صيرة
من ابرز قلاع وحصون مدينة عدن القديمة التاريخية وقد لعبت القلعة دوراً دفاعياً في حياة المدينة، فمن خلالها تشكلت التحصينات الدفاعية في الجبل وتم صد الكثير من الهجمات والغزوات التي سعت للسيطرة على المدينة حتى صارت رمزاً للصمود أمام هجمات الغزاة والطامعين والسيطرة على الميناء كان آخرها معركة التصدي التي قام بها سكان عدن لالدفاع عن المدينة بأسلحتهم المتواضعة في وجه الاحتلال البريطاني في 19 يناير 1839متطلق تسمية صيرة على الجزيرة كلها بما في ذلك القلعة والذي اختلف الباحثون المحليون في تعريفها. فقد ذكر صاحب «تاريخ عدن وجنوب الجزيرة العربية» وله السبق في تناول مثل تلك الموضوعات، ثلاثة حلول للتسمية: أولها: ان المستعمرين البرتغاليين أطلقوا اسم «سيرة» والتي تعني لهم الجبل على هذه البقعة.ثانيها: أن الهنود وبحكم العلاقات التجارية وما قامت به عدن من دور كميناء هام كانوا يسمون عدن «سيرة سيت» ولعلها إشارة إلى أسطورة رأس الجني «راون» الذي يسكن السلسلة الجبلية الممتدة من جبل التعكر «جبل حديد حالياً».ثالثهما: أن صيرة بالعربية تعني السمك الصغير أو الساردين أو الشقوق والكهوف.تقع قلعة صيرة على الجزيرة المعروفة باسم صيرة والتي تقع إلى الشرق من مدينة كريتر. وهي عبارة عن جبل يحيط بها البحر من اربع جوانب، حيث يبلغ ارتفاعه 430 قدماً فوق مستوى سطح البحر.بالاعتماد على بعض الشواهد والمصادر التاريخية ومقارنتها والدراسة المتأنية لها وجد أن بناءها حدد في زمن بناء القلعة والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال إلاّ أن يكون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بنشوء وتطور الميناء والذي لا يمكن أن يتطور ويذيع صيته كأهم ثلاثة موانئ في العالم القديم إن لم يكن أهمها والتي ذكرت في الكتب اليونانية والرومانية القديمة دون أن يكون لها حماية -القلعة- وتحصين تطرز بها الجبال المطلة على هذا الميناء. من خلال كل هذا يتبين لنا أن هناك حصناً قديماً فوق جبل صيرة وهناك من الطامعين والغزاة من قام بتوسعها وآخر قام بتخريبها ومن سعى لإعادة ترميمها وإصلاحهاإن الغرض من إنشاء القلعة إضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي يتحكم في ميناء عدن القديم كان عسكرياً بحتاً وذلك من أجل الدفاع عن المدينة، ويدل ذلك من حيث عدد المدافعين عنها وانتشارهم في حجراتها المتعددة ووجود المزاغل المنتشرة فيها تطل غالبيتها على البحر.وتتكون القلعة من برجين اسطوانيين متساويين في الارتفاع يحصران بينهما المدخل الرئيسي الواقع في الجهة الغربية، في البرجين فتحتان كبيرة وفتحات صغيرة عبارة عن «مزاغل» تضيق في المقدمة وتتسع للداخل بحيث تسمح بحرية الحركة للمرابط عليها والتصويب بدقة.يوجد مدخلان للقلعة رئيسي وهو محصور بين البرجين ويقع في الجهة الغربية والباب الآخر يوجد في البرج الشمالي. ويصعد إلى المدخل الرئيسي بواسطة درجات دائرية الشكل تؤدي إلى فتحة باب مستطيلة بطول 47.2 سم وعرض 96.1 سم كان يغلق عليها باب خشبي سميك لا يوجد الآن ولكن آثاره باقية ثم يليه باب خشبي آخر بطول 72.2 سم وعرض 96.1 سم يفتح على الصالة المركزية.