصل المؤشر الهيدروجيني الى 6.9 ملجم للتر الواحد.. وتقدر الكمية الاجمالية التي تنتجها المنطقة من المياه المعدنية العلاجية الحارة سنوياً الى اكثر من 7.5 مليون متر مكعب وخصوصاً ماتنتجه الآبار المحفورة والذي يزيد انتاجها السنوي على ستة ملايين متر مكعب سنوياً وتحتوي منطقة دمت على اكثر من 12 حمام طبيعي موزعة على ارجاء المنطقة منها مايستفاد من انتاجها ومنها مايهدر عشوائياً الى الفناء..اضافة الى العديد من الينابيع والعيون المنتشرة حول الحرضة الكبرى وعلى مجرى وادي بنا وعلى ضفتيه والتي تضخ بمياههاالمعدنية العلاجية الحاره على مدار العام كينابيع الحرضة الكبرى المنتشرة حول الحرضة والتي يزيد عددها على ثمانية عيون وكذا ينبوعي مجرى وادي بنا الواقعين على الجهتين الشمالية والجنوبية للمجرى واللذين يحتفظان بحرارتهما الطبيعية (37) درجة مهما ارتفع منسوب مياه المجرى اثر هطول الامطار الغزيرة المتدفقة عبره.. وكذا العديد من الينابيع المنتشرة حول المجرى وفي كل ارجاء المنطقة والتي يستخدمها الاهالي لاغراض خاصة من خلال نقل مياهها الى المنازل بواسطة الانابيب البلاستيكية .. إضافة الى الكم الهائل الذي يهدره بئر الشامي الى الفلاه عقب صدور قرار مجلس الوزراء رقم (135) لسنة 2004م القاضي بإعلان دمت منطقة لتنمية السياحة العلاجية . حيث يؤكد اهالي المنطقة ان صاحب البئر قام بحفره بهدف استخراج مياه الشرب النقي رغم صدور قرار سابق بتحريم حفراي بئر في نطاق المنطقة المحددة بـ 10كم مربع لاي غرض .. وبعد منعه من استكمال الحفر من قبل السلطة المحلية للمديرية بعد ما كان الحفر في اللمسات الاخيره ترك الحفر على حاله لاكثر من عام دون وجود أي اثر للماء العذب او الكبريتي الحار.. حتى تفاجأ الجميع بتفجير البئر وخروج المياه المعدنية العلاجية الحاره تلقائياً على شكل نافوره كبرى ليضخ بمياهه العلاجية الحارة الى الفناء مثله مثل الآبار السابقة الحفر التي حفرها اصحابها بطريقة سهله غير ان سدها او التحكم بتحديد كميه انتاجها اصبح ضربا من المحال لان التعامل معها ليس كالتعامل مع الآبار الارتوازية العادية ولكنها تحتاج الى معاملة خاصة اشبة بالتعامل مع آبار النفط الى حد كبير.[c1]مواقع حمامات المياه المعدنية العلاجية الحارة بدمت[/c]تتركز معظم الحمامات الاستجمامية العلاجية في مجرى وادي بنا وعلى ضفتي المجرى ثم على الشارع العام للمدينة الذي يربط صنعاء بعدن.-منتجع دمت ( الاسدي) السياحي الذي يقع وسط المدينة الى الشمال من حرضه الشولة على بعد 500 متر تقريباً منها على الجهة الغريبة من الشارع الرئيسي لدمت ويحتوي على العديد من الحمامات العامة والخاصة وعلى مسبحين خارجي مكشوف للرجال وداخلي مغطى للنساء.. إضافة الى توفر الخدمات الفندقية الراقية والمتوسطه والعادية وكذا مجمع تجاري متكامل لتلبية احتياجات الوافدين.- حمام العودي - الواقع في المدخل الشمالي للمدينة شمال الحرضة الكبرى بـ كم واحد يحتوي حالياً على حمام عام للرجال وحمامات خاصة بجواره كما يجري العمل على اجراء التوسعات الحديثة لانشاء حمام خاص للنساء وشاليه علاجي وفندق راقي( بحسب تصميماته) .حمام الدردوش- الواقع شرق الحرضة الكبرى بحوالي 150 متر والذي يجري العمل على انشائه منتجعاً صحي وسياحي وفق الطرق والمواصفات السياحية العلاجية العالمية من قبل أحد المستثمرين المجلس المستأجر له من المجلس المحلي للمديرية ومن كافة الجهات الرسمية ذات العلاقة باعتبار ذلك الحمام لايعد اكثر من 5 من اجمالي المواقع والمساحات السياحية المدرجة في عقود الايجار الشرعية والتي لم تمكنه المشاكل والمعوقات المتفاقمة من بسط سيطرته المشروعة عليها لاقامة المنشآت السياحية والصحية عليها على مدى اكثر من 15 عام.