مسقط ـ الكويت / متابعات: في حوار مفتوح على هامش فعاليات مهرجان مسقط 2006م قال السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان للزميل احمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة« السياسة» الكويتية انه كان يتداول مع نفسه قضية المزاوجة بين التراث والعصرنة بشكل متوازن ، مشيرا الى انه كان ولا يزال يرفض ان يطغى احدهما على الآخر. وشدد السلطان قابوس في ذلك الحوار الذي نشرته صحيفة «السياسة» الكويتية يوم امس ان سلطنة عمان وصلت بحسب وجهة نظره الى مراحل متقدمة في هذا المضمار، مؤكدا على انه اصبح من واجب القيادة في عمان «زيادة جرعة الانفتاح الاجتماعي خصوصا ان البنية التحتية اكتملت والمدينة جميلة وعلينا ان نزيدها جمالا ، فهي مهيأة وفيها الامن والامان اللذان يتطلبهما الانفتاح اضافة الى اننا نجحنا في تجميل التراث وقاربناه مع العصرنة» بحسب قوله.وعندما سأله رئيس تحرير صحيفة «السياسة» الكويتية عن المقصود بعبارة زيادة جرعة العصرنة وزيادة الانفتاح بشكل اعلى ، أجاب السلطان قابوس قائلا ً : «لقد بدأت اشعر انه يجب ان نبدأ بزيادة الجرعة الانفتاحية على ان تتم المحافظة على التراث العماني والثقافة العمانية، لقد مارسنا الانفتاح بالتدرج ونحن ماضون فيه على المستوى السياحي ولا ننسى ان ما يأتي سهلا يذهب سهلا ولا اريد ان يأتي الانفتاح سهلا حتى لا يذهب سهلا» . وأضاف السلطان قابوس : «لقد وضعت عمان نفسها على الخارطة السياحية وستتعزز مكانتها وستنجح مثلما تقدمت حركة الاستثمارات.. جغرافية البلد جميلة ، وشعبها طيب ومضياف» .وكشف السلطان قابوس النقاب عن ان عملية الدمج بين الموروث والعصرنة شغلته كثيرا واستغرقت جزءا ً كبيرا من وقته وجهوده واهتماماته نظرا ً «لصعوبة مزج خيوط الشمس في نسيج تلك المرحلة المظلمة» بحسب تعبيره، مشيرا الى ان الحكومة العمانية بدأت بتعليم المرأة وبناء المدارس ودخلت برفق على المجتمع وشجعت الذين يرغبون في تعليم البنات ، وتركت المتشددين الذين كانو يعارضون تعليم البنات لحالهم .وأعرب السلطان قابوس عن سعادته بما تحقق في مجال النهضة وعصرنة المجتمع ، موضحا ان بلاده اجتازت بنجاح غير متوقع مرحلة البناء والعصرنة ، وان المجتمع العماني اصبح اليوم غير الامس ، حيث نجح العمانيون في تطوير موروثهم وتعاملوا مع العصرنة وفق الجرعات المقررة لهم من قبل القيادة.الأمر الذي مهد الطريق لجرعة جديدة أكبر يراها السلطان قابوس ضرورية وملحة.