في الذكرى الــ (16) لرحيل الشاعر الصحفي عبدالله الدويلة
عبدالعزيز الدويلةسنكتب هذه المرة في الذكرى السادسة عشر لرحيل والدنا الكاتب الصحفي والشاعر عبدالله الدويلة(رحمه الله وطيب ثراه) أوراقاً متناثرة أو متنوعة جديدة وذلك بهدف إبراز وتميز وقدرة هذا الرجل في الكتابة الصحفية حيث سبق وأن تناولنا العديد من مناقب حياة وواقع تجربة شاعرنا الراحل عبدالله الدويلة منها على سبيل المثال(أبحار عبدالله دويلة في فن التشكيل،والقصيدة النثرية في شعر الدويلة،وأشهر لقاءات الدويلة في الصحافة اليمنية،والدويلة الصحفي هل تجمع أعماله في كتاب،الدويلة والهاجس الوطني والقومي في مقاومة الاستعمار وأعوانه،الكتابات الإبداعية للفقيد عبدالله الدويلة في ملحمة الشعر الوطني والوعي الوحدوي في شعر الشاعر الراحل عبدالله الدويلة،وفي الشعر الرثائي للشاعر الراحل عبدالله الدويلة،وفي تجربة المناضل النقابي والأديب الراحل عبدالله الدويلة في العمل النقابي..وغيرها من الرؤى والأفكار والمواضيع.ومن هذا المنطلق سلط الفقيد عبدالله الدويلة رحمه الله الضوء على بعض القصص القصيرة في زاويته(مدارات نقدية) حيث كرس جهده ولغته في مسار المفهوم الحقيقي للقصة القصيرة وما يكتنفها من غموض وأسرار ومعان ودلالات فنية،كما كتب في بداية التسعينات قصتين قصيرتين كانت الأولى عام92م تحت عنوان(الاجتماع) والثانية عام1993م وكانت بعنوان(مكوكية في زنازن الوطن) بالإضافة إلى ما كتبه حول الدلالات الشاعرية في حرافيش نجيب محفوظ) وهو يقول في هذا السياق:[c1]الورقة الأولى[/c]لقد نعُتت رواية الحرافيش بالملحمة،وتدور أحداثها في نفس البيئة التي تدور فيها رواية أولاد حارتنا مع استخدام شيء من الرمز الأسطوري في أولاد حارتنا، وحكاية- الفتوات- التي سادت في بعض المراحل بصراعاتها من أجل الزعامات والسلطة والتي يستخدمها الروائي الكبير نجيب محفوظ كاسقاطات على عصرنا الحاضر في وصول كثير من الأنظمة عن طريق القوى نحو السلطة على أنه يقرنها أيضاً بمسألة البحث عن العدالة.أو إن صح التعبير عن الديكتاتور العادل والذي من الصعب وجوده إلا نادراً حيث لا يجوز الحكم على النادر،ولعل ما يؤكد على ذلك هو استمرارية الصراع المتداول بين زعماء فتواته،وكذا الحرافيش- والتي ربما اختتمتها بانتصار عاشور على غريمه السبع بصورة رومانسية.وهكذا سيظل الإنسان،وربما إلى أمد بعيد يبحث عن معنى العدل وحقيقة العدالة وسيكون الكتاب عبر إبداعاتهم في مقدمة الباحثين.في الورقة الثانية تتناول إشكاليات تطور النقد الأدبي الذي يطرحها الدويلة من خلال الإيضاحات التي أوردها الدكتور الأديب عبدالعزيز المقالح في كتابه الرائد(أولويات النقد الأدبي في اليمن).ربما كان كتاب الدكتور عبدالعزيز المقالح(أولويات النقد الأدبي في اليمن) أول كتاب يؤرخ ويرصد بدايات الكتابة النقدية في اليمن انتهاء بالعام1948م وإذا كان للكتاب والكاتب فضل الريادة في البحث عن الجذور الأولى للوعي النقدي الأدبي في اليمن فإننا لا نشك في وجود كتابات أخرى ربما تظهرها الأيام القادمة..