إستطلاع / د. زينب حزام منذ قديم الزمان ادرك الانسان سر الاقمشة المطرزة بخيوط ملونة تبعث الفرحة والسعادة في نفسه ويتعدى هذا الشعور الانساني الى الحيوان الذي يستفيد الانسان من جلده على سبيل المثال يصنع الانسان من جلد النمر الحقائب والمعاطف والاحزمة والاحذية .. ومن هذا المنطلق اقيم في صنعاء بتاريخ 9 مارس 2006م معرض الدمى لأزياء الشعوب والذي استمر حتى 15 مارس الجاري وضم في هذا المعرض 200 دمية كل واحدة ترتدي زي شعبي لدولة معينة من القارات الثلاث اسيا وافريقيا واوربا كما تشارك دمى من بلادنا ترتدي الزي اليمني لمختلف المناطق اليمنية..[c1]أزياء روسيا[/c]تبين الدمى الروسية التي ترتدي الزي الشعبي الروسي والاكراني وازياء بعض دول القفقاز وصناعة النسيج في هذه الدول والتي تعد من اكبر الدول المنتجة للنسيج في العالم ،وترتدي الدمى زي هذه الدول على نسيج ابيض مطرز بالالوان الحريرية على شكل ورود وازهار دقيقة الصنع غالية الثمن وهذا يدل على ان الزي الروسي يتمتع بشهرة فائقة واقبالاً كبيراً عند جمهور المستهلك لهذه الازياء .تلبس الدمى الروسية في هذا المعرض اليمني الازياء الشعبية في العالم ،تلبس الدمى الروسية ملابس متنوعة منها الزي الروسي المصنوع من الحرير والقطن مطرز بخيوط من الذهب والفضة باشكال جميلة وصور ملفته للانظار ، وهذا اغلى المنسوجات الروسية المعروضة في المعرض ومالفت نظري عند زيارتي لهذا المعرض الرائع هي احد الدمى الروسية التي ترتدي زي روسي لقروية روسية كان ثوبها في غاية الجمال وحسن مظهر الدمى التي ترتديه وقد نالت اعجاب معظم رواد هذا المعرض حيث كان الزي الروسي يعود الى القرن السابع عشر ميلادي وهو من القطن المطرز بالخيوط الحريرية الدهبية وهو يمثل تطور الزي الروسي في هذا القرن.إن الزائر لمعرض الدمى للازياء الشعبية اول مايلفت نظره هو قسم الازياء الروسية المتنوع الدمى وملفت للانظار مما يدل على تطور المنسوجات الروسية القطنية بالذات وثياب الشتاء والصيف التي يرتديها الشعب الروسي، ومنه الشاش الروسي دقيق الصنع ناصع البياض خفيف الوزن يتحذون منه الملابس والطرحات الجميلة المطرزة التي تزين المرأة الروسية مقدمة رأسها وكأنها تاج مصنوع من القماش الملون ومن هذا النسيج الناعم الملمس يصنع الروس الازياء الشعبية المزينة بزخارف دقيقة والملونة بالخيوط الحريرية خاصة الازياء الاوكرانية وازياء دول القفقاز التي تشتهر بكثرة التطريز والزخارف والكتابات الزاهية وهي اجمل الاقمشة التي تصدر من هذه الدول.كما يجد الزائر لمعرض الدمى لازياء الشعوب دمى ترتدي ازياء شعبية لبعض الدول الاوربية المشاركة في المعرض وهي دمى ترتدي الازياء المصنوعة من الصوف وكل مايرتدي سكان هذه الدول ومما يجدر ذكره في هذا المعرض ازياء وفصالات جميلة حاكوا كل ما ابتكروه من ازياء شعوبهم وقدموه لهذا المعرض الرائع الذي اقيم في العاصمة التاريخية اليمنية صنعاء .[c1]الأزياء الشعبية اليمنية وصناعة التحف اليمنية[/c]كما يجد الزائر للمعرض الازياء الشعبية اليمنية ،وصناعة التحف المعدنية المطعمة بالذهب والفضة وزخارف ولوحات مطعمة بالذهب والفضة فتزيد في جمالها وبهائها مثل الخناجر اليمنية المشهودة في العالم والسيوف والاساور وتحف المنازل الذي اشتهر بها صناع اليمن ولم يكن صناع اليمن مقلدين لغيرهم بل انهم جمعوا بين ما ورثوه من العناصر الفنية الى ما تأثروا به من البلاد المجاورة وما اطلعوا عليه عن طريق التجارة التي كانوا يسلكونها وابتكروا كل مايتناسب مع عادتهم وتقاليدهم اليمنية ولا يتعارض مع دينهم الاسلامي حيث تاثرت صناعة المنسوجات بالتطريز الهندي نتيجة الهجرة بين الهند واليمن منذ مطلع القرن التاسع عشر لذا نجد بعض ملامح الزخرفة والتطريز الهندي دخلت في المنسوجات اليمنية بعد ان اجروا عليها عمليات الخزف والاضافة وحسن الاختيار فطبعوا الفن بطابع يلائم طبيعة اخلاقهم فكان فناً جميلاً فائقاً بذاته وهذا ما نلاحظه في دمى الازياء الشعبية العدنية ممثلاً بالزي النسائي (الدرع) وطرحة الرأس (المقرمة) التي ترتديها المرأة العدنية فوق رأسها.كما يجد زائر معرض الدمى للازياء الشعبية دمى ترتدي ملابس صنعانية وحضرمية ومن شبوة،اضافة الى تحف بحرية وتحف بخيوط مختلفة جميلة وصور تمثل مظاهر الحياة والترف في القصور اليمنية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ومجالس الطرب والانس ومناظر الصيد والقنص وبعض الحيوانات البحرية المحنطة والطيور الاليفة التي اشتهرت بها اليمن وزخارف هندسية ونباتية..كما يجد الزائر للمعرض عدداً من التحف والاواني المزخرفة تعود للدول المشاركة من قارة آسيا وافريقيا واوربا مطعمة بالذهب والفضة وتفوقوا في صناعتها وتعود الى عادات وتقاليد هذه الدول المشاركة في المعرض وقد ابدع الفنانون في زخرفة هذه التحف والتماثيل المعروضة والتحف المزخرفة المصنوعة من المعدن والخشب.ان زائر معرض الدمى للازياء الشعبية يجد دقة الصناعة للمنسوجات والتحف والادوات المنزلية اضافة الى دقة الصناعة ،وجمال النقش وتناسق الزخارف والكتابات وفن التصوير وقد نال المعرض اعجاب جمهور الزوار من الاجانب للدول المشاركة والاشقاء العرب وزوار من اليمنيين المحببين لهذه المعارض الفنية.