شخصيات خالدة
ولد في بغداد محلة المهدية في الفضل في عام 1914 في بيت بغدادي متواضع وكان أبوه يعمل نجارا. تدرج في تعليمه وأنهى الدراسة الثانوية. وتوظف معلما في قضاء الشامية وترك مهنة التعليم في عام 1932 وقبل في الكلية العسكرية في 15 أيلول 1932 وتخرج من الكلية العسكرية في 15 نيسان 1934 شارك بكل الواجبات العسكرية التي كلف بها بوطنية كبيرة وانضباط عالي منذ أن كان ملازما وهو يرتقي بالرتب العسكرية وشارك وهو طالب في كلية الأركان بحركات أيار1941 ضمن تشكيل الفرقة الأولى التي كانت بقيادة العقيد كامل شبيب. ثم عاد كليه الأركان بعد هرب قادة ثورة 1941 وأتم الدراسة في 11 كانون الأول 1941. زار انكلترا في عام 1947 للمعالجة الطبية. وأحب الحياة الانكليزية بما تحمله من حرية وانفتاح ورقي قياسا بالحياة البغدادية في أواسط القرن الماضي. شارك فعليا وبكفاءة مشهودة كواحد من ضباط الجيش العراقي الذين شاركوا في القتال بفلسطين وشغل منصب آمر الفوج الأول (فوج موسى الكاظم) اللواء الأول أثناء عملية تحرير الفالوجه وبيسان من الجيش الصهيوني وفك الحصار عن الجيش المصري. كان زاهدا في ملبسه، يحب اللباس الرسمي وجادا حتى في علائقه الاجتماعية. اسقط حقه حينما اعتدى عليه القتلة وطالب بإطلاق سراحهم. كان عسكريا عراقيا حرا عرف بوطنيته وحبه للطبقات الفقيرة التي كان ينتمي لها. كان عضوا في تنظيم الضباط الأحرار الذي تشكل أثناء حرب فلسطين و قد رشح عام 1957 رئيسا للجنة العليا للتنظيم. وبالتنسيق مع بقية ضباط عمل بالتنظيم والتخطيط و التنفيذ لثورة 14 تموز 1958 التي أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية العراقية. وصار بعدها رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع من 14 تموز 1958 ولغاية 9 شباط 1963قاد العراق 4 سنوات و 6 أشهر و 15 يوماً كان العراق يعيش فيها ايام ازدهار تخللتها أيام سود ، حيث تم إعدامه جرما دون تحقيق و من خلال محكمة صورية عاجلة في دار الإذاعة في بغداد. رحل قاسم مخلفا جرحا لم يندمل في قلوب العراقيين فانه لم ينسهم حتى أخر نبضة قلب. فكانت آخر كلمة ينطق بها قبل أن يستقبل جسده العاشق وابل الرصاص الجبان، كانت كلمات عشق صادق ستبقى تشع نور في سماء العراق. ورددت حنجرته التي تخرج منها روحه الطاهرة (عاش الشعـ ...). وبذلك استشهد أول عراقي يقود العراق منذ سقوط بغداد بيد المغول.