لم تقع وتنتمي إلى هذه الفترة هذا إذا أدركنا غياب التوثيق وشحة الطباعة وتعثر المطبوع والخطيات..وهذا ما أدركه بعض الكتاب اليمنيين المعاصرين وهم يتحسبون البدايات الأولى..للقصة والرواية والمقالة وغيرها من فنون الكتابة.لقد درس الدكتور المقالح البدايات الأولى للنقد في اليمن من خلال مجلة الحكمة وصحيفة فتاة الجزيرة وجريدة البريد الأدبي وكلها من نتاج الثلاثينات وحتى منتصف الأربعينييات،وهذا ما توقف عنده الدكتور المقالح منهجياً في الفصل الثاني من كتابه المشار إليه وهو يتحدث عن استدارة الزمن الأدبي وبداية المنظور النقدي في جنوب اليمن قائلاً:أن حصر البحث على هذا الشطر لا يجعله ناقصاً يشير إلى جزء من الصورة فحسب ألقيت قصيدة (دندنة في خضرة العاشق الكبير) في مهرجان القمندان للشاعر الراحل عبدالله الدويلة ونشرت في صحيفة 14أكتوبر والتي عبرت عن مكانة أمير الشعر أحمد فضل القمندان هذا الشاعر الذي كانت له صولات وجولات في الفن واللحن،وفي هذه القصيدة يقول عبدالله الدويلة.أسْقَ الندامى أميري كيفِ الثمُهراحِ الدلال وراح العاشقِ الوَّجُلِيا شاعري يا ابن فضل كمَ هفوت لهُليل الغواني فَعْفَت الملَكَ للغزلِوكنت كالملكِ الضليل مُرتدياًبساط شمسي خبا قد مال عن زُحَلِوأنت يا شاعري يا ابن الحسينيَ سلامٌما هفا قلبك الريانُ بالهَطلِويا أميري القوافي من يداري كماداريت روحٍ الهوى في شعرك الثملِونحن في عرسك الممطور دندنةًنزجيك نبعاً نديَّ الرُوح بالجللِعلى الحسيني سلامُ ما خفقت لهنغماً وعنْد له في سًرمَدِ الأجلِ27/11/1988مونختتم بهذه الورقة الأخيرة بما جاء في الدراسة المنهجية والموضوعية للناقد والشاعر الدكتور أحمد علي الهمداني تحت عنوان(رحلة في تجربة عبدالله الدويلة الإبداعية) والتي نشرت في مجلة المنارة الصادرة عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 2003م وهي كالتالي:على هذا النحو يمكن الولوج إلى عالم قصائد الشاعر عبدالله الدويلة قد يتسع هذا العالم وينفتح حتى يصعب الخروج منه،وقد يضيق كل الضيق حتى يتعذر ولوجه ويستحيل الدخول إليه غير أنه عالم يستحق محاولة فتحه المغامرة،ولا ينبغي الحكم عليه من مجرد السماح أو الرواية الشفافية وإنما ينبغي معرفته على وجه الدقه حتى لا تصبح الأحكام خبط عشواء ولا تتحول التصورات إلى معول للهدم لا غير،ويجد القارئ الذكي والناقد الحصيف إنني بحثت عن الورود والزهور في هذا العالم ونقلت عبيرها إلى القراء،وتركت الشوك الناقد آخر وقارئ آخر وما أكثرما سيجد منه.إني أراك..لأننيوإلى (الحناظل) أنتميمن المحيط إلى الخليج يضمنا هم كبيرسيظل وجهك باسماسيظل ثغرك شاعراستظل في رئتيك أنفاس (الحناظل)والنورس والرؤى.ولئن حدجت، فقد حدجت،وغصت في جدل الفصول!على هذا الأساس تجربة عبدالله الدويلة الشعرية مليئة بالمفاجآت مفعمة بالمتناقضات، حافلة بالمفارقات، مدهشة بانتصاراتها الكبيرة وهزائمها العظيمة، تحتوي على الغث والسمين، وتحمل الجليل والحقير. وهي تجربة ليست على مستوى واحد في صورتها العامة وفي كل قصيدة على حدة. وهي على الرغم من رحابة مواضيعها فقد ظلت أسيرة فكرة سياسية معينة وحبيسة تصور نظري محدد.