ياتلفزيون عدن
[c1]* استغاثة لإنقاذ دماغ التلفزيون وقلبه النابض .. [/c]معروف ان الاعلام بفروعه (مقروء، مسموع،مرئي) يُعدّ ذاكرة وتاريخ امة ووطن وانطلاقاً من هذا المفهوم تولي محطات التلفزيون وشركات ومؤسسات الانتاج البرامجي والاخباري الحكومية والخاصة في جميع بلدان العالم عناية فائقة ومتعاظمة لمخزوناتها في مكتبات الاشرطة التلفزيونية باعتبارها -أي المكتبات-مركز الدماغ الذي يغذي بقية الاعضاء الاساسية في جسم التلفزيون بالطاقة والحيوية ويمنحها القدرة على الانطلاق والحركة والابداع فمن الصعب ان نتصور ونحلم بانتاج برامج تلفزيونية متميزة وغنية بعناصر التشويق والمتعة والفائدة المرجوة وتلبي ولو الحد الادنى من الاهداف والغايات المتوخاة منها في برامج وخطط السياسة الاعلامية للدولة بدون وجود المكتبة فهي المجمع الثقافي والاعلامي والمعرفي الواسع والكبير الذي يزود جميع الزملاء المبدعين بالمعلومات المصورة والمراجع والوثائق الاساسية والمواد اللازمة لهم عند تحضير واعداد الوجبات والاطباق الثقافية والفنية التلفزيونية وفي عصر ثورة الاتصالات والمعلوماتية شهدت تقنيات الاعلام المرئي تطوراً هائلاً ومذهلاً ،وتطور علم المكتبات التلفزيونية ( الموسوعة المعرفية الشاملة) وادخلت منظومة الكمبيوتر العلمية الحديثة وانتهت كافة اشكال واساليب العمل التقليدي العتيقة المتمثلة في (الدفاتر الورقية والسجلات والبطاقات المكدسة على الدواليب والمكاتب والطاولات ) وغدت اليوم ملفات اليكترونية ، وتقلصت متاعب وجهود البحث والتنقيب عن الاشرطة بين (اشلاف) وزوايا المكتبة ،فقد اصبح اليوم بمقدور أي زميل اعلامي العثور على طلباته من المواد البرامجية المصورة والمعلومات التي يحتاجها بكل سهولة ويسر من خلال الكبس على زر جهاز الكمبيوتر والدخول الى مختلف اقسام المكتبة واختيار الاشرطة التلفزيونية التي يرغب في مشاهدتها واستخدامها في اي برنامج في لحظات زمنية قصيرة جداً ودونما عناء أوجهد.إن مكتبة الاشرطة التلفزيونية تعتبر الشريان الرئيسي والحيوي والقلب النابض الذي يزود الشاشة الفضية للتلفزيون بعناصر ومقومات الحياة ويكسبها بريقاً ولمعاناً وتألقاً جماهيرياً إذا توافرت لها الشروط والمقاييس العلمية المهنية الحديثة والضرورية وإذا تعاملنا بوعي وادراك عميق مع مخزوناتها باعتبارها ثروة ينبغي صيانتها والحفاظ عليها فهي تاريخ الامة وسجل لمراحل تطورها الحضاري .. الاقتصادي والثقافي والسياسي والاجتماعي ..ان مشاعر الحزن والالم وحالات الاحباط التي تصيب جميع الزملاء الذين يرتادون مكتبة الاشرطة في تلفزيون عدن جراء الحالة والوضعية السيئة التي تعيشها اليوم خاصة وهم يشاهدون الاشرطة التلفزيونية مختلفة الانواع مبعثرة تفترش الارض اومتراكمة في وضعية عشوائية تشكو للناظرين يد الانسان الذي عبث باهمال مقصود او غير مقصود فيما تتكدس اكثر من عشرة آلاف شريط فيديو مقاس بوصتين (أبيض وأسود) من الجيل الأول من الأجيال المصنعة من اشرطة الفيديو وتعتبر محتوياتها ثروة ثقافية وفنية وتأريخية عظيمة وكنوز هائلة لاتقدر بثمن سواء تلك المواد المنتجة محلياً او تلك المستوردة والتي يمكنني الجزم قاطعاً ان معظم محطات التلفزيون العربية تفتقر لها ولا ابالغ اذا قلت حتى الشركات والمؤسسات المنتجة لتلك الاعمال الابداعية هي الاخرى لاتتوافر لديها نسخ منها.الى جانب عشرات الآلاف من الاشرطة الفلمية السينمائية مقاس 35 ملم و16 ملم ( الروائية والعلمية والتوجيهية والتعليمية والرياضية والترفيهية والغنائية) المتعددة الجنسيات .. ان كل هذه الكنوز الهائلة التي تتعرض للاهمال الجسيم والاندثار ولازالت حتى يومنا هذا حبيسة مخازن مغلقة ومهجورة منذ سنوات بين عوامل التعرية تغطيها كميات هائلة من الاتربة المتصلبة المتراكمة وانواع غريبة لاتحصى من الحشرات والحيوانات القارضة وبفعل ظروف الخزن السيئة وارتفاع درجة الحرارة تحللت واغلب تلك الاشرطة انبعثت منها روائح نتنة تصيب الانسان بامراض خطيرة تؤدي الى الوفاة .