ويظل الكتاب المدرسي غائبا والمتسبب مجهول
تحقيق/ فيصل الحزمي ـ حازم غانم:الكتاب المدرسي قضية تاريخية لا يتم تناولها الا مع بداية كل عام دراسي جديد فتضل الشكاوي تحتل عناوين الصحف الرسمية والحزبية طوال العام فهذه تشكو عدم وصول المنهج واخرى تتساءل عن اسباب النقص وكيف يمكن ايصال المعلومة للطالب بدون توفر الكتاب الذي يسمى " المنهج " مشكلة تتكرر كل عام واحيانا لا يمكن تجاوزها الا مع انتهاء العام الدراسي وقد تختلف اسباب تاخير الكتاب المدرسي من عام الى آخر لكن تبقى هذه المشكلة قضية لا حل لها .فبعد ان كانت مطابع الكتاب المدرسي بامكانياتها المحدودة سابقا تعجز عن طباعة الكمية المطلوبة وسد الاحتياج تم الاستعانة سابقا بالمطابع التجارية لتغطية العجز .بعد ذلك تم توفير وتزويد مطابع الكتاب المدرسي باحد الالات بالاضافة الى افتتاح فروع جديدة لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي في حضرموت وضم مطابع دار الهمداني اليها لتكون وحدة طبع تتبع فرع مطابع الكتب في محافظة عدن املا في وفاء مؤسسة المطابع بالتزاماتها وان تكون تلك الحلول قادرة على استئصال ما يسمى بـ" نقص المنهج " .الا ان هذه المشكلة لا تزال موجودة وتتفاقم من عام الى اخر دون حلول جذرية صادقة .لمعرفة العجز والنقص القائم في مدارسنا واثر ذلك على مستوى التحصيل للطلاب ومدى قدرة المعلمين على ايصال المعلومات للطلاب في ظل غياب الكتاب المدرسي وما يسببه من صعوبات وعراقيل لاتنظام سير العملية التعليمية في بلادنا اجرينا هذا التحقيق لايضاح الحقائق ..[c1]" طلاب يشكون " [/c]وفي البداية التقينا ببعض الطلاب لمعرفة ما اذا كانت هناك كتب ناقصة من المنهج الدراسي حيث التقينا الطالب عبد الواحد سيف طالب في المرحلة الاساسية حيث قال انا لم استلم كتاب التربية الاسلامية والعلوم حتى الان ولا ندري ما سبب التاخير وفي الحقيقة ان هذه المشكلة تؤثر على مستوانا لاننا لا نستطيع مذاكرة الدروس اولا باول بالاضافة الى حل الواجبات المنزلية .واضاف الطالب اسامة محمد نعمان طالب بالمرحلة الاساسية حتى الان لم يحصل أي طالب في الفصل على كتاب اللغة الانجليزية كما رد الطالب موسى امين احد طلاب المرحلة الثانوية بالقول لا يختلف الحال فمعظم الطلاب في مختلف المراحل يشكون نقص في الكتب الان طلاب المرحلة الاساسية يعانون من هذه المشكلة اكثر من غيرهم .[c1]" عراقيل وصعوبات " [/c]بعد ذلك التقينا عدد من المدرسين يصفون مدى الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها في توصيل المعلومات للطلاب في ظل توفر الكتاب المدرسي حيث تحدث الاستاذ فيصل نعمان عبده مرشد استاذ المرحلة الاساسية وقال نجد صعوبة كبيرة في تادية مهامنا كمدرسين في المرحلة الاساسية كون هذه المرحلة حساسة جدا ومن المستحيل ايصال المعلومة للطالب بدون توفر الكتاب اذ انه ليس من الممكن كتابة الدرس على السبورة لطلاب الصف الاول او الثاني او الثالث الاساسي بسبب عدم مهدرتهم على القراءة وايضا من الصعب كتابة الدرس على دفاتر طلاب الفصل كامل الذي يزيد عددهم عن مائة طالب ولا ادري ما سبب هذا النقص الكبير في كتب المرحلة الاساسية التي تمثل 60 ــ الاستاذ عبد الرقيب العميسي مدرس لغة انجليزية مدرسة الوحدة قال انه لم يصل كتاب اللغة الانجليزية حتى الان ولكن برغم ذلك نحن نحاول بقدر استطاعتنا التغلب على هذه المشكلة .