* هذا اليوم الثامن من شهر سبتمبر تحتفل فيه دول العالم قاطبة باليوم العالمي لمحو الأمية وتعليم الكبار بما في ذلك الدول التي ليس فيها لا أميون ولا كبار غير متعلمين.. ومن حسن الطالع أن هذا اليوم جاء عندنا والدنيا رمضان وبذلك أحبط عمل القائمين على محو الأمية وتعليم الكبار، لأنهم لم يتمكنوا من تنظيم حفل خطابي كبير بالمناسبة، ونخشى أن يعوضوا ذلك بعد رمضان بحكم أن قطع العادة في اليمن عداوة.. إذ أزعم أن احتفال معظم الدول بهذا اليوم له أسباب وجيهة بينما لا مبرر لذلك في بلدان أخرى مثل بلادنا، لأن لا شيء يستحق الاحتفال إلا إذا كان الأمر يتعلق بالاحتفال بالأمية نفسها التي باتت تمجد من قبل بعض الأفراد.* قبل ثلاثين سنة كان في اليمن كلها أقل من ثلاثة ملايين أمي.. ومع زيادة السكان والمدارس وأجهزة خاصة بمحو الأمية صار لدينا الآن أكثر من سبعة ملايين أمي.. الشيء الذي ينمو جيداً في هذا البلد ويضع ربنا فيه البركة هو الأمية والأميون.. ومع ذلك نحن أكثر الناس حديثاً وتفاخراً ببرامج محو الأمية وأكثر إيماناً بأن “الجاهل عدو نفسه” في حين أن الأميين يكبرون ويرتقون بينما الذي درس وجد وتعلم وكدح حتى “شاف أمه حريوة” عاطل عن العمل ويهيم في زمرة “التيوس”..لم يفلح التعليم غير النظامي في مكافحة الأمية لاننا لا نتعامل معه كتعليم محترم ولا نتعامل مع الأمية كمشكلة حقيقية منتجة للزيادة السكانية وللسلوك الصحي السلبي وللثأر والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.* في يوم من الأيام كانت عدن ـ على سبيل المثال ـ تكاد تكون منطقة خالية من الأمية على مستوى الوطن العربي كله.. كان كل متعلم يعلم فرداً أمياً.. الآن نصف سكانها الحاليين أميون.في عدن الآن إدارة عامة لمحو الأمية يعمل فيها نحو 150 معلماً وموجهاً ومشرفاً ومطلوب من هذا العدد أن يمحو أمية مائتي ألف مواطن، والغريب أن العاملين في مجال محو الأمية في عدن ـ وفي محافظات أخرى ـ لا يعاملون كسائر المعلمين في التعليم العام، فهم محرومون من بدل طبيعة عمل ومن الاستراتيجية .. يعملون على قلتهم في ظروف قاسية وحقوق منقوصة .. وهذه إحدى مظاهر التعامل غير الجاد مع مشكلة محو الأمية.
يوم الأمية
أخبار متعلقة