الصديق والشاعر العربي الكبير قاسم حداد يتعرض هذه الأيام لحملة تكفير ظالمة ونحن لسنا معه ولا ندافع عنه هنا. كما أننا لسنا ضد تكفير الشعراء والأدباء والمثقفين في هذا القطر العربي أو ذاك. ذلك لأن التكفير أصبح ظاهرة فكرية عربية وربما كان هو الظاهرة الفكرية الوحيدة التي أثبتت وجودها وأثبتت أمتنا العربية من خلالها أنها أمة حية تؤمن بحرية التكفير ولا تقمع المُكفرين أو تصادر حريتهم ولكن فقط، وحتى لا نترك الحبل على الغارب ونخلط الحابل بالنابل، ويختلط المكفرون الحقيقيون والجادون بالمكفرين المزيفين والمُدّعين ويغدو التكفير ملاذاً لكل المتنطعين والفاشلين والباحثين عن الشهرة ونشاطاً عشوائياً تطوعياً يقوم به أفراد يجهلون علم التكفير وأصوله ولا يخافون الله ولا رسوله.فإني أقترح تشكيل مجلس عربي للتكفير تعطى له كافة الصلاحيات، وتخصص له الاعتمادات الكافية، وتناط به وحدة مسؤولية تكفير الشعراء والأدباء والمثقفين والمفكرين العرب. بحيث يكون من مهام هذا المجلس وضع خطة تكفيرية استراتيجية لخمس سنوات، ووضع كشوفات بأسماء من يستحق التكفير منهم بحيث يتم الإعلان عن أسماء المُكفَّرين في نهاية كل عام، وذكر الحيثيات والأسباب التي قام عليها تكفير هذا الأديب أو ذاك المثقف. وتحديد أسماء كتبه ومؤلفاته التي يجب أن تصادر أو تحرق. وأحسب أن هذا الاقتراح لو تم تنفيذه والعمل به سيحدّ من عشوائية التكفير وسيقطع الطريق على هؤلاء المُكفّرين الذين ينتمون إلى مدرسة «التكفير من أجل التكفير» وإلى مدرسة «الإرهاب من أجل الإرهاب».ولأن التكفير هو بوابة الإرهاب، لأن الذي يُكفر اليوم أديباً ويُرهب مثقفاً سيكفر غداً دولة ويرهب شعباً بكامله فإن من الصالح التدخل وتنظيم عملية التكفير، طالما أننا أمة تخاف الفكر وتخشي من حرية التفكير.
مجرد اقتراح
أخبار متعلقة