لكن في الحقيقة لا يستطيع الطالب الاستغناء عن الكتاب المدرسي لان العملية تكميلية كما ان تاخر وصول الكتاب المدرسي لان العملية تكميلية كما ان تاخر وصول الكتاب المدرسي يسبب لنا الكثير من الصعوبات والعراقيل حيث نضطر الى استغراق وقت طويل اثناء شرح الدرس لايصال المعلومة الى الطالب فاحيانا وبدلا من اعطاء وشرح الدرس خلال عشر دقائق بوجود الكتاب قد يستغرق الدرس ثلاثون دقيقة بدون كتاب .[c1]حلول ومعالجات [/c]وحول النقص في الكتاب المدرسي تحدث الاستاذ عبد الله النعماني مدير مدرسة الوحده وقال لا يوجد عجز كبير لاننا نعالج مشكلة النقص القائمة بالكتب المسترجعة لكن تبقى هناك كتب لم تصل حتى الان ولم نستطيع توفيرها وهي القرءان الكريم والتربية الاسلامية للصف الاول والرياضيات للصف الرابع بالاضافة الى كتب اللغة الانجليزية للصف التاسع . واعتقد ان السبب في تاخير وصول الكتاب المدرسي يعود الى مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي التي لم تفي بالتزاماتها فهي لم تطبع الكتب ولم توفرها في الوقت المحدد وليس لادارة المدرسة او مكتب التربية بامانة العاصمة او مكتب التربية بامانة العاصمة أي مسؤولية عن تاخير وصول الكتب المدرسية .وبالنسبة لخطط الاحتياج فيتم اعتماد كشوفات النتائج التي تحتوي على عدد المتقدمين والناجحين والراسبين ويتم خصم 30 على اساس ان يتم تغطيتها من الكتب المسترجعة وبالنسبة للصف الاول وحتى الثالث الاساسي يتم صرف 100 من الكتب وبحسب عدد الطلاب .[c1]"مرحلة التعليم الأساسي"[/c]كما التقينا الاستاذة امل عوض مديرة مدرسة نسيبة للبنات حيث قالت يوجد نقص في المنهج بشكل كامل الا ان اكثرها الحساسة والهامة حيث لا توجد أي طريقة تعوض او تسد النقص في الكتاب المدرسي ولا يمكن ايصال المعلومة للطالب بدون توفر الكتاب .وعن عدم الاستفادة من الكتب المستعادة فان كتب المرحلة الاساسية لا يتم الاستفادة منها مرة اخرى كونها كتب تطبيقية يتم اتلافها .وحول وجهة نظرها في من يتحمل مسؤلية تاخير وصول الكتاب المدرسي اجابت لا ادري لكن نامل من خلال تحقيقكم هذا ان تتوصلوا الى نتائج جيدة لتوضحوا لنا وللراي العام من هم المتسببين في هذه الاشكالية لكي تتم محاسبتهم .[c1]" عجز كبير في الكتب المدرسية " [/c]الاستاذ احمد عبد المجيد المعلمي مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة حجه تحدث عن تاخير وصول المنهج المدرسي الذي يعاني منه المكتب حيث قال يعتبر الكتاب من الوسائل الرئيسية لاستقرار وانتظام سير العملية التعليمية والحقيقة ان تاخير وصول الكتاب المدرسي احد المشاكل الاساسية التي تسبب الكثير من المتاعب والصعوبات التي تعرقل نجاح العملية التعليمية والحقيقة ان هذه المشكلة تتكرر ونعاني منها كل عام .ولكي نكون واضحين نعطيكم هذه الاحصائية الرقمية للعجز القائم من الكتب المدرسية فمثلا الصف الاول والثاني والثالث وهذه الفصول ليس فيها كتب مسترجعه لانها تحتوي على انشطة وتمارين وواجبات تتم في الكتاب فعلي سبيل المثال نحن نحتاج في القرءان الكريم والتربية الاسلامية الى 47 الف كتاب وصل الينا 12960 كتاب القراءة للصف الاول 42 الف كتاب وصل منها 22 الف كتاب الرياضيات المطلوب 40 الف كتاب وصل 39 الف كتاب العلوم المطلوب 47 الف كتاب الواصل 41 الف كتاب .