حمام عاطف: ويقع على الجهة الشرقية لطريق دمت / جبن جنوب الحرضة الكبرى بحوالي 130 متر والذي ظه الجميع ملكاً عاماً حتى اقسم على ملكيته المسمى باسمه اثناء توليه قيادة المنطقة في اوائل ثمانينات القرن الماضي والذي مايزال في طوره البدائي الذي لم تطرأ عليه ادنى مستويات الخدمة والتطور. - حمام الحساسية: الواقع جنوب الحرضة الكبرى بـ2 كم وحمام البربرة العليا وحمام الحس الواقعين الى الشمال الشرقي للحرضة الكبرى وجميعهم مايزالون في طورهم البدائي دونما يطرأ عليهم أي تحديث.بئر الظليمي: الواقع غرب الحرضة الكبرى بـ كيلو متر واحد والذي يضخ بمياهه العلاجية الحارة الى الفناء على مدار العام بمعدل 55 لترا في الثانية الواحدة دونما يستثمر من قبل صاحبه الذي يفترض ان يكون اكثر حرصاً على الثروة المائية العلاجية القيمة باعتبارها احد اقطاب النظام في بلادنا.. ودونما تدخل يذكر من قبل السلطة المحلية للمديرية ومجلسها المحلي المنتخب للحفاظ على الثروة المائية العلاجية الحارة من العبث والإهدار الجائر والعمل على استغلالها الاستغلال الأمثل ليستفيذ المجتمع من عائداتها.- بحيرة دمت - الواقعة قرب منطقة القابل في الجهة الجنوبية لمجرى وادي بنا- غرب الحرضة الكبرى بـ 100متر والتي تزيد مساحتها على 80 متر مربع حيث تظل ممتلئة بالمياه المعدنية العلاجية الحارة على مدار العام تغذيها عدة ينابيع تنبع من داخل البحيرة وتتميز البحيرة بعدم تمكن أي احد من تحديد عمقها او الوصول الى قاعتها بسبب وجود الكهوف والاخاديد الملتوية التي اسماها الغواصون الذين استقدموا من الحديده بالمتاهات اللامنتهية اثناء بحثهم عن جثة احد الغارقين فيها .. دونما أن يجدو أي اثر لها او حتى على قطعة واحد من ملابس المفقود من اللحظة.بئر الشامي: واخيراً وربما ليس بآخر بئر الشامي الواقع في الجهة الشمالية الغربية دمت ومخالفة للقرارات الخاصة بتحريم حفراي بئر في نطاق المنطقة لاي غرض ويضخ بئر الشامي اكثر من 40 لتر من المياه العلاجية الحارة في الثانية الواحدة الى الفلاه .[c1]الأغراض العلاجية :[/c]اكدت الدراسات التي اجراها الخبراء والعرب والاجانب في السياحة العلاجية والعلاج الطبيعي ان تنوع وتعدد نسب كمياه المعارن والاحماض والقلويات والاملاح المذابة والتوصيل الكهربي في جزيئات مياه المنطقة ودرجات حرارته المتفاوته بتركيبتها الكيميائية والفنزيقية المتزنة والمتناسقة .. كل ذلك جعل منها صاحلة للعلاج الطبيعي بنسبة 100 والعلاج العديد من الامراض سواء بواسطة الاستحمام بمياهها الحارة او ببخارها الطبيعي المتصاعد منها او بشرب كمية محدودة من مياهها بعد تبريدها وبحسب وصايا الاطباء المتخصصين في العلاج الطبيعي.. ومن تلك الامراض التي اثبت الخبراء مدى فاعلية مياه منطقة دمت في علاجها :- لعالج العديد من امراض المفاصل الناتجة عن ترسب املاح حمض البولين.- لعلاج العديد من الامراض الجلدية الغير متقيحة.- لعلاج الالتهابات الروماتيزميه والتهاب المفاصل المزمن بدائي او ثانوي.- لعلاج امراض الحساسية الجافة.- لعلاج الالتهابات الناتجة عن الفطريات.- لعلاج التهابات المعدة المصاحبة لارتفاع درجة الحموضة.- لعلاج التهابات الشعب الهوائية المزمنة.- لعلاج بعض حالات الالتهاب المزمن في الجهاز التناسلي للمرأة.