أقـصوصـة
ما أن شارفت السيارة نهاية المرتفع البالغ مئات الأمتار حتى ظهرت الأرض منبسطة خضراء ، دفعت بالرجل الجالس خلف السائق إلى أن يصرخ بذهول مأخوذاً ،مهللاً باعجاب شديد .يا سبحان الله !!! انظر كم تبدو صنعة الباريء من هنا .. تنبسط على مدى البصر .. تجعل المرء يتمنى أن تكون بساطاً يطير على ظهرها .مد الركاب رؤوسهم بفضول كبير ينظرون إلى ذلك البساط الساحر ، وفعل السائق مثلهم ، فانحرفت السيارة بهم .صرخ الشاب الجالس بجانب السائق محاولاً أن يلف عجلة المقودانتبه أيها الاحمق ، إلى أين تذهب بنا ..؟جاء صراخ الشاب متأخراً ، فهوت ... اختلطت صراخات الركاب وتداخلت بين الدعاء والابتهال والشتم والعويل وخوف عاصف يتفجر في اعماقهم صرخ شيخ كان يجلس بجانب الرجل بصوت يختلط فيه الخوف والبكاء والسخرية معاً :ابشر يا هذا .. لقد استجاب الله لدعائك ، عليك وعلى بساطك اللعنة رد الرجل باستياء والخوف الطافح يغلفه .:ويحك أيها الشيخ ، اتق الله في ما نحن فيه .. ماذا فعلت بك لتلعنني ؟!!!الأولى ان تلعن السائق وليس أنا..قاطعه الشيخ بغضب :بل أنت سبب المصيبة وليس هو . .قال الشاب منفعلاً :وفيم كان سببه أيها الشيخ ؟أجاب الشيخ بنفس غضبه :لانه لفت انظار الجميع بجنونه ..قال رجل في الخلف صارخاً محتجاً ..ليس ذلك سبباً أيها الشيخ .. .. فالسائق عليه أن يكون حذراً .قال الشيخ صارخاً هو الآخر ..ولكنه صرخ يا هذا ..قال الشاب ..وماذا يعني ذلك .. كلنا نصرخ احتد النقاش بين الركاب وقد انقسموا قسمين ، قسم يؤيد والآخر يعارض .. وفي خضم نقاشهم تركوا هول الفاجعة جانباً. .5/8/2001م طريق صنعاء / عدن