بوتين يأمر بتصفية قتلة الدبلوماسيين الروس في العراق
بغداد / وكالات:في وقت كشف موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي عن توقيف تونسي قاد مجموعة نفذت تفجيرين بمرقدين شيعيين في سامراء، وهي المجموعة ذاتها التي أمر قائدها (عراقي) بقتل مراسلة قناة "العربية" الزميلة أطوار بهجت، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الأربعاء ان مجموعات مسلحة اتصلت به وباطراف اخرى في الحكومة بعد اعلانه مبادرته للمصالحة الوطنية. واكد انه "على استعداد للتحاور معها وطلب اللقاء بها". وقال المالكي "انا متفائل جدا واؤكد ان الكثيرين ممن تورطوا باعمال تحت عنوان المقاومة او من الذين تورطوا باعمال عسكرية قد اتصلوا بنا مباشرة وبعضهم اتصل باطراف اخرى في الحكومة وهم يرغبون في الاقتراب من العملية السياسية والقاء السلاح". واضاف "نحن رحبنا" بذلك و"نحن على اتم الاستعداد لمحاورتهم وطلبنا اللقاء بهم". وقال "من جانبنا رحبنا وسنظل نرحب بكل الاخوة الذين يريدون الاسهام في بناء وطنهم وترك السلاح وترك الدولة تاخذ مداها وبعدها في تثبيت الامن وتثبيت الاقتصاد والخدمات". واضاف "طلبنا اللقاء بهم اذا ارادوا اللقاء شريطة ان تسير الامور وفق الضوابط التي اطلقتها المبادرة وهي انه من لم يتورط باراقة دماء او جرائم ممكن ان يكون المجال امامه مفتوحا للمصالحة والعودة". واكد المالكي "من حق هذا المواطن ان يشارك في بناء الوطن ونتنازل عن الامور الاخرى المتعلقة بالحق العام". غير ان رئيس الوزراء العراقي شدد على ان "الذين تورطوا بقتل العراقيين وتورطوا بجرائم ومواجهات مسلحة وتفجيرات وتفخيخ،هؤلاء لا يمكن ان يفرج عنهم حتى من يستهدف الاجانب العاملين في العراق سواء القوات المتعددة الجنسيات او المصانع والوكالات والاعلام لكونهم يثيرون الرعب ويرتكبون جرائم ولا يشملهم العفو.وردا على سؤال عن الحوار مع دول الجوار لدعم مبادرة المصالحة الوطنية بالتعاون معها،قال المالكي "لا شك ان جزءا اساسيا من عملية انجاح خطة المصالحة الوطنية وخطة الامن التي نتبناها هو ان تساعدنا الدول العربية سواء بعدم غض الطرف عن الارهابيين او بمواجهة اولئك الذين يتخذون من هذه الدول مجالا لتوفير الدعم اللازم (للارهاب)". واعرب المالكي عن تفاؤله بنجاح مبادرته قائلا "انا متفائل بالنجاح لان هناك اشارات قوية من هذه الدول بانها تريد ان تدعم العراق والعراقيين للتخلص من شلالات الدم" في العراق. وكان المالكي اعلن الاحد الماضي مبادرة للمصالحة الوطنية تدعو الى الحوار مع القوى التي لم تشارك في العملية السياسية من دون ان تشير صراحة الى الجماعات المسلحة كما تقضي بالعفو عمن لم يرتكب جرائم ضد العراقيين او جرائم ضد الانسانية. وكانت السلطات العراقية أعلنت انها اعتقلت في الآونة الاخيرة تونسيا ينتمي الى تنظيم القاعدة وصفته بانه ابرز منفذي تفجير مرقدي الامامين الشيعيين الهادي والعسكري في سامراء (شمال) في فبراير الماضي والذي ادى الى موجة عنف في البلاد. وقال موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي في مؤتمر صحافي ان ابو قدامة التونسي،واسمه الحقيقي يسري ناجي التريكي،اعتقل اخيرا في الضلوعية،شمال بغداد،اثناء عملية قتل فيها 15 مقاتلا اجنبيا فيما كانوا يحاولون مهاجمة حاجزا امنيا شمال بغداد. وبحسب الربيعي،فان التونسي اصيب بجروح بالغة اثناء مشاركته في هذا الهجوم وأسر. وقال انه اعترف بالمشاركة في تفجير مرقدي الامامين الشيعيين في سامراء (120 كلم شمال بغداد) في 22 من فبراير. واضاف المسؤول العراقي ان هذا العضو في تنظيم القاعدة كان يعمل بناء على اوامر العراقي هيثم البدري الذي لا يزال مطلوباً.