صباح الخير
اكتسبت الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح إلى الولايات المتحدة أهمية بالغة وحظيت بمتابعة وزخم إعلامي واسع من وسائل الإعلام العربية والعالمية كونها جاءت في وقت تعيش المنطقة العربية مرحلة حرجة وظروف عصيبة تسيطر عليها الحروب والصراعات والخلافات والتباينات جعلت منها قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة .هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية كانت ضمن أولويات أجندة الرئيس في زيارته التي أقل ما يقال عنها نها ناجحة , حيث جدد فخامته مطالبته الرئيس / بوش في اللقاء الذي جمعهما بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض بضرورة تبني المبادرة العربية الخاصة بالسلام مع الكيان الصهيوني والتي تنص على إقامة دولتين مستقلتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان بسلام جنباً إلى جنب , مؤكداً أن رعايته لهذه المبادرة ببقية بنودها وإبصارها النور على أرض الواقع سيدخله التاريخ من أوسع أبوابه قبل مغادرته البيت الأبيض ومن شأنه أن يطفئ أكثر من (70%) من الحرائق المشتعلة في المنطقة .العراق – الصومال – السودان – لبنان ملفات ساخنة عرض فخامة الرئيس رؤية بلادنا حول الأحداث التي تشهدها هذه البلدان الشقيقة وحرص بلادنا على إحلال الأمن والاستقرار فيها وتجاوز الخلافات والشوائب العالقة فيها , مؤكداً أهمية الدور الذي من المؤمل أن تلعبه الإدارة الأمريكية لدعم مساعي السلام والاستقرار فيها دون المساس بسيادتها وحريتها وحقها في تقرير مصيرها واستقلاليتها ودعا فخامته الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في تعاملها مع سوريا الشقيقة , وحث على ضرورة الانفتاح الأمريكي عليها وتجنب سياسة عزلها لأن ذلك من شأنه تعثر الوصول إلى سلام آمن ودائم في المنطقة .على ذات الصعيد كان ملف المحادثات المتعلقة بالشؤون السياسية والاقتصادية وعلاقات الشراكة اليمنية الأمريكية حاضراً بقوة في هذه الزيارة , حيث جدد الرئيس القائد مطالبة بلادنا لواشنطن برفع اسم الشيخ / عبدالمجيد الزنداني من قائمة المطلوبين في قضايا الإرهاب وسرعة الإفراج عن الشيخ / محمد المؤيد ومرافقه / محمد زايد ومعهم بقية المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو وتسليمهم لبلادنا وهو موقف نبيل ليس بغريب على الرئيس الصالح الذي مافتئ يتابع عن كثب هذه القضية منذ الوهلة الأولى والتي جسدتها توجيهاته بتعيين محامين للدفاع عن المؤيد ومرافقه وبقية المعتقلين في جوانتانامو على ذمة قضايا الإرهاب انطلاقاً من إيمانه المطلق بعزة وكرامة المواطن اليمني وحرصه على أن تلعب الحكومة دورها المنوط بها لحمايته والدفاع عنه والانتصار لقضاياه ورفع الظلم عنه وحقها السيادي في محاسبة ومساءلة كل من تثبت إدانته أو تورطه في أي قضية ما وفقاً لما نص عليه الدستور والقانون اليمني .الهم الاقتصادي وعلاقات الشراكة اليمنية الأمريكية في هذا المجال حظيت باهتمام بارز من الجانبين , حيث ثمن فخامة الرئيس مواقف الإدارة الأمريكية تجاه بلادنا ودعم الحكومة الأمريكية لعملية التنمية والنهوض بالاقتصاد اليمني , ومن جانبه اشاد الرئيس / بوش بالجهود التي بذلتها بلادنا في عملية الإصلاحات الاقتصادية الشاملة وجدد التزام حكومته برفع سقف الدعم الذي تقدمه لبلادنا إلى نحو (254) مليون دولار .وفي الشأن السياسي بدا واضحاً وجلياً الإعجاب الأمريكي بالمناخات الديمقراطية المتاحة في بلادنا والتي عبر عنها الرئيس / بوش خلال لقائه بالرئيس وإشادته بالنجاح الكبير للانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة في بلادنا وكذا ارتياحه للتعاون الأمريكي اليمني في مجال مكافحة الإرهاب , مشيداً بالنتائج التي قطعتها بلادنا في هذا الجانب .هذه النتائج المثمرة التي خرجت بها زيارة الرئيس / علي عبدالله صالح للولايات المتحدة الأمريكية على الصعيدين العربي والمحلي من شأنها حلحلة المياه الراكدة في المنطقة العربية فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي والإسهام في سرعة إيجاد حلول عاجلة وناجعة للأوضاع في العراق والصومال والسودان ولبنان , كما أنها كفيلة بدفع العلاقات اليمنية الأمريكية نحو آفاق رحبة وواسعة من الشراكة الفاعلة والملموسة وتعزيز دعم الحكومة الأمريكية لخطط وبرامج التنمية المستدامة في اليمن والتي تعد الولايات المتحدة شريكاً رئيسياً وفاعلاً في هذا المجال .