صباح الخير
ها هي الصحيفة تدخل عامها الحادي والأربعين بثقةٍ واقتدار على بذل مزيدٍ من العطاء، فهي لم تكتفِ بعد بما أضافته من ملحقات مجانية كملحق ((مشاعل)) للشباب والطلاب، وملحق ((الهدف)) الرياضي، بل تخرج اليوم للنور ملحق ((روافد)) الثقافي في إشارة إلى أنّ هناك دائماً سعياً جديداً وخطوات جديدة مخططة ومدروسة.احتفالنا اليوم بمرور أربعين عاماً على تأسيس الصحيفة والمؤسسة ليس احتفاءً عادياً ولا تقليدياً لمطبوعة أضحت ليست عادية في سوق الصحافة اليمنية، فقد عكست خطوات صائبة وحكيمة وحرصت على تلبية متطلبات مرحلة من أهم وأدق مراحل تاريخ اليمن.. فقدمت خدمة إعلامية وثقافية وسياسية واجتماعية شاملة ومتكاملة، وهذا ما يتعطش له كل يمني في كل مكان على هذه البسيطة.إنّها ليست إذن أربعين عاماً في تاريخ صحيفة ((14 أكتوبر)) ولكنها مثّلت سجلاً حافلاً لوطن كان يحلم بالمستقبل والوحدة والتنمية، ودعم الاستقلال وتأكيد الهوية الوطنية، فلم تكن الصحيفة ومحررها بعيداً إزاء ما يمر بالوطن من أزمات ومتغيرات وتطلعات وإنجازات.ولا يمكن غض الطرف بأي حال من الأحوال عما بدا في المؤسسة من تغيرات وتحولات.. التي كانت تعيش حالة ركود واضطراب وقلق وخوف، فتحملت القيادة السياسية الجديدة رداءة الوضع وجسامة المهمة وشقت طريق النهوض الذي لا يخلو من الأشواك.ومن المهم الإشارة إليه هو إقدام قيادة المؤسسة ممثلة بالأستاذ أحمد الحبيشي لخطوات التغيير وتصحيح مسار الركود من فترة التعثر المؤلمة قبل مايو من عام 2005م.لقد كان مشروع مبنى المؤسسة قد أدرج ضمن البرنامج الاستثماري للمؤسسة عام 2000م، وظل دون استكمال البناء والتشطيبات النهائية حتى عام 2005م، وظل محررو وفنيو المؤسسة في المبنى المستأجر المقابل لحرم المؤسسة. فعملت القيادة الحالية قبل كل شيء على إعادة تأهيل بعض المباني داخل حرم المؤسسة وتحديثها لترتيب أوضاع ومكاتب المحررين والمخرجين الفنيين في إطار حرم المؤسسة، وتسليم المبنى المستأجر لصاحبه.وتمّ في الوقت نفسه استكمال التشطيبات النهائية وشراء تجهيزات إليكترونية راقية متطورة لتحديث التجهيزات الفنية المختلفة لمرحلة ما قبل الطباعة وافتتاح المبنى المكوّن من خمسة أدوار في الذكرى السابعة عشر لتحقيق لوحدة اليمنية ((في 22 مايو 2007م)).بالإضافة إلى شراء مطبعة أوفست ذات أربعة ألوان دفعة واحدة، حيث تمّ استخدامها لسد النقص في مرحلة الطباعة الملونة، الأمر الذي أسهم في طباعة ملاحق ملوَّنة وأعمال تجارية بالألوان، لم يكن متاحاً طباعتها في مدينة عدن قبل عام 2006م.ولقد كان التدريب والتأهيل قاصراً على المعاهد والمراكز في محافظة عدن، التي كانت لا تقدِّم إلا دورات عادية في تشغيل أجهزة الكمبيوتر واللغات، ولم تقدِّم أية دورات تخصصية.. وحتى آلة الطباعة الملونة الحديثة التشيكية جاءت إلى المؤسسة بدون تدريب أي عامل عليها، فتعثرت عن العمل منذ الوهلة الأولى بعد ذهاب الخبير.فجاء رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير الحالي وشكّل نقلة نوعية لتدريب وتأهيل المخرجين الفنيين والصحفيين وفرض على المحررين التعلم على الحاسوب والتعامل مع شبكة ترابط الأجهزة لتراسل المعومات والنصوص والصور في آن واحد، وحرص على صيانة الآلة التشيكية واستدعى الخبير الأجنبي لصيانتها وتدريب العاملين عليها.وكانت أدوات ومعدات الصف اليدوي والخارجة عن الجاهزية مهملة ومكدسة في قسم كبير بالمؤسسة منذ مدة طويلة، فعملت قيادة المؤسسة الحالية، استناداً إلى توجيهات مكتب مالية عدن وملاحظات الجهاز المركزي للرقابة والتفتيش المتكررة على بيع هذه الخردة بالمزاد العلني والاستفادة من الصالة.وأذكر أيضاً أنّ المؤسسة منذ عام 2003م وهي تتأرجح لبناء موقع إليكتروني للصحيفة، وتضع العراقيل لمهندسي الموقع.. إلا أنّه خلال سبعة أشهر من تعيين الأستاذ أحمد محمد الحبيشي ـ رئيس مجلس الإدارة ـ رئيس التحرير الحالي عرضت أعداد ((صحيفة 14 أكتوبر)) على الشبكة العنكبوتية العالمية وتميز موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت، وتم تطويره في الذكرى الخامسة والأربعين لثورة 26 سبتمبر المجيدة.. بحيث تضاعفت سرعة الوصول إلى الموقع أكثر من ذي قبل.ولا تزال القيادة الحالية يؤرقها مشروع تحديث مرحلة الطباعة التي بدأتها بشراء آلتي طباعة فروخ ملونة للأعمال التجارية والملاحق.. وأرست هذا العام مداميك شراء آلة طباعة رول (2008 ـ 2010م) لطباعة الصحيفة بالألوان وزيادة عدد صفحاتها إلى 24 صفحة ثمان منها ملونة و16 صفحة باللون الأسود قابلة للتوسع إلى 32 صفحة بعضها بالألوان.إنّ السر في هذا النهوض هو ليس ما أثاره الأخ رئيس مجلس الإدارة ـ رئيس التحرير من أمورٍ وقضايا فحسب بل السر كل السر هو ما يستطيع عمله المحررون والموظفون من تغيير لتلك العناصر والقضايا التي أُثيرت، ومن التجاوب الجاد مع القيادة الحالية للمؤسسة.لقد استطعنا اللحاق بكثيرٍ من الصحف المماثلة في الساحة اليمنية العربية والإقليمية وصارت لدينا قاعدة فنية متينة لمرحلة ما قبل الطباعة وتغلبنا على الخوف وتولَّدت لديان طمأنينة وأي طمأنينة.. خصوصاً وأنّ المؤسسة أصبحت اليوم تتمتع بخبرات شابة قادرة على إخراج أكثر من 24 صفحة يومياً، وصيانة الآلات الإليكترونية المتطورة وتشغيل وصيانة الأجهزة التي تعمل بنظام تراسل النصوص والصور عبر الشبكات وهو ما تفتقر إليه مؤسسات أخرى سبقتنا في مرحلة الطباعة الملونة وسبقناها في تحديث مرحلة ما قبل الطباعة ونسعى بهمة وثبات للحاق بها قريباً جداً عندما ستصل إلى المؤسسة مطبعة صحفية رقمية حديثة هي الأكبر والأحدث في مدينة عدن.