كانت صحيفة (14 أكتوبر) في سنوات الركود تعاني وضعاً مأساوياً انعكس على تدهور أوضاعها شكلاً ومضموناً، حيث كانت لا توزع في معظم أنحاء مدينة عدن ولا تجد من يقرؤها فيما كانت مطابعها معطلة ومحطمة ومواردها منهوبة، وكان المسؤولون عن هذا الوضع قلة قليلة لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة، وكان بطبيعة الحال ان يستفيد هؤلاء من تلك الأوضاع المتردية، أما الذين كانوا يحبون الصحيفة وهم كثيرون من داخلها وخارجها فقد كان يسيطر عليهم الحزن والأسى لما آلت إليه الأوضاع الصحفية والإدارية والفنية في هذه المؤسسة الصحفية العريقة.وحين بادرت الدولة بإنقاذ المؤسسة وتعيين قيادة جديدة لها قبل عامين، بدأ الفاشلون والفاسدون يشعرون بالقلق لأن إعادة بناء المؤسسة والصحيفة وتحديثها سيفضحهم وسيفقدهم مصالحهم الشخصية لأنهم كانوا وحدهم مستفيدين من تلك الأوضاع المزرية ، بل أن أطرافاً أخرى كانت لا تريد أن يحسب على الحكومة عملاً ناجحاً سواءً في مجال البناء أو مكافحة الفساد كما كانت هناك أطراف سياسية ترغب في استثمار الأوضاع المتردية في المؤسسة لتمرير مؤامراتها على الوحدة واتهامها بأنها أدت إلى تدهور المؤسسات الثقافية القائمة في عدن تمهيداً لتصفيتها.والمدهش أن الانجازات الضخمة التي تحققت في هذه المؤسسة وعودة الروح إلى صحيفتها ومطابعها وصلت خلال فترة قصيرة وقياسية إلى مستوى نوعي تمثل بافتتاح المبنى الجديد للمؤسسة بتجهيزاته الفنية الحديثة وإصلاح وتعمير بعض المطابع القديمة وافتتاح مطبعة جديدة للملاحق الصحفية بالألوان الأربعة، وإدخال أول آلة فرز ألوان في تاريخ المؤسسة في إطار احتفالات شعبنا بالعيد الوطني السابع عشر. وقد تكالبت مختلف الأطراف الحاقدة للتعبير عن حقدها على هذه الانجازات فراحت تلملم بقاياها الملطخة بعار المخالفات المالية والفساد والتخلف المهني بهدف طمس هذه الانجازات التي فرح لها الكثير من محبي هذه المؤسسة من داخلها وخارجها بعد أن أسعدهم استعادة الصحيفة مكانتها وانتشارها الواسع في عموم محافظات الجمهورية وزيادة عدد قرائها وكتابها وتحسن ظروف عمل الصحفيين والعاملين فيها واستقرار الأوضاع المالية في المؤسسة، حيث أصبح الصحفيون والعمال والفنيون يحصلون على استحقاقاتهم بانتظام بعد أن فقد الفاشلون والفاسدون مصالحهم غير المشروعة.إننا لا نستغرب أن يزداد سعار هؤلاء الفاسدين والفاشلين الذين أحيلت ملفات ومخالفات بعضهم إلى نيابة الأموال العامة والقضاء، فيما تحتفظ المؤسسة بملفات أخرى تكشف فسادهم واستهتارهم وإساءاتهم لشرف المهنة لكشفها على الرأي العام عند الضرورة.نفهم جيداً لماذا يتصرف بعض الفاشلين والفاسدين بشكل مسعور بعد أن أيقنوا أن مسيرة التحديث والتطوير ماضية إلى الأمام وأن خيرات الوحدة التي وصل بعضها إلى هذه المؤسسة العريقة ستتواصل بفضل عزم وإصرار قيادة الدولة والحكومة ووزارة الإعلام على دعم مسيرة التطوير والتحديث بشراء آلات ومعدات مطبعية حديثة لتطوير قطاع الطباعة التجارية، حيث تم الإعلان عن مناقصة عامة لها خلال هذا الأسبوع، تليها خطوة جبارة يجري تنفيذها حالياً لشراء مطبعة صحفية حديثة تحقق حلم الصحفيين والفنيين والقراء والمواطنين وكل محبي الصحيفة في مدينة عدن وكل اليمن.لهؤلاء نقول: إن مسيرة العطاء الوحدوي ستستمر في تعميم خيراتها لتصل إلى كل المؤسسات التي أصابها ركود كبير خلال السنوات الماضية، ليس بسبب الوحدة بل بسبب فشل بعض قيادات هذه المؤسسات، لذلك من حق هؤلاء ان يغضبوا ويكشفوا عن حقدهم الدفين المسعور ضد النجاح الذي تحقق في هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات التي بدأت تنهض بفضل إخلاص القيادة السياسية وإصرارها على تصحيح أوضاع المؤسسات الفاشلة، وتوسيع وتعميم خيرات الوحدة لتشمل كل المحافظات في عموم الوطن.ولكن ليس من حق الفاسدين والفاشلين الذين لا يوجد لهم رصيد في البناء والانجازات أن يحملوا الوحدة مسؤولية إخفاقهم وفشلهم وأن يحاولوا إيقاف عجلة التحديث والتطوير وإعادة الأوضاع إلى الوراء عندما كانوا يستثمرون ضعف هذه المؤسسة وركودها وتدهورها لصالح جيوبهم ولصالح أجندة سياسية كانت تريد تكريس تلك الأوضاع وتوظيفها لتصفية حساباتها السياسية وتمرير المشاريع الصغيرة المعادية للوحدة ولكل عمل ناجح.لن نسمح لهؤلاء بإعادة العجلة إلى الخلف، وسوف نتصدى لهم ونفضحهم.. ولن يمروا.
سنفضحهم ولن يمروا !
أخبار متعلقة