الصف الثاني الاساسي القرءان المطلوب 22 الف كتاب وصل 14 الف كتاب القراءة 28 الف كتاب وصل 19 الف كتاب الرياضيات المطلوب 29 الف كتاب وصل 28 الف كتاب العلوم المطلوب 32 الف كتاب وصل 23 الف كتاب هذا بالنسبة للصفوف الاولية التي هي الاساس والمرحلة الاهم وهذا يعني ان هذه الفصول في معظم مدارسنا في جميع المديريات لم تصل اليهم كتب هذه المرحلة ولهذا لا يدرسون ونحن اعطيناكم نموذج فقط للعجز في الكتب المدرسية لكن هناك ايضا كتب دراسية للمراحل الاخرى لم تصل حتى الان .وبالنسبة لاحتياج المحافظة فهي ترفع بموجب احصائيات وبيانات من واقع الميدان الذي يحدد عدد الطلاب في كل مدرسة وكل مديرية .ايضا الكتاب المدرسي لا يصل اليناء دفعة واحده وانما عبر دفعات منقطعة فاحيانا ينتهي الفصل الدراسي الاول قبل ان يصل كتاب الفصل الاول وهذا بدوره يسبب لنا مشاكل مالية تتطلب ميزانية واعتماد خاص لنقل الكتب الى في ارتفاع نسبة الرسوب والتسرب من المدارس .[c1]وحول من يتحمل المسؤلية [/c]اجاب اعتقد ان من يتحمل مسؤلية تاخير الكتاب المدرسي هي مؤسسة الكتاب فهي التي تقوم بانتاج وطباعة الكتاب وترحيل اما نحن مسؤلين عن استقبال الكتاب وما ياتي الينا من كتب نقوم بتوزيعها اولا باول .ونحن نتمنى ونطمح بان يتم توفير الكتاب المدرسي مع بداية العام الدراسي وهذا ما نطمح اليه ونتمناه والوزراة وقيادة الوزارة معنا في هذا الاتجاه وهذا الطموح .[c1]" كميات متزايدة "[/c]ولمزيد من التوضيح حول هذا الموضوع توجهنا الى المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي والتقينا الاخ الاستاذ / محمد احمد الشمسي مدير عام المؤسسة لغرض البحث عن اجابة للتساؤلات والشكاوي التي تناولناها في تحقيقنا ومعرفة الاسباب الحقيقية لنقص الكتاب وتاخير وصوله الى مكاتب التربية .حيث قال بان المؤسسة مطابع الكتاب المدرسي تعمل على مدار 24 ساعة ومن خلال ثلاث ورديات حيث قمنا بطباعة 56 مليون كتاب واستطعنا ان نتغلب على الصعوبات الكبيرة وتلبية وتوفير الكميات المتزايدة من الكتاب ونؤكد لكم اننا استطعنا توصيل الكتاب الى ايدي ابنائنا الطلاب في وقت مثالي والجميع يلاحظ انه في اول ايام الدراسة يعود الطلاب من المدرسة حاملين كمية كبيرة من الكتب ويبقى هناك جزء قليل من العناوين تقوم المؤسسة بمواصلة العمل ليل نهار حتى اننا نعمل في ايام العطل الرسمية والاعياد كل ذلك لكي نوفر ونوصل الكتاب في الوقت المحدد والمثالي والطبيعي .[c1]س:[/c] وحول العناوين التي ما زالت الى الان في المطابع قال مع بداية كل عام يصل الينا كم هائل من العناوين وان ما يتاخر من الكتب لدى المؤسسة يمثل جزء يسير من العناوين لا تعد بالاصابع ونواصل طباعتها وايصالها الى مكاتب التربية وهنا ينتهي دور المؤسسة .[c1]س :[/c] ولماذا لا يتم الالتزام بجدول زمني محدد لضمان وصول الكتاب المدرسي الى المدارس في وقته .اجاب : يفترض ان الجدول الزمني لايصال الكتاب هو بداية العام ونحن نقوم بجهد كبير ونعمل ليل نهار من خلال الثلاثة الفروع ونوصل الكتاب الى مكاتب التربية في وقته المحدود ..[c1]تتكرر هذه الاشكالية كل عام ورغم ذلك ليس هناك حلول او معالجات ..[/c]احيانا يحدث عجز مثلما ذكرت وهذا الكلام ياتي من خلال مكاتب التربية ولكن وزارة التربية والتعليم لديها خطة تصل الينا وقد تكون الارقام التي تصل الينا من مكاتب التربية تزيد عن ما يصلنا من وزارة التربية والتعليم التي تضع في الحسبان العائد فهي تضع من 30 الى 40% كعائد بينما بعض مكاتب التربية لا تضع لهذا العائد أي حساب وتعتبر انه جزء من المتاخرات في المنهج الذي لديها في خطتها ..