صنعاء/ سبأ: ناشد رئيس الهيئة الإسلامية العُليا بالقدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ الدكتور عكرمة صبري العرب والمسلمين لإنقاذ المسجد الأقصى وتخليصه من الأسر، وشد أزر المرابطين في أرض الإسراء والمعراج مدينة القدس أرض المحشر والمنشر. وقال الشيخ الدكتور عكرمة صبري أمس في خطبتي صلاة الجمعة بجامع الصالح بصنعاء « أيها المصلون أيها الأحبة جئناكم من فلسطين المباركة من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي يشد اليها الرحال، أتيناكم لننقل لكم تحيات اخوانكم الركع السجود إلى اخوانهم في اليمن الشقيق في اليمن السعيد في اليمن الحكيم. وتابع « أتيناكم لنصلي معاً في مسجد الصالح الذي هو معلم من المعالم الإسلامية ورمز من رموز الإسلام في العالم الإسلامي كله فجزى الله خيرا من بنى هذا المسجد ومن ساهم في تصميمه وفي خدمته». وتناول شيخ الاقصى الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى والقدس والأخطار التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والتي كان آخرها الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى والتي أدت الى انهيار جزء من جدار السور المتاخم لبلدة سلوان. وأكد فضيلته أهمية الوحدة لما تمثله من قوة امتثالاً لقوله تعالى في سورة الأنبياء (ان هذه أمتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون),وقوله عز وجل في سورة المؤمنون (وإن هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون) بالإضافة الى عشرات الآيات الكريمة التي تدعو الى وحدة الصف ونبذ الخلاف والنزاع والشقاق، فضلاً عن تأكيد رسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم على الوحدة وحقن الدماء وتحريم سفك الدماء .. مبيناً ان الرسول صلى الله عليه وسلم عليه وسلم أول من وحد العرب وكانت بداية الوحدة في المؤاخاة بين المهاجرين والانصار، وكانت المؤاخاة هي التي قامت عليها دولة الإسلام وأصبح المجتمع بها صلبا حتى انطلق الاسلام ليس الى سائر الجزيرة العربية فقط بل الى اقطار العالم كله .
جانب من المصلين في مسجد الصالح
كما أكد أهمية عودة المسلمين الى دينهم العظيم ليعيدوا اللحمة ولتقوم وحدتهم على تقوى الله سبحانه لان في الشتات والتفرق ضعف واذلال حيث يقول سبحانه وتعالى (واطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين). وحذر فضيلته من الخلاف بين المسلمين ,مستشهدا بحديث النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المؤمنون وفي رواية الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُرَدُّ عَلَى أَقْصَاهُمْ .. مبينا أن المسلم اذا اعطى وعدا وعهدا لغير المسلم فعليه احترام هذا العهد وهذا كناية عن ان موقف المسلمين ينبغي ان يكون موقفا واحد لامتضاربا ولا مختلفا . واستغرب الشيخ عكرمة من عدم وجود اتحاد بين الدول الاسلامية كحد ادنى كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي، وقال: «أيها المسلمون نحن كنا ولازلنا دعاة وحدة هذا ما يأمرنا به ديننا الإسلامي العظيم ونحن ندعو الله عز وجل ان يمن على اليمن بالأمن والأمان ويحفظ وحدتها، كما ندعو للأقطار الإسلامية الاخرى في السودان وأفغانستان وباكستان والصومال بوحدة الصف والكلمة. وأضاف « نحن احرى بالوحدة فعقيدتنا واحدة وقبلتنا واحدة وديننا واحد قرآننا واحد ورسولنا واحد فنحن احرى من غيرنا من الشعوب والأمم الأخرى بالاتحاد وأحرى بالوحدة. وتطرق الشيخ صبري إلى الأهمية والمكانة التي يحتلها المسجد الأقصى وخصوصيته الدينية ، يقول عز وجل في سورة الاسراء (سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الي المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير).. مشيراً إلى دلالة بدء سورة الاسراء بلفظ «سبحان» وتفردها بذلك بان الله سبحان وتعالى قادر على احداث معجزة فريدة وهي معجزة الاسراء والمعراج التي ربطت المسجد الاقصى بالمسجد الحرام وبالمسجد النبوي وربطت مدينة القدس بمكة المكرمة والمدينة المنورة فهذه المساجد الثلاثة وهذه المدن الثلاث أمانة في أعناق المسلمين. وأضاف « إن وجودنا في ارض فلسطين وجود إيماني لنا جذورنا بقرار من رب العالمين وقد دخلت مدينة القدس سياسيا من خلال العهدة العمرية التي سطرها عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاهل بيت المقدس، الذي كان يدعو الله ان يفتح بيت المقدس على يديه فاجابه الله واستجاب لدعائه فأتى عمر ودخل بيت المقدس مشيا على الاقدام و لم يدخلها بطائرة ولا بدبابة ولا بمصفحة، دخلها آمننا مطمئنا.