عبد الرحمن نعمانقبل أيام اتصلت بي فتاة مجهولة، من إحدى كبائن الاتصالات في محافظة عدن.. وحسب قولها عبر أسلاك الهاتف أنها بكل سهولة تحصلت على رقم هاتفي من (الاستعلامات 118م) هكذا استهلت حديثها معي مع الإعتذار لي طبعاً. وحسب قولها أنها اختارتني لشرح قضيتها (تورطها) لأنني تربوي، عرفت ذلك من خلال بعض موضوعاتي، ولأنني في سن أبيها وربما تفهمت لحالتها وقدرتها، والأمر الثالث لأن لي حضوراً في الكتابات الصحافية، وأخيراً لأنها متأكدة من أن لي إمكانية شرح قضيتها بطريقة أو بأخرى وربما لأنها ستعمل - باتصالها - على إفراغ قلقها وتوجسها قبل أن تتطور حالتها بسبب ذلك إلى مرض نفسي. أما قضيتها فتتلخص في انتحال شخصية، أختها، التي نجحت في الحصول على عمل، في وقت كانت تستعد للسفر مع زوجها إلى خارج الوطن، ولم يعد للعمل حاجة بالنسبة لها.. وربما أنها غادرت الوطن قبل حصولها على العمل. وأمام حاجة الأخت (س) للعمل، وللحالة المعيشية التي تعاني منها الأسرة.. عملت المستحيل لتحل محل أختها، وهي اليوم تحمل اسم أختها المتزوجة غير الموجودة في الوطن، وأشاعت (س) بين زملاء العمل أن لديها أولاداً أيضاً.ظهر في حياتها فارس الأحلام، الذي أحبها وجعلها تبوح له بسرها، بعد أن أظهر لها نيته في الزواج منها.. والذي أوقعها في طرق عدة مازالت مع فارس أحلامها وأسرتيهما يحاولون الخروج من هذا المأزق. فإن تم عقد قرانها.. تصطدم بأي الشخصيتين تسجل الأسم؟؟ وإن وجدت حلاً لذلك.. فما موقف من عرفها متزوجة (في العمل) ألن يستغربوا شاباً يتزوج من متزوجة؟!.. وإن تزوجت ووافق الشاب - سراً به، دون إعلام زميلات العمل.. فهل سترضى أسرة الشاب بزواج أول أبنائها، هكذا سكاتي - ؟.. وبأي حال.. ماذا ستكون خاتمة الأطفال بعد عمر طويل فيما لو توفيت الفتاة.. وماذا سيكون الزوج بالنسبة لها عند الميراث.. أو حدث العكس وأصيب - لا قدر الله - الشاب بحادث، أو توفي بسبب حادث أو بعد عمر طويل. حتماً.. الأمر معقد.. وليس له إلا حل واحد، أن تقدر الجهات المعنية حالة هذه الفتاة وتعفو عن إرتكابها تهمة (إنتحال شخصية) خاصة وأن مثل هذا الموقف لن ينقذ الفتاة وحدها من التهمة فحسب، بل سيعمل على تأكيد مسألة الجانب الإنساني في القانون وعلى تكوين أسرة وإنقاذ مستقبلها من الضياع.. ترى ما الحل؟ أضع السؤال بعد وضع الحل الذي لا أدري السبيل الصح للوصول إليه.. آمل أن تكون هذه الفتاة قد وفقت في اختياري لمساعدتها التي لا أشك لحظة أنها قد أرهقت تفكيرها وأقلقت منامها، كما أرجو تجاوباً يشجع على طرح قضايا تجد حلولاً بفضل الصحافة.. ولا أرجو سوى الأجر من الله.. وأرى أن تبادر الفتاة إلى إدارتها وتضع قضيتها التي لا أعتقد أن عواقبها ستكون مثل عواقب من يكتشف أمره.. وأجزم.. إن إغراء (نهب) وظيفة وأن دافع الحاجة إلى وظيفة أقوى إغراءً ودافعاً من ملايين لو حانت فرصة نهبها.
سكاتي
أخبار متعلقة