صباح الخير
تنفق الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم- سنوياً- مبالغ طائلة،لطباعة الكتب المدرسية،خصوصاً تلك التي يتم تعديل بعض الدروس فيها،أو المستهلكة الخاصة بالسنوات الدنيا من التعليم الأساسي،أو لتعويض النقص الحاصل في الكتب المدرسية،سواء بسبب زيادة انتشار المدارس في المدن والأرياف،وما يترتب عليه من زيادة كبيرة في عدد التلاميذ والتلميذات،أو بسبب فقدان الكتب وتلفها جزئياً أو كلياً،وهذا يعود إلى الاستخدام الخاطئ للكتاب من قبل التلاميذ،وفي أحيانٍ أخرى بسبب الخزن غير الصحيح في المستودعات المدرسية.ومن واقع عملي وخبرتي كأمينة مستودع للكتب المدرسية في مدرسة فاطمة الزهراء النموذجية للتعليم الأساسي بنات في مديرية المعلا،أحب أن أتحدث عن كيف نحافظ على الكتاب المدرسي؟ومن هي الأطراف التي تقع عليها المسؤولية المحافظة عليه؟وذلك لما للكتاب من أهمية وقيمة علمية،في مستقبل الأجيال،ما يجعل مسألة الحفاظ عليه واجباً تربوياً وأخلاقياً وعلمياً.ومن الإنصاف أن الطالب لا يتحمل لوحده عملية إتلاف الكتاب المدرسي.إذ ينبغي على المعلمين والمعلمات بداية كل عام دراسي جديد توجيه الطلاب والطالبات وإرشادهم إلى كيفية التعامل الأمثل مع الكتاب المدرسي أو غيره من حيث تغليفه ،أو تجليده إذا أمكن وعدم الكتابة عليه حتى وإن كانت معلومات خاصة بالمادة الموجودة في الكتاب،إذ أن محلها هو دفتر المادة أ (الكشكول).وعليهم تعريفهم بأن الكتاب إذا ظل بحالٍ جيدة فإن أخوانهم الصغار هم المستفيدون منه في قادم الأعوام.وكل ما يقع على المعلم أو المعلمة من واجب تجاه التلاميذ في سبيل الحفاظ على الكتب والمناهج الدراسية،يقع كذلك على الأسرة،خصوصاً الآباء والأمهات والإخوة الكبار.أما ما يخص أمناء مستودعات الكتب المدرسية،نستطيع القول من خلال نزولنا الميداني إلى بعض المستودعات المدرسية إنها لا تصلح مطلقاً لحفظ الكتب،وأقصد بذلك المبنى من حيث انعدام التهوية والإضاءة الكافية،ضف إلى ذلك عدم توافر (أشلاف) حفظ الكتب،وإن تواجدت فتكون مصنوعة من الخشب الذي يساعد على ظهور (الأرضة) التي تعشق التغذية على الكتب.وعدم أرشفة الكتب بشكل صحيح وترتيبها بحسب سنوات الطبع أولاً،ثم بحسب السنوات الدراسية،ثم بحسب المادة الدراسية.وأخيراً بحسب الفصل الدراسي بحيث تكون كتب الفصل الدراسي الأول في مكان منفصل عن كتب الفصل الدراسي الثاني.وقبل كل لذلك أدعو إلى التنظيف الدائم للمستودعات ورشها بالمبيدات الحشرية،خصوصاً تلك التي تكافح (الأرضة)،بالإضافة إلى عدم نسيان بعض الكتب خصوصاً الجديدة لأوقات طويلة من دون (مفاقدة)،إذ أن (الأرضة) سوف تصل إليها،وستبدأ بأكلها من الداخل بعيداً عن العيون،ولن تصل إليها العيون إلا بعد أن تكون قد أتلفت بالكامل.ولدي فكرة أتوجه بها إلى الإدارات المدرسية والمربين والمربيات،تتلخص بعمل مسابقة سنوية أو فصلية داخل كل فصل دراسي على حدة،وعلى مستوى المدرسة بشكل عام،بحيث يتم نهاية الفصل أو العام الدراسي تكريم التلاميذ والتلميذات الذين أحسنوا استخدام كتبهم وحافظوا عليها جيداً على أن يكون التكريم في الطابور المدرسي،ويستحسن معه إعطاء التلميذ أو التلميذة شهادة تقديرية،بالإضافة إلى جائزة رمزية.*أمينة مستودع في مدرسة فاطمة الزهراء للبنات في المعلا