جنيف /14أكتوبر/ ستيفاني نيبهاي:قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن القيود الإسرائيلية سببت أزمة إنسانية في غزة والضفة الغربية تزداد سوءا حيث تعجز المستشفيات عن علاج المرضى والمزارعون عن الوصول لأراضيهم.وفي بيان صدر أمس الخميس دعت اللجنة إسرائيل إلى "رفع الإجراءات الانتقامية التي تشل الحياة في غزة" وحثت الفصائل الفلسطينية على وقف استهداف المناطق المدنية وتعريض الحياة للخطر.وقالت بياترس ميجيفاند روجو رئيسة عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن "الإجراءات التي تفرضها إسرائيل ثمنها الإنساني باهظ جدا وتجعل المقيمين تحت الاحتلال يجدون ما يبقيهم بشق الأنفس على قيد الحياة ولكن ليس ما يكفي للعيش حياة طبيعية وكريمة."وأضافت أن السكان الفلسطينيين "أصبحوا فعليا رهينة للصراع".وقالت اللجنة إن "قيود إسرائيل الصارمة" على حركة الناس والبضائع والتي فرضت لتشديد إجراءات الأمن عمقت المصاعب الاقتصادية وأثرت على كل مظاهر الحياة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.وقالت اللجنة التي مقرها جنيف "تواجه الأراضي الفلسطينية أزمة إنسانية عميقة حيث يحرم الملايين من الناس من كرامتهم الإنسانية. ليس بصورة عابرة وانما بصورة يومية."وأغلقت اغلب نقاط العبور أمام 1.4 مليون نسمة يعيشون في قطاع غزة منذ الاشتباكات العنيفة بين قوات حماس وفتح التي أدت إلى سيطرة حماس على القطاع في يونيو من هذا العام.وتقول اللجنة إن نحو خمسة آلاف مزارع في غزة وعائلاتهم يعتمدون على تصدير المحاصيل النقدية مثل القرنفل والفراولة "على وشك أن يعانوا من انخفاض بنسبة 100 بالمائة في المبيعات."وقالت إن "موسم الحصاد لهذه المحاصيل المهمة بدأ في يونيو ولكن الحظر على الصادرات تركها تتعفن في حاويات عند نقاط العبور."وأضافت اللجنة إن الحصول على رعاية طبية أو الدراسة في الضفة الغربية أو القدس الشرقية أو إسرائيل أو في الخارج أصبح أيضا "مستحيلا تقريبا" فيما عدا أولئك الذين يحتاجون إلى علاج لإنقاذ حياتهم.وقال المتحدث فلوريان ويستفال إن نحو 823 مريضا وهو تقريبا ربع عدد الحالات التي تحتاج للعلاج خارج غزة وهو 3568 منعوا من مغادرة القطاع للعلاج خلال الأشهر الست الماضية.وأضاف أن تأخير التصاريح الإدارية والأمنية "أسفر عن موت ثلاثة مرضى كانت اللجنة تدخلت لصالحهم" مشيرا إلى أن القيود أدت أيضا إلى نقص في الأدوية لمرضى السرطان ونقص في قطع الغيار اللازمة لعنابر الطوارئ وغرف العمليات الجراحية في مستشفيات غزة.وتقول اللجنة إن الكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة يقفون عاجزين عن منع مصادرة أراضيهم.وقالت إنه نتيجة للجدار العازل في الضفة الغربية المبني في أراض فلسطينية "أصبحت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بعيدة عن متناول المزارعين" الذين يجب عليهم ان يكافحوا عبر "متاهة بيروقراطية" للحصول على تصاريح مطلوبة للوصول إلى حقولهم.وأضافت أن كثيرا من الطلبات ترفض لأسباب أمنية "قد تشمل وضع أحد الأقارب في سجن إسرائيلي في وقت من الأوقات".وتعتمد اللجنة على حياديتها في توزيع المساعدات العاجلة ومساعدة ضحايا النزاعات والعنف حول العالم.وشددت اللجنة على أنه بينما لإسرائيل الحق في حماية سكانها "يجب أن يكون هناك دائما توازن حقيقي بين المخاوف الأمنية الإسرائيلية وحماية حقوق وحريات الفلسطينيين المقيمين تحت الإحتلال."وقالت "حتى الآن التوازن بين المخاوف الأمنية الإسرائيلية المشروعة وحق الشعب الفلسطيني في العيش حياة طبيعية لم يتحقق."
الصليب الأحمر يقول إن قيود إسرائيل تعمق أزمة الضفة وغزة
أخبار متعلقة