مع الاحداث
لو عدنا وقرأنا بتمعن وعين فاحصة مبادرة فخامة الأخ/علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية بشأن حل الخلافات الفلسطينية ــ سندرك الرؤية السياسية الخبيرة لواقع نتائج هذه الخلافات وانعكاساتها ليس فقط على الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة بل على المنطقة برمتها، وذلك ومن منطلق هذه المبادرة اليمنية التي قوبلت بارتياح الفلسطينيين.اعتبر عدد من قادة (فتح) و(حماس) الفصيلين المختلفين، هذه المبادرة بأنها طوق نجاة للشعب الفلسطيني الذي يواجه حالياً هجمة عسكرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي طحنت في دمويتها حتى أمس عشرات الشهداء من أبناء قطاع غزة المحاصرة واغلبهم من الأطفال وكبار السن، نقول من منطلق المبادرة الرئاسية اليمنية أبدت بلادنا استعدادها لاستضافة مفتوحة لوفدين من حركتي (فتح) و (حماس) لبحث الأفكار الواردة في المبادرة اليمنية بهدف توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة العدوان الإسرائيلي الذي وصل صلفه إلى الإعلان عن (محرقة ضد الفلسطينيين) سيتم تنفيذها لإسكات الصوت الفلسطيني وإلى الأبد.والمشهد اليوم أخطر بكثير مما يتوقعه العقل العربي الرسمي، حيث صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلية وبجنون هجماتها البرية والجوية إلى جانب الحصار الكامل على قطاع غزة الذي يسكنه زهاء مليون ونصف المليون فلسطينياً، وهو أمر دفع من الروح والحس الوطني المعهود لبلادنا إلى إدانة هذا التصعيد والتحذير من مغبة قيام جيش الاحتلال من العواقب الوخيمة الناجمة عن الاجتياح البري الواسع الذي تشير كل المعطيات والوقائع إلى اعتزام الكيان الصهيوني القيام به على قطاع غزة.وناشدت بلادنا أمس في تصريح لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية (الأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن الدولي بأن تتحمل مسؤولياتها وإحالة القادة الإسرائيليين المسئولين عن الجرائم التي يرتكبونها ضد الإنسانية في فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية) ودعت بلادنا (هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى سرعة التحرك لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية وعملياتها الإرهابية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني قبل أن يؤدي ارتفاع مستوى التوتر إلى اتساع رقعة المواجهة واستمرار سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء).من هنا نقول إن هذه الإدانة والشجب والقلق والتحرك اليمني لوقف العدوان على الشعب العربي والمسلم في فلسطين، وهو تحرك على كافة المستويات الإقليمية والعربية والدولية، تدل على أن الصمت العربي والالتهاء بقضايا وإن كانت مهمة لعدد من الدول العربية إلا انها تظل هامشية أمام مايجري من محرقة إسرائيلية بدأت ملامحها تظهر على الشعب الفلسطيني والصمت العربي المخزي وإن طال ستكون نتائجه وخيمة على المنطقة برمتها.ومن ناقل القول ونحن أمام المشهد المخيف في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة فان القادة العرب اليوم أمام مسؤولية قومية ووطنية لن يرحمهم التاريخ ولاشعوبنا إذا ما استمروا في صمتهم وعجزهم في مواجهة الجنون الإسرائيلي المدعوم من أمريكا والإتحاد الأوروبي حتى وإن كانت بعض دول الإتحاد الأوروبي تدين هذه المحرقة من دون فعل ملموس لوقفها.لذلك فإن التاريخ اليوم يسجل كل موقف عربي إزاء مايحدث لاشقائنا الفلسطينيين.. ولعل الموقف اليمني المشرف رغم امكانياته المحدودة والبعيدة جغرافياً قد جسد مصداقية الروح الوطنية والقومية النبيلة لفخامة الأخ/ علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية الذي حمل هذه الروح إلى كل قادة العالم مطالباً إياهم وضع حد للإرهاب الصهيوني على شعب عربي مسلم اعزل يطالب بحقه في استعادة أرضة والعيش في أمن واستقرار وسلام وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..ختاماً وعما نشاهد على الفضائيات كل لحظة وساعة المشاهد الإجرامية والإرهابية للجيش الإسرائيلي على شعبنا في غزة والضفة، فإننا نقول وبملء الفم (أصحوا وتحركوا ياعرب ويامسلمون فالصمت عار).