الإرهاب.. هذا الوباء اللعين الذي يعصف بالعالم من أقصاه إلى أقصاه مهدداً أمن واستقرار شعوب العالم ومحدثاً شرخاً عميقاً في علاقاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.ويعلم الجميع أنه لا يوجد تعريف محدد للإرهاب ونتاج طبيعي للبلطجة السياسية والإفراط غير المبرر في استخدام القوة لحل المشاكل السياسية العالقة منذ عقود وجوهرها الصراع العربي الإسرائيلي والسياسة غير العادلة تجاه العرب والمسلمين في هذا الاتجاه بالذات.ولا أجافي الحقيقة إذا حملت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتنظيم القاعدة مسؤولية تنامي الإرهاب في العالم لأنهم فضلوا القوة المفرطة والغطرسة وسفك الدماء وكل منهم يغني عن ليلاه أحدهم يقتل باسم الديمقراطية والحرية والآخر يدعي أحقيته لأرض هي ملك شعب عظيم وجبار، والأخير أي القاعدة يقتل باسم الجهاد في سبيل الله والله منهم براءة ولله المستعان على ما يفعلون من جرائم في حق الإسلام والإنسانية.هذه الاتجاهات الثلاثة مسؤولة مسؤولية مباشرة على تصاعد حدة الإرهاب في العالم ابتداءاً من العصابات اليهودية التي قتلت وشردت الملايين من العرب والفلسطينيين وانتهاءاً بجرائم برجي التجارة العالمية واحتلال أفغانستان والعراق وتهديد سيادة شعوب منطقة الشرق الأوسط والاستمرار في ذلك من خلال التلويح المستمر باستخدام القوة.هذا الجنون والتخبط والتلويح الدائم بالقوة سبب رئيسي في نمو الإرهاب وانتشاره في العالم فالقوة لا يمكن أن تكون حلاً سليماً لقلع الإرهاب من جذور الإنسانية إلا في عقول الحمقى أو لغرض في نفس يعقوب (ثروات الشعوب) فالقوة تخلق المقاومة (صراع مسلح) وهذا هو المناخ الصحي لتكاثر فيروسات الإرهاب فهي تدخل إلى ساحة الصراع وتنشر المرض (الإرهاب) وقلت مرضاً لأنها مساحة وباء قاتل لا تملك حتى تمثيل المقاومة في وقت يتعرض فيه العراق والمسلمون لغزو أجنبي يهدف إلى ضرب الإنسان العراقي المسلم أرضاً وتاريخاً وديناً وكرامةً وكبرياءاً.. وماذا بعد أن ينتزع من شعب عظيم كعراقنا الحبيب كبرياؤه.إذاً منطقياً علينا جميعاً أن نعترف بأن القوة لا يمكن أن تكون حلاً لإنهاء الإرهاب في العالم وعلى كل الأطراف الاقتناع بضرورة العودة إلى عملية السلام ووقف العنف بكل مسمياته وأشكاله وأساليبه الدموية الخارجة عن كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والاقتتال لصوت العقل والمنطق والضمير من خلال العودة لقرارات الشرعية الدولية ومحكمتها الدولية وإنهاء الاحتلال الأمريكية للأراضي العراقية فوراً واعتراف المجرمين بجرائمهم التي ارتكبوها هنا وهناك وأولها جريمة الـ 11 من سبتمبر الدموية في نيويورك وواشنطن والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء وهي بحق أبشع جرائم العصر الراهن ورغم ذلك لابد من محاكمة قادة القاعدة وطالبان الأفغانية محاكمة دولية عادلة وفق نصوص القانون الدولي الذي ينظم العلاقات السياسية بين كل الدول والخروج سريعاً من المساحة التي احتكمت فيها أطراف الصراع إلى قانون الغاب.لابد أن تلعب كل المنظمات الدولية دورها الحضاري والإنساني لتعزيز مفهوم القانون العادل بين كل الشعوب كل من موقعه ولتمتين الروابط الإنسانية نحو عالم يسوده العدل والحرية والسلام.. السلام الحقيقي والعادل الذي يعيد الحقوق المغتصبة لكل شعب وفق القانون والشرع الإنساني إنقاذاً للبشرية والقيم الدينية والإنسانية النبيلة وللأسف الشديد إن نار هذه المحرقة زادها الشباب قبل أي فئة أخرى.لابد من تصحيح أفكار هؤلاء المغرر بهم وإعادتهم إلى جادة الصواب وتصحيح أفكارهم بلغة حوار تحترم آراءهم وتطلعاتهم ومفهومهم في الحياة العادلة فنزع السلاح من أياديهم أمر مستحيل على الأمريكيين وغيرهم من حلفاء الغبرة والحل الوحيد يكمن في الحوار واحترام القانون الذي هو فوق الجميع وتحقيق سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط.
الإرهاب
أخبار متعلقة