قصة قصيرة
كان الوقت عصراً وفتاة باهية الجمال تتأمل محاسنها أمام المرآة وتمسد خصلات شعرها وتنتظر أن يأتي عبدالحليم من غربته ليفي بوعده بطلب يدها .. كم هي في شوق الى ذلك ..؟ حدثت نفسها :- يالهذا الجمال الرباني .. لاتذو أرجوك .. فحبيبي آت .. وقد وعد .. ولاشك في وعده .وبينما هي كذلك في حوارها مع ذاتها حتى تناهى الى مسامعها صوت طارق يطرق بابهم بعنف وخوف ..اصغت السمع بعد أن خرجت من غرفتها الى الممر المؤدي الى الباب الرئيسي فإذا بأم عبدالرحمن تسأل أمها بحيرة وقلق وهي تلهث من تعب .- أين ابنك ناصر .. أين عبدالرحمن ..؟!- لا ليس موجوداً ..- إذن الخبر صحيح .. والهف قلبي على كبدي .. تأكدي .. حاولي القلي بابنك ناصر .. يمكن يكون عارف أين ابني .- ناصر.. يمكن يكون عارف أين ابني .- ناصر سيأتي مع المغرب ، لكن بأتصل علي كل حال ليطمئن قلبي ..- ضغطت أم ناصر ( رقية) على أرقام التليفون بوجل .. وسرعة .. وكأن خوف ورعب أم عبدالرحمن (تقية) قد سرى الى قلبها ..- ألو ..ألو ناصر.- أيوه .. والده .. خير ..- يا إبني أين أنت .. ماتعرف أين عبدالرحمن سعيد ..- هاه .. يبدو أن قد وصل .. الخبر .. لأمه .. كيف أمه ..- الآن هي عندي .. وبحالة قلق وخوف .. مرعوبة ياكبدي على وليدها .؟!- المهم .. طمنيها ولو إن .. وضعه لايسر ، ياوالده .. أخذوه شياطين مران .. دسو عليه ولبسوا عليه .. وافتوا له بالجهاد .. وإن الهادي المنتظر سوف يظهر في بقعة حران ..- الله .. الله .. ( بصوت منخفض) ياإبني الآن .. بما أخبرها.. ؟!- قولي لها سافر .. سافر .. والباقي على الله .. ثم علينا .وفي صعدة جبل حران سلسلة جبلية وعرة مليئة بالاحراج والاشواك وفتية مضللون بوهم الجهاد بفتوى ممن ضلوا عن طريق الصواب وضاعوا في متاهة العمالة والارتزاق .. كان أولئك الفتية يتسللون بين الاحراج والاشواك وبضعة نفر يقودونهم .. كما تقاد القطيع .. وبين فتية وأخرى ترن أجهزتهم .. وثمة حديث يدور .- العدد كبير .. شباب .. يدكوا الجبال .. اضا علينا تجميعهم ..وأنتم المدد بالمال .. بالمال .. والعدة والعتاد .- المحاضرات .. والحلقات .. تمام .. تمام .. عاد عقولهم طرية .. المهم .. المال والعتاد .. وحيا على الجهاد ..- وفي بيت أم ناصر قلب أم يتقطع كمداً .. وعلي وليدها الذي تنامى الى سمعها أنه رحل الى حران .. مع ما تبقى من قطيع الحوثي الصريع وقلب الام يتوجس خيفة من فتية شيطانية .. بعثة نارها حفنة من الضالين ووقودها القصر والشباب ..