القاهرة/14أكتوبر/ وكالة الصحافة العربية :أكدت دراسات حديثة أجراها جوناثان كومي الباحث في مختبر لورانس بيركيلي القومي بولاية كاليفورنيا أن الاستهلاك العالمي لأجهزة الكمبيوتر من مواردنا الثمينة من الطاقة قد تضاعف بين عامي 2000 و2005، وقد أثار هذا التقرير الدهشة بين خبراء هذه الصناعة والقائمين عليها، وأفادت تقارير صدرت عن منظمة كناربي لتطوير الإنترنت بكندا أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من أجهزة الكمبيوتر وقطاع الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا تبلغ %2 وهي النسبة ذاتها الناجمة عن قطاع الطيران والنقل الجوي.وفي أعقاب نشر هذه التقارير سارعت الشركات العملاقة في مجال صناعات الكمبيوتر والبيانات والمعلومات وفي مقدمتها مايكروسوفت، وانتل، ودل، وآي بي إم، وسن مايكروسيستمز، إلى تشكيل تحالف مشترك عرف باسم «جرين جريد» للتصدي لضعف كفاءة وأداء مكونات أجهزة الكمبيوتر سواء كانت «هاردوير» أو «سوفت وير» واختراع وتطوير أجهزة - خادم - سيرفر أكثر كفاءة وسرعة في استرجاع البيانات والمعلومات واستعادتها إلكترونيا على شبكة الإنترنت حيث اعتبر كبار مسئولي هذه المؤسسات والشركات أن هذه المشكلة خطيرة وتستحق التعاون والعمل المشترك.ويقول لورانس لامرز مدير شركة «في إم وير» لبرامج الكمبيوتر في بالوالتو بكاليفورنيا ومدير تحالف جريدن جريد: كان هناك إجماع من الشركات على وجود مشكلة كفاءة أجهزة الحاسوب ومراكز البيانات والمعلومات بحيث لا تتناسب هذه الكفاءة مع ما تستهلكه تلك الأجهزة من طاقة وأن هذه المشكلة أكبر وأصعب من أن تستطيع شركة واحدة حلها، لذا كان لابد من التعاون المشترك لتوفير الطاقة.وفي الوقت ذاته ربطت مجموعات وشركات ومكاتب استشارية بين هذه المشكلة والتوسع في انتشار واستخدام - سيرفر - وبدأت تلك المجموعات والمكاتب في تعويم وترويج أفكار لحلول محتملة وممكنة مثل كيفية الاستفادة من الطاقة القادمة من الفضاء إلي الغلاف الجوي للأرض وكذلك الطاقة الهيدروكهربائية بالاستفادة من المياه، وتحويل التيار الكهربائي المتناوب والمتذبذب المستخدم حاليا إلى تيار ثابت ومتصل ومباشر.ورغم أن بعض مراكز المعلومات والبيانات بما فيها «جوجل» تستخدم بعض أنواع الطاقة المتجددة لكن هذا لا يبدو كافيا لحل المشكلة، كما أن تغيير التيار الكهربائي من متناوب إلى متواصل مباشر يتطلب تغييرات وتعديلات كبيرة مهمة في البنية التحتية بينما تواصل الشركات بحثها عن تقنيات وأساليب تكنولوجية متطورة يمكنها تطبيقها والعمل بها على الفور.ويشير مارك مونرو من شركة صن مايكرو سيستمز والعضو في تحالف «جرين جريد» إلى أن هناك عاملا رئيسيا آخر يدفع الشركات إلى العمل على تقليص استهلاكها من الطاقة وهو قلقها إزاء مدى توفر الإمدادات واستمراريتها إذ يقول في هذا السياق: «نسعي ونحاول تحسين وزيادة كفاءة أجهزة الكمبيوتر ومراكز البيانات بطريقة لا تجعلها تستنفد المتاح من الطاقة.