واشنطن/ بغداد/ وكالات:قال النائب عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (أكبر تشكيل سياسي في الائتلاف الشيعي الحاكم ويتزعمه عبد العزيز الحكيم) عباس البياتي أمس الجمعة إن بعثيين سابقين سيشاركون في مؤتمر المصالحة الذي يعقد اليوم السبت في بغداد. في حين، قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إن الولايات المتحدة يجب ألا تنسحب من العراق قبل إصلاح قوات الأمن العراقية التي اخترقتها ميليشيات طائفية بدرجة كبيرة. وأوضح البياتي أن المؤتمر سيبحث إعادة عشرات الآلاف من الذين شملهم قانون اجتثاث البعث إلى وظائفهم. وقال إن "البعث كحزب محظور بموجب البند السابع من الدستور ولكن البعثيين كأفراد سيكون لهم حضور في المؤتمر". واضاف "سيستمع المؤتمر الى رأي وموقف البعثيين السابقين وعليه فإنه سيوسع من دائرة المصالحة لتشمل ضباطا من الجيش العراقي السابق".وأوضح البياتي أن المؤتمر "سيحصر دائرة المشمولين باجتثاث البعث بحدود الفي شخص اما باقي البعثيين السابقين فإن هناك توجها حكوميا للتعامل معهم أما بشمولهم بالتقاعد او ارجاعهم الى وظائفهم" ما لم يكونوا متهمين في جرائم حق عام.يذكر ان عشرات الآلاف من البعثيين السابقين استبعدوا من الجيش العراقي ومن الوظائف العامة بموجب قانون اجتثاث البعث في اعقاب سقوط نظام صدام حسين عام 2003م. من جانبه انتقد الهاشمي حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش لحلها الجيش العراقي وقوات الأمن الأُخرى في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003م الذي أطاح بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. وذكر الهاشمي أنه والرئيس بوش ناقشا فكرة تشكيل ائتلاف سياسي قادر على إنهاء العنف الطائفي بصورة أفضل من حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال في كلمة ألقاها في مركز للأبحاث في واشنطن الخميس "من الواضح أن على الإدارة الأمريكية وضع جدول زمني.. منظم للانسحاب. أي جدول زمني ينبغي أن يرتبط بجهود جادة لإصلاح الجيش وقوات الأمن العراقية". وأضاف أنه إذا انسحبت الولايات المتحدة دون بذل هذا الجهد "فستصعد الميليشيات وقوات الحكومة التي اخترقتها الميليشيات مذابحها التي تستهدف الأبرياء. سيكون هناك فراغ أمني. وهذا لن يؤدي إلى الاستقرار بل إلى مزيد من الفوضى". وتابع "الولايات المتحدة عليها واجب إصلاح قوات الحكومة العراقية لأن قوات الولايات المتحدة هي التي أخطأت بحل الجيش وقوات الأمن العراقية السابقة.. ولذا فهناك نوع من الالتزام.. وسببت هذا الفراغ الأمني الذي تملأه حاليا... الميليشيات الطائفية والإرهابيون وعصابات الجريمة المنظمة". وقال الهاشمي إنه وبوش ناقشا فكرة "الخطة ب" وهي تشكيل ائتلاف سياسي جديد يضم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وهو شيعي والحزب الإسلامي وهو أكبر تجمع للسنة في البرلمان وحزبين كرديين وذلك لمحاولة الحد من العنف، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية "شين ماكورماك" قال إن الفكرة عرضها عراقيون ولهم أن يبتوا فيها.في سياق اخر قالت الشرطة العراقية إن سيارتين ملغومتين انفجرتا أمس الجمعة خارج قاعدتين أمريكيتين في وسط الرمادي عاصمة محافظة الأنبار المضطربة.