طبيبة تشرح لنساء مشاكل الحمل والولادة
إعداد / وهيبة العريقيتتعرض كثير من النساء في العالم للوفاة كل يوم نتيجة لظروف ومشاكل تتعلق بالحمل والولادة وعلى هذا الأساس جاء الاهتمام بتعريف الأمومة المأمونة على أنها تمكين المرأة من الحمل والإنجاب في ظروف صحية من دون حدوث مضاعفات مرضية تؤثر على الأم والجنين وتؤدي إلى وفاة أحدهما أو كليهما،فالحمل والولادة حدثان في حياة المرأة يحاطان بآمال كبيرة،حدثان قد يشوبهما الخوف وتتهددهما معاناة تفضي ربما إلى الوفاة عندما لا يجدان اهتماماً ولا يحاطان بالرعاية اللازمة.ومن الخطأ وصف الحمل بالمرض،إنما هو عملية فسيولوجية طبيعية قد ترافقها أخطار معينة تتهدد الصحة وربما تهدد حياة المرأة والجنين الذي تحمله أو الوليد الذي تلده.فكثيراً ما تقضي المرأة نحبها أثناء حملها أو عندما تلد أو بعد الولادة،وهذا بمثابة كارثة ضخمة واسعة الأبعاد بالنسبة لأسرتها،خصوصاً لأطفالها الصغار الذين يفقدون برحليها الحنان والرعاية الكاملة،ويتعرضون لعوامل سلبية يكون لها بالغ الأثر على صحتهم الجسمية والنفسية والاجتماعية والتعليمية والمهنية مستقبلاً،وهو أيضاً بمثابة كارثة حقيقة للمجتمع الذي يفقد بوفاتها عنصراً مهماً وبناءً.وما وفاتها سواء أثناء الحمل أو عند الولادة أو عقبهما إلا دلالة على تقصير الأسرة والمجتمع في حقها لعدم إحاطتها وحفها بالرعاية الصحية والاجتماعية التي تستحقها من خلال العناية بالمرأة عموماًَ،ورعايتها جيداً وتجنبها القيام بأعمال مرهقة أو شاقة مهما بدت في نظرنا عادية،والحرص على أن تتم ولادتها تحت إشراف قابلة مدربة أو طبيبة متمرسة.إن العناية بالحوامل عموماً والحرص على زيارتهن للمرفق الصحي بشكل دوري من بداية الحمل جانب أساسي يمكن من تشخيص الحالات الخطرة ومنع أية مضاعفات مرضية تطرأ محتملة أو غير محتملة.[c1]عوامل وأسباب[/c]هناك عدة عوامل تؤدي إلى ارتفاع معدل وفيات الأمهات أهمها:- النزف الدموي.- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.- عدوى الأمراض.- الإجهاض غير المأمون.- فرط ضغط الدم.- تعسر الولادة.إلى ذلك يزداد احتمال التعرض للوفاة بالنسبة للأمهات اللواتي يعانين من الإصابة بعدوى أمراض،كالملاريا،السل،الإيدز،وجراء تعرضهن لمضاعفات سوء التغذية وفقر الدم،كذلك عند الحمل في سن مبكرة،ولدى الولادة مراراً.وتكمن أشد الأخطار التي تهدد بقاء الأطفال حديثي الولادة (يوم واحد- 28يوماً) على قيد الحياة في الحالات المرضية في الفترة المحيطة بالولادة،مثل انخفاض الوزن عند الولادة،أسلوب أو طريقة الإرضاع،الاختناق عند الولادة،فضلاً عن حالات العدوى الشديدة،كالالتهاب الرئوي،التهاب السحايا،الكزاز.[c1]عناصر الأمومة الآمنة[/c]هناك عدة عناصر إذا التزمنا بها ضمنا أمومة آمنة من دون حدوث وفيات هي:- الرعاية الكاملة للأم أثناء الحمل. - المتابعة الدورية للمرفق الصحي على أن تتم الولادة في المرفق الصحي وتحت إشراف قابلة مؤهلة ومدربة.- العناية بالوليد.- العناية بالأم والوليد في فترة مابعد الولادة.