ربما يكون المبرر الرئيسي لدى القائمين والمسئولين عن المكتبة في تلفزيون عدن القناة الثانية في اسباب عدم الاستفادة من هذه الكنوز ربما يعود الى افتقار المحطة لجهاز عرض الفيديو للاشرطة فئة بوصتين والتي جرى ترحيل ونقل اغلبها الى القناة الفضائية في صنعاء ليتم نقلها هناك حيث تتوفر مثل هذه الاجهزة وبعد عملية فحصها وتسجيلها الى اشرطة الفيديو الحديثة نوع (بيتيكام) و(ديجيتال) تتم الاستفادة منها وعرضها في القناتين صنعاء وعدن.ولكن منذ ان تم ترحيل تلك الكميات الهائلة الى صنعاء لم تظهر حتى يومنا هذا ولايعرف مصيرها !!؟ وربما تعود الاسباب الاخرى لانعدام وسائل العمل الضرورية في تلفزيون عدن مثل آلات العرض السينمائية (بروجيكترز) واجهزة الفيديو نوع (يوماتيك) مقاس ثلاثة ارباع البوصة واجهزة اخرى.وحتى لانجافي الحقيقة ومن امانة الضمير الانساني والمهني اقولها بصراحة متناهية وصادقة ان المؤسسة العامة اليمنية للاذاعة والتلفزيون وعبر قياداتها المتعاقبة لم تقصر في تقديم الدعم المالي والتقني والهندسي لتلفزيون عدن ولازلت اتذكر متابعة الاستاذ القدير علي صالح الجمرة المدير العام للمؤسسة سابقاً وحرصه الشديد على رفد مكتبة التلفزيون منذ عام 1991م وتزويده بعشرة اجهزة تكييف وعشرة اجهزة كمبيوتر لتحسين الظروف المخزنية والعناية بمخزونات المكتبة من الاشرطة التلفزيونية ومنذ وصول تلك الاجهزة في تلك الفترة لا احد يعرف مصيرها سوى مدير الشئون المالية والادارية سابقاً والذي يعمل حالياً في الادارة العامة للبرامج !!؟؟ وبعد ذلك حرصت قيادة المؤسسة العامة اليمنية للاذاعة والتلفزيون على توفير دفعة اخرى من اجهزة الكمبيوتر وتم تشكيل لجنة لجرد وحصر مخزونات المكتبة عبر استمارات استبيانية دقيقة لخزنها في ملفات اليكترونية في اجهزة الكمبيوتر وبدأت اللجنة عملها بالفعل تحت اشراف وتدريب خبير من دولة عربية او فدته المؤسسة لهذا الغرض ولكن تم تعطيل وعرقلة عمل اللجنة من قبل بعض العناصر التي شككت في عمل واهداف تلك اللجنة التي كانت تسعى الى معرفة تفاصيل مخزونات مكتبة تلفزيون عدن وكذلك تفاصيل مخزونات مكتبة تلفزيون صنعاء وربطها عبر شبكة الكمبيوتر حتى يتسنى لاي زميل تلفزيوني في صنعاء اوفي عدن معرفة معلومات عن هذه المواد البرامجية وتلبية احتياجاته منها في لحظات عبر تبادلها بواسطة منظومة شبكة ( الميكروويف) ثم تواصل دعم واهتمام وعناية قيادة المؤسسة ممثلة بالاستاذ القدير والاعلامي التلفزيوني المخضرم احمد طاهر الشيعاني المدير العام للمؤسسة وقيادة القطاع الهندسي والارسالات ممثلة بالاستاذ المهندس محمد السمان عبر تزويد تلفزيون عدن باجهزة الفيديو نوع (يوماتيك) UMATIC-S وجهاز واحد بوصة للاستفادة منها في نقل المواد البرامجية المتنوعة الى اشرطة تلفزيونية من الجيل الرقمي الحديث نوع ( بتيكام) و( ديجيتال) (BETACAM-SP) (BETACAM-SX) وقبل الختام في هذا التناول الصحفي نوجه استغاثة عاجلة للاستاذ القدير حسن احمد اللوزي وزير الاعلام والذي ندرك جيداً انه يدرك تفاصيل كثيرة عن هذه القضية وليست غائبة عن ذهنه ولعلها تتصدر قائمة اولوياته القيادية الوطنية الرفيعة فهو خير من يشاطرني الرأي ان من لم يتعلم من دروس تاريخه ويستفيد منها لن يتعلم ابداً من حاضره ولن يستطيع ان يصنع مجداً ومستقبلاً مشرقاً ولنا تناول قادم حول المكتبة التلفزيونية في تلفزيون عدن .صحفي معد ومقدم برامج* معروف سالم بامرحولِEmail. bamarhol @ yahoo. com
غرفة التنفيد - تلفزيون - عدن في الوسط المرحوم المهندس ياسين مصرعي - مديرعام التنسيق والتنفيدوالمكتبات - وعلى يمينه الزميل المصور عزيز ربيع وعلى اليسار الزميله نبيله عون 1982م