لايختلف إثنان في أن الشباب هم أمل الأمة وعنوان تقدمها وإزدهارها فهم قادة الغد القريب وفرسان ساحات الشرف ومحور أي تطور علمي وإنساني يرتقي بالاوطان الى مساحات السمو والعلياء والسؤدد .ولكن المؤسف حقاً أن نرى بعض شبابنا وشاباتنا غارقين في بعض السلبيات وقد تبدو هذه السلبيات صغيرة في بعض الاحيان إلاّ أن تأثيرها كبير جداً على سلوكهم وسيبدو ذلك واضحاً مع مرور الايام .ولا شك أن المجتمع عموماً سيتضرر من هذه السلبيات فلا يمكن أبداً فصل الفرد عن المجتمع فأي تطور في حياة أي فرد يعني تطوراً في حياة المجتمع وأي فشل أو إخفاق في حياة أي فرد يعني إخفاقاً في منظومة المجتمع عموماً وهشاشة في صعيد من أصعدتها .ولعل من أبرز السلبيات في حياة شبابنا وطلابنا في هذا الزمن الاغبر وهي حقيقة أفرزتها دوامة العولمة وطغيان المادة على محاور الوعي الانساني والحضاري الخلاق هي :1- التعصب والتطرف : وهي حالة مستعصية جداً ومرض خطير أصاب بعض شبابنا وطلابنا حيث أصبح من الصعب جداً أن يتواصل المرء مع هؤلاء النفر الذين يحملون السيف في كلماتهم وآرائهم في وجه أي من يختلف معهم في الرأي وقديماً قالوا اختلاف وجهات النظر لا تفسد للود قضية وعلى هؤلاء الشباب مراجعة حساباتهم وإلتزام الواقعية والمنطق ممن يختلف معهم لا يمكن أن يكون إبليس اللعين أو فرعون الازمنة الغابرة وهم أيضاً ليسوا انبياء مرسلين ولا حتى أولياء صالحين في اعتقادي وبالرجوع الى المنطق والعقل فزمن هؤلاء مضى دون رجعة .2- عدم تثقيف الشباب لانفسهم : من السلبيات الكبيرة في حياة شبابنا وطلابنا في هذا الزمن الاغبر هي السطحية في التفكير والهشاشة في مستوى وعيهم العام وذلك لعدم اطلاعهم على الكتب والصحف والمجلات وكنوز المعرفة عموماً وهو أمر خطير يؤكد ضبابية مستقبل بعض الشباب نتيجة إفتقارهم لذخيرة حية من المعلومات في جوانب الحياة المتعددة وعلى هؤلاء أن يدركوا أن الادمغة الفارغة لا يمكن أن تبني طوبة واحدة في حياة أي فرد وبالتالي هذه الادمغة ستكون معاول هدم للأسف في حياة الشعوب وستنخر المجتمع من العمق .لذا فإن تثقيف الشاب لنفسه ضرورة ملحة تفرضها ابجديات الحياة بدلاً من الوقوع في تفكير غير مجد .3- ومن المؤسف جداً أن نرى بعضاً من شبابنا في الجامعات وكذا طلاب المدارس الاساسية والثانوية يتسربون من حصص ومحاضرات فائدتها عظيمة في مشوار تحصيلهم العلمي وهو مؤشر خطير يبعث على الاسف كما أنه يزرع الخوف على مستقبل هؤلاء وبالتالي مستقبل الوطن عموماً على إعتبار أن هؤلاء في الاخير سيكملون مشوار بناء وقيادة المؤسسات والاجهزة الحكومية ومرافق العمل والانتاج وعليهم أن يعلموا جيداً أن تسربهم هذا وعدم جديتهم سيكون لهما اثراًَ سلبياً في مشوارهم الوظيفي والعملي لذا فإن من واجبهم تجاه انفسهم ومجتمعهم الاخلاص والمثابرة والاجتهاد في مراحل تعليمهم المختلفة كي تترسخ في أذهانهم كنوز المعرفة التي يتلقونها في مدارسهم وجامعاتهم وهو الامر الذي سيجعل منهم شباباً ناجحين في حياتهم العملية على أحسن وجه الامر الذي يساعد دون أدنى شك في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الشاملة وبالتالي تقدم ازدهار الوطن نحو حياة الرفاهية المنشودة .4- الاستخدام السلبي للكمبيوتر : لاشك أن ثورة الاتصالات والمعلوماتية قلب موازن الحياة وأعاد صياغة وعي الناس بشكل مختلف وجديد .فجهاز الكمبيوتر .. هذا الاختراع العظيم هو كنز ثمين لا يقدر بثمن ففيه كل ما يمكن أن يسهم في زيادة ثقافة الشعوب عبر قنوات ومجالات الحياة المختلفة .. لكن المؤسف أن بعض طلابنا وشبابنا يستغلون إنتشار هذا الجهاز العظيم استغلالاً سيئاً من خلال دخولهم مواقع إفساد حقيقي بدلاً من تلك المواقع التي تسهم في تثقيفهم سياسياً وعلمياً وأدبياً وفنياً ودينياً .. إلخ .ولعل هناك سلبيات أخرى سنتطرق إليها لاحقاً. [c1]طارق حنبلة[/c]
ظواهر سلبية في حياة الشباب
أخبار متعلقة