المال عند البخيل أهم من حياته ويحرمه من سعادته وحب الناس من حوله يبخل على نفسه وأولاده ويشك في كل من حوله ظنًا منه أنّهم طامعون في ثروته.. إذا تعرض لكارثة يسأل عن حال ماله قبل صحته... وإذا اضطرته الظروف لدفع مبلغ في وقتٍ ما يعتبرها لحظة ضعف يجب أن لا تتكرر... والبخل صفة موروثة أخذها الأبناء من الآباء والأجداد وهو مرض نفسي خطير.. ويزداد عدد البخلاء الرجال مقارنة بالنساء حيث أنّ هناك 3 ملايين بخيل بينما لا يوجد سوى مليون امرأة فقط تعاني من هذا المرض.وذلك بعكس ما يعتقده البعض أنّ المرأة أكثر بخلاً من الرجل.. والحقيقة أنّها أقل إسرافاً من المبذرين وأكثر مهارة في شراء ما تريد بأرخص الأسعار وبالتالي فهي تشبع احتياجاتها من دون حرمان وبأقل كلفة ممكنة.إنّ البخيل شخص متجمد أناني لا يحب إلا نفسه ويخشى إلقاء السلام خشية أن يتورط في شيء يدفعه وهو شخص مقتنع تمامًا بما يفعله مدعيًا الحرص وحساب الزمن ويزوده البخل بحاسة التوقع ولديه حاسة مرهفة تجاه المال تجعله يسمع "دبيب النملة" حرصاً على ماله.. فهو يخشى كل حركة وكل خطوة خوفًا من أية حركة مفاجئة قد تنال من ثروته.. ويرى البخيل أنّ كل الناس على خطأ وهو وحده على صواب.فالبخل سمة في شخصية الرجل يحدد له سلوكه وعَلاقاته مع الآخرين.. ومعه تكون الأنانية والتبلد العاطفي وعدم وجود مساحة صغيرة لحب الآخرين أو التعاطف معهم.. فهو يعيش لنفسه ولا يتألم من أجل الآخرين ولا يقدم لهم المساعدة إذا احتاجوها.والمشكلة أنّ بخله يزداد كلما تكاثرت الثروة والمال وكلما زادت درجة البُخل كان ذلك على حساب عواطف البخيل تجاه البشر..أنّ البخل يؤدي إلى حدوث كوارث اجتماعية عديدة من بينها كراهية الابن للأب الذي يفتري على أبنائه ويشعرهم بالحرمان والغيرة من الآخرين فيكرهونه على الفور ولا يتمتع بعضهم عن ضربه عندما يكبر.. كذلك يكرهه زملاؤه في العمل ولا يرحبون بالتعامل معه.. وفي كل الأحوال يجب عدم تشجيع البخيل وذلك من خلال معاملته بالمثل حتى يعرف جيدًا ما معنى البُخل.. فإذا شعر بأنّه منبوذ ومرفوض وأنّ لا أحد يحب أن يتعاون معه فسوف يتراجع إلى حدٍ ما عن بخله ويغير أسلوبه في إنفاق المال.وأحيانًا ينشأ البخل مع ظروف الحياة فإذا عاش الرجل حياة فقيرة تخللتها أزمات اقتصادية ومادية يصبح فيما بعد حريصًا على القرش وتمتد به الحالة إلى البُخل فقرشه يشعره بالأمان ويجلب الاستقرار له.. صحيح أنّ الزوج البخيل حكاية تبدأ و لا تنتهي وتعايشها الزوجة المسكينة وتنغص عليها حياتها وتشعرها بمرارة الأيام؛ إلا أنّه يجب عليها وبقدر المستطاع أن تحاول تغيير سلوكه في كل المناسبات وأن تكتفي بما تأخذه منه حتى تسير الحياة بينهما وأن تنفق من مالها وعملها وتستمتع به مع أولادها لتشعره بسوء سلوكه معهم.. كما لابد عليها أن تتفق معه بصورةٍ مبدئية على الإنفاق والالتزامات الأساسية للبيت وأن تبادر بحركة معينة في المناسبة الخاصة تجاه زوجها شخصيًا مثل مناسبة ميلاده أو زواجهما وتقدم له هدايا بسيطة حتى يتعلم منها السخاء والعطاء وعدم البخل وأن تشجعه عند الزيارات العائلية وخصوصًا عند أقاربه بإحضار الهدايا البسيطة وهذا السلوك يشجعه إلى أبعد من ذلك فيما بعد.إنّ التغيير الكامل لن يتم ولكن هناك أملاً في حدود جزئية من قدرة الزوجة على التكيف والتعامل مع الزوج بشكل أفضل، من أجل سعادتهما معًا.... فهل أنت منهم؟!* داليا عدنان الصادق
"البُخل" يهدم البيت السعيد
أخبار متعلقة