ويري خبراء أن حاجة العالم ماسة لأجهزة كمبيوتر اقتصادية في استهلاك الطاقة وصديقة للبيئة - أي أقل تسببا في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون - ففي كل خطوة صغيرة أو عمل بسيط يقوم به أي منا كتنزيل الموسيقي، أو إرسال رسالة إلكترونية - إيميل - أو الدخول إلي ملفات طبية أو إنجاز أية عملية تحويل مالي باستخدام البطاقة الائتمانية وغير ذلك تتم معالجته في وحدات الذاكرة أو مراكز البيانات والمعلومات، ويقول «لامرز»: قبل ثلاثة أعوام خلت لم تكن تقنية وخدمة يوتيوب معروفة أو موجودة ولكن هذه الأيام هناك مئات الملايين من لقطات الفيديو التي يقوم ملايين المستخدمين والمشتركين بتنزيلها علي أجهزتهم، كما أن شركة «ياهو» تقدم خدمة الرسائل الإلكترونية بمجال غير محدود للتخزين، فهل تعرف كم عدد أجهزة الخادم - أو السيرفر - التي يحتاجها ملايين البشر لتخزين هذا العدد الهائل والمخيف من الرسائل الإلكترونية»؟. كان أكبر إنجاز لتحالف «جرين جريد» حتى الآن هو قيامه بأول محاولة جادة لوضع أو بلورة طريقة معيارية لقياس كفاءة أجهزة الكمبيوتر ومراكز الذاكرة والبيانات لأن التوصل إلى مثل هذه الطريقة ستمكن العملاء والزبائن من المقارنة بين الشركات والمراكز لتحديد الأسوأ حالا والأقل كفاءة والأكثر استهلاكا للطاقة للمساعدة في تطويره، وفي مايو الماضي قررت شركة «آي بي إم» التي تقدم مجموعة متكاملة من خدمات الإنترنت والبيانات الخاصة بقطاعات حيوية مثل الملفات الصيدلية والطبية والمالية ومعالجتها مع توفير مجال كبير للتخزين استثمار مليار دولار سنويا في إطار ما تسميه مشروع «بيج جرين» بهدف مضاعفة كفاءة وفاعلية أجهزة الكمبيوتر ومراكز الذاكرة والبيانات التي تحمل اسمها وعلامتها التجارية من غير زيادة في استهلاكها من الطاقة.وفي هذا الشأن يقول كريس سكوت رئيس مركز البيانات وخدماتها لشمال شرقي أوروبا في «آي بي إم»: «إن هذا المشروع الاستثماري أفضل ما يمكن أن تقوم به الشركة الآن لأنه يوفر المال ويعطينا مجالا للنمو والتطور إضافة إلى أنه يراعي اعتبارات سلامة البيئة».وكشأن بقية الشركات الأعضاء في التحالف فإن شركة «آي بي إم» تعمل على إنتاج برمجيات افتراضية تعتمد استراتيجيتها التي تقول إنها صديقة للبيئة على توفير الطاقة والتقليل من التسبب في انبعاث الغازات الضارة.ويتطلب إنتاج البرمجيات الافتراضية إنتاج أجهزة ذاكرة وبيانات وكمبيوترات مماثلة وبالمواصفات التي تكفل تشغيل أقراص تلك البرامج، كما تطورت قوة معالجة الخادم - السيرفر للبيانات والمعلومات كثيرا حتى أصبح من الممكن القول إن تشغيل برنامج واحد في كل جهاز خادم يعني تشغيل %15 فقط من مجمل طاقته حتي أصبح واضحا أن الحل يكمن في تشغيل عدة برامج أو تطبيقات على جهاز واحد.ويتوقع الخبراء أن تكون أجهزة الكمبيوتر الشخصية قادرة على تعديل استهلاكها من الطاقة تبعا لحجم العمل وضغطه خلافا للأجهزة الحالية التي تستهلك الحصة نفسها من الطاقة بغض النظر عن حجم المهمات وضغط العمل الذي تقوم به.ويبدي «بيل ويهل» من شركة جوجل وأحد مديري مبادرة إنقاذ المناخ تفاؤلا بأن جهود تحالف جرين جريد ستنجح في المستقبل في تقليص استهلاك أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا المرتبطة بها للطاقة لكنه يشير إلي صعوبة التنبؤ بما إذا كان هذا التوفير في الطاقة سيتناسب مع نمو الطلب على أجهزة الكمبيوتر والتوسع الكبير في عملها واستخدامها على مدى الأعوام العشرين المقبلة.
|
اتجاهات
الكمبيوتر.. خطر يهدد الطاقة والبيئة
أخبار متعلقة