مصطفى شاهر من اللافت للنظر في بعض الكتابات "الصحافية" التي يتم نشرها في هذه الصحيفة او تلك اوغيرهما من صحفنا المحلية واعني بهذه الكتابات خاصة تلك المقالات المتناولة عادة في اطار التعبير عن الراي او الطرح والتطرق لوجهة نظر ما من قبل هذا الكاتب اوذاك وبخاصة ممن هم من غير المرتبطين ارتباطاً مباشراً بمهنة الصحافة عملاً ومصدر عيشاً وانما يمارسوا الكتابة الصحفية كهواية او عشق وحب لها بغض النظر عن توفر الموهبة الصحفية لديهم في هذه الممارسة ام العكس فهذا شأنهم وهو امر ليس مجاله في هذا المضمار ولا اعتراض على حقهم في هذه الممارسة اقول من الملفت للنظر في بعض هذه الكتابات "الصحافية" المعنية هنا والتي اسميها مجازاً "كتابات آخر زمان" مايتضمه مضمونها العام من تداخل بين مايقدم الكاتب على اثارته والتعبير عنه بشأن اي موضوع عام يثيره اويتناوله وبين اقحام الكاتب في سياق تناول للموضوع نفسه الاساس،لما يتطرق اليه ضمناً من امور وجوانب شخصية وذاتيه خاصة به تارة او احياناً متعلقة بمجريات اخرى جانبية ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع الاساس المتناول من قبلة والمستغرب له هو ان يتكرر ذلك لاكثرمن مرة او مرتين وضمن كتابات وتناولات لمواضيع (مقالات) اساسية مختلفة اخرى سواء للكاتب نفسه او غيره من النوعية ذاتها من المعنيين في ما اسميتها مجازاً "كتابات اخر زمان" كما اسلفت ذلك كما وانه وفي المنحى ذاته لمثل تلك الكتابات نجد ان البعض من كتابها عند تناولهم لموضوع عام نقدي مثلاً لايتورعوا عن ذكر مايشتهدوا به من الامثلة الخاصة بهم كمقياس ينطلقون منه في تبرير او تأكيد صحة ما اثاروه في اطار موضوعهم النقدي العام وكان في ذكرهم لمايوردوه من الامثلة الخاصة بهم هو كل شيء في امر الموضوع النقدي المثار من قبلهم ولاوجود لشيء غيره مما ربما قد يكون اكبر شانا واكثر اهمية من الخاص بهم في الوقت الذي لاتخلو فيه مختلف الجوانب والامور الحياتية التي تسود الواقع المعاش لمجتمعنا وبلادنا من الكثير والعديد مما هو موضوع اثارة ونقد جدير بالكتابة عنه واتارثه ونقده بصورة عامة في ظل المناخ الديمقراطي السائد في البلاد وذلك باعتباره يمثل اموراً تتعلق بجوانب حياتية عامة تسود واقعنا ومن منطلق كونها كذلك هذه الامور ينبغي الكتابة عنها واثارتها ونقدها وليس من منطلق رد الفعل ومقياس الاستشهاد بالامور الخاصة ذاتياً وجانبياً الذي هو منطلق خاطىء ومن غير الجائز الاخذ به حيث لو ان كل من لديه القدرة على التعبير من خلال الكتابة الصحفية وفعل كما يفعل هؤلاء بعضهم في كتابات اخر زمان في حشر مضامين مايكتبة اوغيره بذكر الامور الخاصة والانطلاق منها كمقياس في كتابة اي موضوع نقدي عام لأصبحت ممارسة الكتابة الصحفية على هذا النحو عبارة عن (عرضحالات) تقوم بنشرها الصحف وليست ممارسة لكتابة مواد صحفية جديرة بنشرها في الصحافة التي لديها من مهام لتناول والنشر الاكثر جدارة واهمية من مجرد اقحامها واشغال المساحات في صفحاتها في نشر الكتابات المتضمنة لعرضحالات القضايا او الامور الخاصة للبعض من كتاب "كتابات اخر زمان" المعنية اجل .. هكذا وبهذا الفهم المنطقي خبرت وعهدت وعايشت ومارست الصحافة وشاركت مهنياً وعملياً في ممارستها لرسالتها السامية عبر اكثر من اربعة عقود من الزمن المشهود لصحافتنا اليمنية الصادرة في مدينة العراقة والثقافة عدن ،وحتى الآن فانني من منطلق الاستناد الى هذه الخلفية الزمنية والتاريخية الاكثر من 40 عاماً حتى الان لتجربتي الصحفية الطويلة المهنية العملية على امتداد الحقبة الزمنية المذكورة بما عاصرته وجسدته بهذا الشأن اقدمت على كتابة موضوع هذه العجالة المتعلق بما تطرقت اليه حول المنحى الخاطىء والملفت للنظر في بعض الكتابات التي تنشر في الصحف على النحو الذي تناولته وذكرته انفاً وذلك من وجهة نظري المجربة فياحبذا لو ان الاخوة المعنيين بممارسة مثل هذه الكتابات الصحافية يتكرموا بالابتعاد عن هذا المنحى الخاطىء الممارس في كتاباتهم التي يقدمونها للنشر في الصحف .. اقول واكرر ياحبذا ،ياحبذا،يفعلوا ذلك.
|
تقرير
كتابات آخر زمن
أخبار متعلقة