- الاهتمام بالفتاة من صغرها حتى بلوغها سن الزواج.- توفر الطوارئ التوليدية الأساسية الشاملة في المجتمع.وتشكل المضاعفات والانتكاسات وكذا الأمراض التي يمكن أن تتعرض لها الأم أثناء الحمل أو عند الولادة أو في فترة ما بعد الولادة عوامل مساعدة لارتفاع نسبة وفيات الأمهات،وأبرز ما يقود إلى ذلك السلوك الإنجابي غير المنظم كالحمل المبكر قبل (18سنة) والحمل المتأخر ما بعد سن الأربعين والولادة بفترات قصيرة بين حمل وآخر.فالحمل قبل سن (18سنة) محفوف بالمخاطر بسبب عدم اكتمال نمو عظام الحوض عند الفتاة وعدم تهيئها جسمياً ونفسياً للولادة،من شأنه أن يعرضها لمشاكل صحية ومضاعفات جمة قد ينتج عنها:- ولادة مبكرة قبل أوانها.- تعسر الولادة.- ولادة أطفال ناقصي الوزن (خدج).- موت الجنين.كما يزداد الخطر المترتب عن الحمل لدى المرأة بعد بلوغها الأربعين،فمعه تنهك الأم صحياً وجسدياً وفي ذات الوقت تفقد مرونة القدرة على الحمل والولادة إذا ما قيست بكفاءة من هن أصغر سناً وما يترتب عليه أحياناً من نتائج خطيرة ومضاعفات مثل:- هشاشة العظام.- تعسر الولادة.- وضع غير طبيعي للجنين.- انفجار الرحم.- ولادة أطفال ناقصي الوزن.- تشوه الجنين أو موته.[c1]عوامل الخطورة[/c]ثمة عوامل للحمل والولادة تنذر بالخطر ويجب التنبه إليها لتلافي وقوع مضاعفات يمكن أن تعرض الأم وجنينها للخطر من مثل:- ولادة متعسرة قد تحتاج لإجراء عملية قيصرية.- ولادة سابقة لطفل ميت.- كثرة وتقارب الولادات.- حدوث النزف أثناء الحمل والولادة. أو ما بعد الولادة.- ظهور بعض المضاعفات أثناء الحمل،كالصداع الشديد،ألم في البطن،حدوث تشنجات،تورم الوجه والأطراف،زغللة العنين،الانفجار المبكر لجيب المياه.ارتفاع ضغط الدم فهذه العلامات التي تنذر بالخطر أثناء الحمل وتستدعي نقل الحامل فوراً إلى المرفق الصحي.[c1]تحقيق أمومة مأمونة[/c]ستتحقق الأمومة المأمونة إذا اتبعنا:رعاية الفتاة ابتداء من مرحلة الطفولة،فإذا افتقرت إلى التغذية الجيدة في الصغر وإلى النشأة الصحية،فستصبح في الكبر أكثر عرضة لمضاعفات الحمل والأمراض المهددة للأمومة.العناية بالحامل طوال مدة حملها ثم عند ولادتها وبعد الولادة.الرعاية عند الوضع وبعد الوضع.[c1]تحسين الأوضاع[/c]من الإجراءات والتدابير التي تحسن وضع الأمومة المأمونة:- المباعدة بين الولادات بحيث تكون المدة بين الولادتين سنتين أو ثلاث سنوات.- إرضاع الطفل من ثدي أمه بعد الولادة مباشرة حتى الستة الأشهر الأولى من عمره (رضاعة خالصة) وبعدها تضاف للطفل الرضيع الأغذية التكميلية إلى جانب الرضاعة الطبيعية حتى بلوغه عامين من عمره.- تنظيم الحمل،لأن تكرار الحمل والولادات والتقارب بينها يرهق المرأة جسدياً وصحياً ويزيد من خطر تعرضها لأمراض الأمومة والوفاة.ضرورة حصول الأم على تغذية جيدة تكفل لها توفير ما يكفي رضيعها من لبن.ختاماً..رعاية الحمل والولادة أمر ضروري ومهم حتى وإن كانت المرأة لا تشكو من أي أمراض،وزيارة المرفق الصحي بانتظام لإجراء الفحوصات الدورية على الأقل أربع مرات خلال الحمل يساعد على ضمان ولادة آمنة وطفل سليم.