- لعلاج بعض حالات التسمم المزمن . ( بالشرب).- لعلاج امراض فقر الدم لاحتوائه على عنصر الحديد ( بالشرب).- لعلاح امراض الجهاز الهضمي (بالشرب).- لعلاج امراض الاستغلال ( بتادل المواد) والمسالك البولية.( بالشرب). لعلاج امراض الدورة الدموية والجهاز العصبي المركزي والمفاصل الكبيرة ولبعض الامراض الجلدية بواسطة كمية مناسبة من الغاز عن طريق الاستحمام بثاني اكسير الكربون ( بخار الماء الكثيف)[c1]مصحة للعلاج الطبيعي :[/c]كما يؤكد الخبراء ان الانتاج العالي للمياه العلاجية في المنطقة يكفي لإقامة مصحة متكاملة للعلاج الطبيعي سعة 5 الاف سرير ،ولإنشاء مستشفيات يستع كل مستشفى لألف سرير لعلاج نظام الحركة في الجسم.كما يوصى الخبراء بضرورة فصل غاز ثاني اكسيد الكربون عن الماء الحار بعد خروجة مباشرة على السطح ليشمل عمليات الاستشفاء بتوزيع مستقل لثاني اكسيد الكربون.[c1]توصيات الخبراء :[/c]اوصى الخبراء في العلاج الطبيعي في ختام الدراسة الميدانية التي اجرها لمنطقة دمت بضرورة استغلال حمامات المنطقة الطبيعية للاغراض العلاجية لاعتبار ان مياه دمت وبدون شك ذات اهمية ( هيدروجيولوجية) استشفائية اساسية للبلاد فمن حيث الكمية والنوع فمياه دمت لاتقل عن المياه الحارة العلاجية الاوروبية كالمياه الموجودة في ( كارلو في غاري كارلسيد فرنسا) .- فمن منطقة اليبنوع تضييع عشرات اللترات في الثانية الواحدة من المياه الحارة العلاجية بتدفق بعيداً دون فائده تذكر.- تزود الينابيع والآبار بكميات كافيه من المياه الحاره مع ثاني اكسيد الكربون بحرارة 45 درجة مؤية على الاقل للعلاج بالشرب والاستحمام.- ضرورة ان تعلن الحكومة اليمنية منطقة دمت منتجعاً طبيعياً محمياً وبأسرع وفت وبمافيها الهضاب الكلسية في الحرضة الكبرى التي تعتبر ظاهرة طبيعية نادرة بالمقياس الدولي.[c1]التحذيرات الطبية :[/c]ما حذر الخبراء في تقريرهم عن المياه العلاجية الحارة بدمت في اوائل الثمانيات من القرن الماضي عند استخدام المياه العلاجية الحارة فيجب مراعاتها بدقه بالذات في حالات هبوط ضغط الدم والتهابات المعدة المصاحبة لنقص الحموضة.[c1]الإهدار الجائر للمياه : [/c]تشير الاحصائيات والارقام المقدمة من الخبراء اليمنيين والعرب الى خطورة استمرار الاهدار للمياه العلاجية والتي قدر الظاهر منها بـ 7.5 مليون متر مكعب سنوياً لتصل كمية المياه المهدورة منذ العام 2000م فقط الى اكثر من 50 مليون متر مكعب .. خاصة تلك الكمية الهائلة التي تنتجها الآبار المحفورة عشوائياً عبر الحفارات الحديثة بشكل مغاير لطبيعة المنطقة لتزيد كمية انتاجها خلال نفس الفترة الى اكثر من 36 مليون متر مكعب بمعدل 6.3 مليون متر مكعب سنوياً الى الفلاة ليصب اجمالاً على مجرى وادي بنا فلا يفيد الارض الواقع عليها اكثر من ضرها .. كما ان كمية المايه المستخدمة لاغراض الاستحمام والاستفتاء لاتزيد حالياً على 5 من اجمالي الكمية المهدورة .اضافة الى ان استمرار ذلك الاهدار العشوائي لحوض المنطقة المائي يشكل خطورة حقيقية ومؤكدة على المنطقة وعلى مستقبل السياحة العلاجية فيها (حسب الخبراء المتخصصين) مستندين في ذالك الى ان مدينة دمت الحالية واقعة على تجويف الحوض المائي الواسع والعميق الشديد التماسك حالياً رغم خطورة تجويفة نتيجة الرطوبة المستمرة والمتجددة على مدار العام الناتجة عن استمرار تصاعر بخار الماء المنبعث من الحوض المائي الساخن الذي عمل ويعمل على ترطيب الجزء الاكبر من سمك التربة.