وقال النقيب أحمد علي إنه لم يسمع بسقوط جرحى. واضاف أن مهاجما يقود شاحنة اقتحم بوابة مبنى حكومي سابق يضم حاليا القوات الامريكية. وهاجم آخر يقود سيارة قاعدة أمريكية في ناد سابق لكرة القدم.وقال الجيش الامريكي إنه يتحقق من التقرير.وتكافح القوات الامريكية لاحتواء العنف في الرمادي واستعادة المدينة من المقاتلين السنة.. ووقعت أغلب وفيات الجنود الامريكيين في محافظة الأنبار معقل المقاتلين.وقال علي إن التفجيرين أعقبا اشتباكات بين القوات الامريكية ومسلحين في وسط الرمادي في وقت سابق أمس الجمعة.وقال أحد السكان طلب عدم نشر اسمه إن القوات الامريكية أغلقت منطقة الصوفية في غرب المدينة بعد أن تعرضت تعزيزات أمريكية لهجوم بقنبلة على جانب طريق. ولم يتسن على الفور تأكيد التقرير. إلى ذلك قالت الشرطة العراقية: إن المسلحين الذي اختطفوا عشرات المدنيين من منطقة السنك وسط بغداد، أََفرجوا عن خمسة وعشرين شخصاًَ منهم، بينما لايزال مصير بقية المختطفين مجهولا.وكان مسلحون يرتدون زي الشرطة ويستقلون سيارات قوى الأمن قد نفذوا صباح الخميس عملية خطف جماعي جديدة وسط بغداد. وأفادت مصادر أمنية أن المهاجمين جالوا على مالكي المحال وزبائنهم في منطقة السنك المكتظة، واصطحبوا نحو خمسين شخصا في عشر سيارات إلى جهة مجهولة.وفي حين يتحدث الأميركيون ان زيادة قواتهم في العراق كشفت صحيفة التايمز البريطانية أن وزارة الدفاع أعدت خططاً لسحب آلاف الجنود البريطانيين من العراق مطلع العام المقبل بعد أن أجرت تقييماً جديداً بشأن تسليم مدينة البصرة إلى قوات الأمن العراقية.وقالت الصحيفة إن حكومة توني بلير ستعلن الشهر المقبل إن القوات البريطانية ستنسحب من العراق بسرعة أكبر من انسحاب القوات الأميركية من بغداد.ويأتي ذلك إثر الضغوط المتزايدة على حكومة بلير من قبل النواب من جميع الأحزاب السياسية لفتح نقاش برلماني كامل حول العراق.ومع استمرار عنف العراق دعا جنرال أميركي رفيع إلى "تغيير أسلوب سير الأمور في بغداد"، معتبرا أن هناك كثيرا من أعمال القتل الطائفي في بغداد.وقال الجنرال ريموند أوديرنو خلال حفل توليه المسؤولية رسميا على العمليات اليومية للقوات الأميركية في العراق، "يتعين أن تكون هناك سياسة بخصوص ماذا سنفعل بشأن المليشيات، كيف يمكننا توفيق وضعها في القوات المسلحة العراقية أو في وحدات أخرى.. يجب على الحكومة العراقية أن تتخذ قرارا".وفي هذا السياق أيضا دعا وفد رفيع المستوى من الكونغرس الأميركي يزور العراق، إلى زيادة كبيرة في عدد القوات الأميركية من أجل إعادة الاستقرار إلى هذا البلد.وقال السسيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا جون ماكين إن "الوضع خطير جدا وبحاجة إلى زيادة كبيرة في عدد القوات من أجل السيطرة على الأوضاع والسماح باستمرار العملية السياسية".. وأضاف "نحن في طريق صعب.. ليست لدينا خيارات جيدة ونحتاج إلى إعادة السيطرة على الأوضاع المتردية حاليا".ويضم الوفد خمسة أشخاص بينهم السسيناتور المستقل جوزف ليبرمان الذي أيد الدعوة إلى زيادة عدد القوات أيضا. كما يدعم السسيناتور الجمهوري عن ولاية كارولاينا الجنوبية ليندسي غراهام فكرة ماكين.