اقواس
* نهلة عبداللهانفردت القنوات الفضائية بحضور واسع حول الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الجدل ومازال ساخناً ، واثار قضايا كثيرة كانت في منأى عن سين وجيم المخاوف الدولية . فمنذ اللحظات الاولى كان الموضوع اشبه بالعرض الخبري وكعادة الاعلام العربي الذي درجنا عليه يترك المواطن يلهث وراء الحقائق من دون فائدة ترجى ، ولهذا يتحول الى مجرد متلق لامشارك فاصبحنا كما يقول المثل العربي السائد . (لا بالشام عيدنا ولا بتدمر لحقنا العيد) وطبقاً للوعد الذي قطعته على نفسها اكتفت بعض المحطات كالعربية والجزيرة ، بتقديم شريط خبري متواصل على هامش الثورة العارمة عربياً واسلامياً والمتضررة من ممارسات الغرب وبعض الاجهزة السلطوية في بلادها . كما ركن الاعلام الاوروبي على حرية الرأي والتعبير وهي الاطار الديمقراطي لحماية الحريات الشخصية . والان نحن جميعاً نعيد المعزوفة في الوقت الذي يؤكد فيه الواقع، ان الحرية كمفهوم معدومة تماماً على سبيل المثال اوروبا بسبب تقدمها التكنلوجي تعاني من افتقارها للحرية على صعيد الممارسة ، ولذات السبب ايضاً الانسان المعاصر في الغرب تحديداً في حاجة الى ثورة روحية تنتزعه من حالته الجامدة حتى يمكنه ان يحس بانسانيته وباهمية حريته . وهذا الاعتراض العربي الاسلامي لايلغى ان يكون هذا التصرف الاوروبي محل نقد عندنا لاننا جوهريا نستطيع ممارسة النقد رغم قصور الديمقراطية ووجود بعض الحريات . وهذا مالايطمح به الاوروبي اما بالنسبة لهم اننا لانستطيع حتى الاقتراب من نقد العقل الديني ، نقول من هذا المنطلق ماذا تسمون اجتهادات الفقهاء على مدى تاريخنا الهجري الذي شهد تحولات اجتماعية تاريخية اخضعت كل شيء للعقل .على الاقل شرقنا ينعم بالحرية ولكن لعدم وجود قنوات جماهيرية تجعل من هذه الحقيقة مجرد نقطة في بحر رصيدها الواسع .