وثيقة «سقوط غرناطة»
لندن/صحف/:كشف الدكتور خوسيه غوميث سولينيو في المؤتمر الثامن عشر للغة والادب والمجتمع الاسباني الذي اختتم اخيرا في مدينة مالقة، جنوب اسبانيا، عن عثوره على وثيقة انجليزية تؤكد ان سقوط غرناطة الإسلامية والحصار الذي عانت منه المدينة «كان أكثر شراسة مما هو معروف حتى الآن».ومؤلف وثيقة «سقوط غرناطة» - بحسب جريدة الشرق الأوسط- شخص انجليزي متخصص بقوانين الكنيسة ويدعى ويليام ويدمونهام، وكان احد المدعوين لحضور الصلاة والاحتفال في كنيسة سان بابلو بمناسبة سقوط غرناطة الإسلامية.وتتحدث الوثيقة عن حجم الأسلحة التي كانت بحوزة الغرناطيين ومدى الترف والأبهة التي تميزت بها القصور الغرناطية والبلاط الملكي، واثر الحصار الذي فرضته القوات الاسبانية على أهالي مدينة غرناطة، حتى اضطرهم الى أكل الكلاب والقطط، ويخلص الى ان العرب دفعوا ثمنا باهظا للغاية بسقوط آخر جوهرة لهم في أوروبا.ويذكر المؤلف ان عدد القوات التي حاصرت غرناطة كان اكبر بكثير من عدد القوات الغرناطية، مخالفا بذلك الرواية المتواترة من أن جيش غرناطة كان كبيرا، وتضيف الوثيقة إن «أهالي غرناطة مروا بمعاناة قاسية خلال أعوام الحصار، وقامت القوات الاسبانية بتحطيم وحرق الحقول المجاورة للمدينة، ما تسبب في مجاعة رهيبة بين سكان غرناطة، ولهذا السبب اكلوا الخيول والكلاب والقطط».وتتعرض الوثيقة أيضا للكنوز الهائلة التي حصل عليها الأسبان بعد الفتح «ففي مسجد غرناطة كان هناك 300 مصباح من الذهب والفضة.. وعثر ملك اسبانيا على كميات هائلة من الذهب وبها بنى الكنيسة مكان المسجد».ويذكر المؤلف الانجليزي ان «الملك فرناندو لم يسمح للمسلمين إلاّ بما يستطيع كل واحد منهم ان يحمله على ظهره من حاجات، ما عدا الذهب والفضة والسلاح»، ولهذا فان الجيش الاسباني وجد عند دخوله المدينة الآلاف من الأسلحة من سيوف ودروع ومناجيق.ويشير الدكتور غوميث سولينيو الى ان الوثيقة تذكر ان افتتاح غرناطة تم عام 1491، والصحيح هو 1492، والسبب هو ان السنة الجديدة لدى الانجليز كانت تبدأ في 25 مارس (آذار) وليس الاول من شهر يناير (كانون الثاني).ويختتم الدكتور غوميث سولينيو بحثه حول تبعات سقوط غرناطة فيقول ان انهيار الحكم العربي في هذه المدينة كان له صدى كبير وواسع جدا ليس فقط في اسبانيا وانما في كل اوروبا، فأقيمت الصلوات في العديد من المناطق.