رؤية أعدها أ . د / علي هود باعباد إعداد/ سميرالوهابي توصل أ . د/ علي هو باعباد الذي يعمل مستشاراً في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى بعض الحلول التي ينبغي أن تنفذ من أجل المساهمة في حل المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تواجه الشباب وعددها "8" وقد تناولها في كتابة الموسوم "الشباب اليمني تربية وثقافة"[c1]المشكلة الرابعة : مشكلات اقتصادية وسياسية [/c]تواجه الشباب اليمني والعربي والإسلامي بعض المشكلات الاقتصادية والسياسية على مستوى العالم العربي والإسلامي، وفي مقدمة هذه المشكلات التخلف الاقتصادي وغلاء المعيشة وعدم وحدة الأمة العربية والإسلامية، وعدم تحرير فلسطين، وعدم حل كثير من القضايا السياسية التي تواجه اليمن والعالمين العربي والإسلامي. فإذا نظر الشباب إلى المشكلة الأولى المتمثلة في التخلف في بلادنا العربية، وبين التقدم في الدول الغربية والشرقية وقلة الإمكانات البشرية الفنية المدربة للعناية بالمشاريع التنموية، مع قلة التدريب عليها والاعتماد على الخبرات غير العربية حتى في كرة القدم، بل يرى كثيراً من الكفاءات العربية تهاجر من الوطن العربي إلى الدول الأخرى.. أمام هذا كله يشعر الشباب بالأسى النفسي والاحباط أحياناً، وهو يرى الحاجة إلى تطوير بلاده وتنميتها دون أن يستطيع تقديم العون الفني لمشاريع التنمية مع معرفته بما يحوم حوله وحول أمته من مؤامرات الغرب في الكيد لتقديم الأمة العربية والإسلامية. وجد الشباب أمامه مشكلات سياسية متمثلة في عدم وحدة الأمة العربية والإسلامية، فيشعر الشباب أنه غريب في وطنه وأجنبي في بلاده فبعد أن كان يذكر في التاريخ الإسلامي الذي كان الفتى المسلم يولد في قطر، ويتزوج في قطر آخر، ويعمل في قطر ثالث، ويموت في قطر رابع دون حدود ولا سدود ويعتبر وطنه الإسلامي كله حدوده ولحمته الأخوة، وغايته تطبيق شريعة الله على عباد الله.. أصبح الشباب العربي المسلم أسير حدود اقليمية ضيقة وأصبحت الأمة العربية الواحدة شيعاً وأحزاباً والوطن الواحد ممزقاً ومقسماً فانكفأ الشباب على أنفسهم يشعرون بالضعف أمام الكتل العالمية من شرقية وغربية تطمع في خيرات بلادهم وتزيد من فرقتهم وتعكر الأجواء فيما بينهم ليخلوا الميدان للطامعين في النيل من وحدة الأمة وعقيدتها وحضارتها.أما بالنسبة لقضية فلسطين وغيرها من قضايا سياسية عربية وإسلامية فإن الشباب اليمني يشعر بالأسى العميق والإحباط الشديد نتيجة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وما نتج عن ذلك في معالم الثقافة الإسلامية ومعالم الوطن المحتل ويشاهد الشباب يومياً ما يحدث من قتل وتخريب وما يحدث من حرب مدمرة بين الدول العربية والإسلامية وغيرها من حوادث داخل الوطن العربي ثم لا يجد أمامه من يقدم الحلول لهذه المشكلات غير الكلام والخطب وغيرها.إنه لا سبيل لحل هذه المشكلات السياسية والاقتصادية التي يشعر بها الشباب العربي واليمني إلا توحيد الأمة العربية والإسلامية وتقدمها العلمي والرجوع إلى دينها الإسلامي.إن الوحدة العربية والإسلامية تجمع شمل شعوبها وحكوماتها وتوحد جهودها وإمكانياتها وتزيد من قوتها وفرص تقدمها وتكتسب احترام غيرها من الدول والكتل وتوسع فرص العمل أمام مواطنيها وتوسع سوقها التجاري أمام منتجاتها والتحكم في قوى الطبيعة المحيطة بها وزيادة انتاجها وتحقيق تقدمها الاقتصادي والاجتماعي وزيادة هيبتها السياسية. وتوصل في الأخير إلى بعض الحلول وعددها "8" :-1- تنمية معارف ومدارك الشباب الاقتصادية والسياسية وتوجيههم إلى كل ما يزيد من وعيهم وثقافتهم الاقتصادية والسياسية مع تبصيرهم بمشاكل مجتمعهم وأمتهم السياسية فهذا الوعي السياسي ضروري لتكوين شباب يعتمد عليهم في نضال سياسي فعال وفي مواجهة التحديات التي يواجهها مجتمعهم وأمتهم ويتوقع منهم مشاركة فعالة في حياة مجتمعهم وأمتهم الاقتصادية والسياسية.2- تنمية القدرة لدى الشباب على التفكير العلمي السليم في معالجتهم ومناقشتهم للمشاكل والأمور الاقتصادية والسياسية وفي تحليلهم للحوادث الجارية وفي الاستنتاج مما يقرأون ويسمعون ويشاهدون لمجريات الاقتصاد والسياسة العربية والعالمية وما يجري من أحداث وعلى تقويم ما تعج به منطقتهم العربية والإسلامية وغيرها من دعايات وإشاعات وكتابات مغرضة مضللة ومن مساومات وتصريحات القصد منها في كثير من الأحيان التضليل أو الاستهلاك المحلي.3- تنمية القدرة لديهم على العمل السياسي المنظم وعلى التعامل ومع غيرهم من الأفراد والجماعات في مجال العمل السياسي وعلى توجيههم والتأثير بهم.4- تنمية روح الإيمان بربهم ودينهم وأنفسهم وأمتهم وتراثهم باعتبار الإيمان أكبر منبع للقوة والحياة وأكبر دافع للجهاد في كل الميادين.5- تنمية روح الولاء الوطني المرتبط بالولاء والوحدة العربية والإسلامية.6- تربيتهم على فلسفة سياسية لأنفسهم تقوم على أساس مبادئ وأهداف الإسلام وتابعة من الواقع اليمني والعربي والإسلامي ومعبرة عن آمالهم وآمال وطنهم وأمتهم.7- تخليصهم مما قد يكون عالقاً في أذهانهم ونفوسهم من قبلية ضيقة أو اقليمية محدودة أو يأس، أو ضعف في الثقة أو انحراف في الفكر أوغير ذلك من الشوائب والنقائض في تكوينهم السياسي.8- لابد من زيادة ممارسة الشباب للشورى وتحمل مسئولياته في إعطاء القرارات على جميع المستويات ابتداءً من النشاط المدرسي المتواضع الذي يراعي حرية الفرد إلى الممارسة الجامعية الهادفة وإلى عضوية مجلس النواب.ويختتم أ.د. علي هود باعباد مطالباً أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع بتقديم المساعدة للشباب من أجل تنمية الفكر والوعي والاتجاه السياسي السليم الذي يجعل منهم مواطنين صالحين في شعبهم مدركين لحقوقهم وواجباتهم..
دراسة للمشكلات الاقتصادية والسياسية التي تواجه الشباب 4 - 4
أخبار متعلقة