صباح الخير
لايوجد هناك أسوأ من ان تكون المعارضة مرصدا لرصد المساوئ وتجنب الطيبات! حين تصور الوضع السياسي بأنه شبح مخيف يحدق بالبلاد، حيث تتسابق احزاب المشترك في تضخيم أي حادثة تحدث او مصيبة تقع معيدة السبب في ذلك إلى الحزب الحاكم وتتخذ من هذا وجبة دسمة وذراعا تستند اليه لترويج خطابها الاعلامي المنفوخ والمهترئ والأدهى من ذلك والأمر حين تدخل في النوايا فتشكك في كل خطوة تخطوها الحكومة وتحكم عليها بالفشل المسبق، وتصف الاقلام التي تقف مع الحقيقة بالمأجورة، لكن الاغرب من ذلك كله هو ان تدافع المعارضة عن مبادئ تدعي انها تحاربها مثل المناطقية المقيتة، والخروج على النظام والقانون.حضرت يوم الاربعاء الماضي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المحلي للتجمع اليمني للاصلاح فرع عدن، وكنت اتمنى ان اسمع من كلام العقل ما تطيب به النفوس الا انني وجدت العجب العجاب في تلك الجلسة فالمؤتمر الذي كان ابرز شعار له هو : "حقوق.. حريات .. اصلاح اداري .. خدمات" قد ناقض شعاره منذ اليوم الاول فلم يعط حزب الاصلاح لاي ممن خالفه الرأي فرصة الكلام والمشاركة في المؤتمر المحلي.. وكان منذ الوهلة الاولى التي تم فيها توزيع برنامج الجلسة الافتتاحية استثناء واقصاء للسلطة المحلية والحزب الحاكم رغم حضور الاخ عبدالكريم شائف الامين العام للمجلس المحلي ورئيس فرع المؤتمر في المحافظة، الا ان الكلمات التي القيت ارادوا لها ان تصب في مصب واحد دون استماع للآخر فـأين هي الحقوق والحريات التي دشن بها حزب الاصلاح مؤتمره المحلي، وكيف سيكون لو ان هذا الحزب وغيره من احزاب المشترك وصلوا الى السلطة كيف سيتعاملون مع الآخر، وعلى أي اساس سيتقبلون الرأي المخالف وصاحبه، وهم لم يتقبلوه في مؤتمر محلي.تملكتني حالة صداع وغثيان شديد وانا اسمع الكلمة التي القاها سكرتير الحزب الاشتراكي في محافظة عدن، فقد حاول جمع عدد كبير من الاكاذيب والمغالطات في كلمته المقتبسة من فكر المشترك، فقد بدأ بلوم لجنة الاحزاب على قرار حل حزب الحق متهما اياها بالانحياز للسلطة مع ان الجميع يعلم ان قرار حل حزب الحق تقدم به مؤسسوه، ثم مضى يتكلم بروح المناطقية المقيتة بكلام يعلم هو نفسه مدى كذبه الى ان وصل الى ابرز مظاهر التمييز ضد اهل عدن من وجهة نظره وهي استثناء ابناء عدن من تشكيلة الحكومة الجديدة.عجبا لهؤلاء كيف يتكلمون وبأي منطق يتحدثون، فعدن التي انا احد ابنائها وممن تربوا في كنفها لها مكان واسع في الحكومة الجديدة وان كان هذا الكلام بحد ذاته في شأن وزراء الحكومة ومناطقهم كلام مقيت ودعوى المناطقية دعوى مقيتة الا انه لابأس من نشر عدد من وزراء الحكومة ممن تربوا في عدن ومن هم من ابناء عدن مثل الدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية والدكتور يحيى الشعيبي وزير الدولة امين العاصمة والدكتور عدنان الجفري وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى وغيرهم .. كل هؤلاء هم من ابناء عدن وتربوا في عدن .. واذا كنت ممن ترى الإنتماء إلى المنطقة بورود اللقب فهل لك ان تخبرنا ياهذا ما هو اللقب الذي يمكن ان يقاس به الرجل انه من ابناء عدن، لعلك تريد وزيرا لقبه العدني لتقول انه من ابناء عدن مع مالايخفى من بؤس هذه الدعاوى التي تنادي بالمناطقية الكريهة .. واذا كان توجه الدولة هو اختيار وزراء الحكومة بحسب الكفاءة وبعيدا عن المناطقية فان ذلك توجه يحسب لها لا عليها بدلا من اتهامها باقصاء ابناء مدينة مهمة وعظيمة من تشكيلة الحكومة وهو مابرهنا على بطلانه سلفا.واذا كانت هناك صحف فمها مفتوح على الحكومة وكذلك اشخاص فان هذا تزكية للحكومة على اتاحتها فرصة للآراء المختلفة للتعبير عن نفسها واسأل صاحبنا هذا .. لو ان احدا تكلم مثل كلامك ابان فترة حكم حزبك فماذا سيكون مصيره؟. اظن انك اعلم الناس بذلك.اكتفي بهذا القدر ولااريد ان اسرد بقية ما قيل في مؤتمر الاصلاح لانها عبارات مكررة قد سئم منها القارئ الكريم مثل ادانة اخماد التمرد في صعدة والدعوة للحوار مع المتمردين وعدم المواجهة العسكرية، الى غير ذلك من خطاب المعارضة المأزوم.إن مانريده هو حوار بناء، بعيدا عن التعصب وتصيد الاخطاء، والمناداة بدعاوى المناطقية المقيتة، والمعارضة البناءة هي التي تنتقد الخطأ وتشيد بالصواب بل وتشد على كل يد طيبة، بدلا من رصد المساوئ فقط، إذ ينبغي ان يكون هم الجميع حكومة ومعارضة هو التفكير في خدمة الوطن بدلا من ترويج الاكاذيب التي تسيئ الى الوطن ولاتنفعه!!.