وقال الربيعي ان تفجير مرقدي الامامين الشيعيين في سامراء نفذته مجموعة تابعة للقاعدة مؤلفة من اربعة سعوديين وعراقيين اثنين والتونسي. واوضح الربيعي ان ابو قدامة التونسي "دخل العراق في نوفمبر 2003 وشارك في قتل مئات العراقيين في محافظات الموصل والرمادي وبغداد ومن خلال توجيه من قبل هيثم البدري بحسب اعترافاته". واوضح ان هيثم صباح شاكر محمود البدري من اهالي سامراء ويعد "امير" تنظيم القاعدة في محافظة صلاح الدين وله علاقات بانصار النظام السابق وكان مرتبطا بتنظيم انصار السنة ثم انتقل الى تنظيم القاعدة. واكد انه هو الذي خطط للهجوم على مرقدي الامامين الشيعيين. وقال الربيعي ان البدري هو "الذي اعطى الاوامر الى اربعة سعوديين وعراقيين والتونسي يسري ناجي التريكي الملقب بابو قدامة التونسي للقيام بالهجوم من اجل تاجيج التوترات الطائفية".ودخل ابو جمعة التونسي العراق في نوفمبر 2003م واعترف، حسب الربيعي، بأنه "قتل مئات العراقيين في محافظات نينوى (عاصمتها الموصل) والانبار (عاصمتها الرمادي) وبغداد باوامر من هيثم البدري".واعترف التونسي بأن "مقتل مراسلة قناة (العربية) الزميلة اطوار بهجت قد تم على يد هيثم البدري بعد ان تمت مراقبتها من قبله وهي تقوم باتصالات على مقربة من محطة للوقود في سامراء لنقل وقائع تدمير المراقد الشيعية في سامراء". وكان هجوم سامراء ادى الى موجة من العنف في العراق الذي شهد سلسلة من الاعتداءات على المساجد السنية وعشرات القتلى في اعمال انتقامية.إلى ذلك أفاد بيان للجيش الأميركي في العراق بأن أحد جنوده قتل في محافظة الأنبار غرب البلاد. وقال البيان المقتضب إن الجندي توفي متاثرا بجروح أصيب بها في اشتباكات مع المسلحين العراقيين الاثنين الماضي في محافظة الأنبار،ليصل إلى 2521 جنديا عدد قتلى الجيش الأميركي منذ غزو العراق عام 2003, حسب حصيلة رسمية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وسبق الإعلان عن مصرع الجندي الكشف عن مقتل جندي آخر في المواجهات نفسها. واسفرت اعمال العنف في العراق أمس عن سبعة قتلى و22 جريحا. واعلنت المجموعات المسلحة الرئيسية في العراق،ومن بينها الفرع العراقي لتنظيم القاعدة،انها ستواصل القتال بعد اعلان الخطة ولكن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي اكد لصحيفة ليبراسيون الفرنسية ان "الموقف غير واضح في معسكر" المجموعات المسلحة. وقال "لا نعرف ما هي القوى التي يمثلونها ولا نعرف هل يسيطرون على الموقف اي على منفذي العنف ولكن المبادرة قائمة والابواب مفتوحة وبدانا في تحديد اليات تنفيذها". واوضح ان المرحلة التالية تتمثل في ارسال "لجان الى المحافظات تضم مسؤولين وزعماء قبائل ورجال دين لاجراء مشاورات حول كيفية تحسين الامور والتعرف على مطالب الاهالي". من جهة ثانية، أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى تعليمات إلى الأجهزة الخاصة الروسية لاتخاذ التدابير للبحث عن قتلة الدبلوماسيين الروس في العراق وتصفيهم. ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن مصدر في الكرملين أن كلام بوتين جاء لدى استقباله أمس الأربعاء أمير منطقة الرياض في المملكة العربية السعودية الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود،الذي يزور العاصمة الروسية تلبية لدعوة من عمدة موسكو يوري لوجكوف. وأعلن بوتين خلال اللقاء الذي بحث فيه الرجلان العلاقات بين البلدين،أن روسيا ستكون شاكرة لجميع أصدقائها على تقديم أية مساعدة حول المجرمين الذين قتلوا المواطنين الروس في العراق.