الشاعر ( عبدالله يوركي حلاق ) مسيحي الديانة من اصل عربي من ارض الشام صاحب (مجلة الضَّاد ) التي تأسست عام 1931م في مدينة حلب ومازالت مستمرة في الصدور من دون انقطاع وتعد منبراً للشعراء والادباء في الوطن العربي وبلاد والمهجر ، وللشاعر كتب عدة واربعة دواوين شعر وترك اكثر من عشرين مخطوطة تتولى الجهات الثقافية السورية اصدرها تباعاً . الشاعر عبدالله يوركي قضى عمره يباهي بالاسلام ويمتدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم معتزاً بانتمائه للعرب : ورغم انه حافظ على مسيحيته لم يمنعه تدينه المسيحي من اعتزازه الشديد بالاسلام واعجابه بالنبي عليه الصلاة والسلام .. حيث كان في احاديثه الاعلامية والصحفية والمناسبات الثقافية يتحدث بإسهاب فخراً واعتزازاً بالاسلام دينا انسانياً هدى البشرية الى النور الحب والعدل والسلام تجسد في حقائق ملموسة بإيجابية في سيرة الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم ورحمة ربي للعالمين منقذ البشرية من ضلال الجهالة ومخاطرها حيث تبتت هذه المعاني الانسانية ابتداء من الاهتمام بحقوق الانسان بغض النظر عن عقيدته اولونه اوجنسه اومركزه الاجتماعي . وقد كان الشاعر عبدالله يوركي شديد الحرص على قراءة القرآن الكريم يومياً كما جاء في مقال للكاتب السوري ( عبدالرحمان حمادي ) على لسان ابن الشاعر ويحرص على ان يسمع ابناؤه ترتيل القرآن ويتوقف بين الحين والآخر يشرح المعاني السامية في القرآن والبلاغة العظيمه في اياته .وقد عكس الشاعر اعجابه الشديد بالاسلام وبالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام في اشعاره الكثيرة طوال حياته ولعل اشهرها قصيدته التي القاها في مهرجان الشعر الدوري الثالث الذي اقيم في دمشق 32 ايلول 1691م وبلغ من شهرة هذه القصيدة التي سنورد بعض من ابياتها في سياق الموضوع ، ان ابياتاً منها تعتمد كزخرفة تزينية على جدران المساجد في مدينة حلب وغيرها من المدن السورية ، كما تقوم بتدريسها كمنهج مقرر في المدارس في حلب ابياتها التي تمتدح النبي صلى الله عليه وسلم :قبس من الصحراء شعشع نوره فجلا ظلام الجهل عن دنيا ومشى ومن ارداته عبق الهدى واريج فضل عطر الاكوانا بعث الشريعة من غياهب رمسها فرعى الحقوق وفتح الاذهانا مرحى لأمي يعلم سفره نبغاء يعرب حكمة وبيانامن ذايجاذبه الفخار وقد حمى أم اللغات وشرف العربانا وفي هذه القصيدة نجد اعتزاز الشاعر بعروبته كمسيحي من ارض العروبة وافتخاره بالانتماء ظهر فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيقول : إني مسيحي أجلَّ محمداً وأراه في سفر العلا عنوانا وأطاطيء الرأس الرفيع لذكر من صاغ الحديث وعلم القرآنا الشاعر يتباهي بالنبي الكريم ويتكرر هذا التباهي كثيراً في قصيدته ( حلاق ) مثل : ومحمد ألق النبوةفي الكتاب المنزل شرع الهداية شرعة مذكان لم يتبدل وهو مشعل الدين المخلدوهو نور المشعل وفي تقديسه للانجيل والقرآن على حد سواء يقول : انجلنا فادينا يعلمنا ان ننشر الافق لانعد على احد ومصحف هذب الدنيا ونورها * اليس فيه ضياء الواحد الاحد وفي افتخار بالعروبه يقول الشاعر : العرب اهلي وجد الجد غساني والضاد ام ونور الله قرآني وخلاصة القول .. ليس غريباً ولاعجيباً ان يمتدح الرسول شاعر اوكاتب من غير المسلمين وهو المؤهل بل اهلاً لذلك بثناء رب العباد الذي كرمه وشرح صدره ورفع ذكره وقال عنه وقوله الحق سبحانه وتعالى ( وانك لعلى خلق عظيم )، ولكن العجيب والمثير للغرابة والمؤسف ان لانقتدي عن المسلمين بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقد امرنا سبحانه وتعالى بذلك في قوله ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ).. حتى اصبح هذا حالنا تتكالب علينا الامم ( كما تتكالب الاكلة على قصعتها ) فهل الى عودة حقيقية لقراءة متأنية لسيرة النبي من وحي الميلاد الذي يعد حبه والاقتداء به والتباهي بشمائله وصفاته ونصرته حقاً وواجباً لايقبل المساومة .. ولزاماً علينا ان نتعرف على بعض اخلاق وصفات النبي صلى الله عليه وسلم ونتمسك بها عسى ان تشرق شمس الاخلاق في هذه الدنيا التي غابت عنها تلك الشمس سنوات طويلة . اسماء الحمزة محمد
|
ثقافة
شاعر مسيحي يمتدح النبي محمداً صلى الله عليه وسلم
أخبار متعلقة