عدن / سبأ:نجحت الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة عدن، في تنفيذ مشروع إعادة استخدام مياه الوضوء للتشجير والذي نفذ كتجربة أولى ورائدة في مديرية خورمكسر يساهم في الحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك المياه وتوسيع الرقعة الخضراء في المحافظة.والزائراليوم لمدينة خور مكسر بمقدوره رؤية المساحات الخضراء المروية بمياه الوضوء، التي تناغمت مع زرقة مياه البحر في ساحل أبين من أمامها ولون الجبل الأسود من خلفها لتشكل لوحة طبيعية أضافت رونقا أخر لهذه المنطقة الساحلية الناعمة وأضفت عليها لمسه جمالية لا شك أنها ستجذب لزيارتها كل من يرغبون في التنزه وتحفزهم على معاودة وتكرار الزيارة.واوضح مدير إدارة الحدائق والتشجير بمحافظة عدن حسين عبدالله الميسري لوكالة الأنباء اليمنية/ سبأ/ أن مشروع إعادة استخدام مياه الوضوء بدأ منذ سنتين وشارك في تمويله وتنفيذه الى جانب الهيئة العامة لحماية البيئة(إدارة التنمية البشرية المستديمة ) برنامج الإنماء الدولي وصندوق النظافة والتحسين لمدينة عدن بالإضافة الى مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة، وكان لكل جهة مسؤولياتها في تنفيذ هذا المشروع، الذي بلغت كلفته الإجمالية نحو (19) مليونا و(320) ألف ريال بدعم من برنامج الأمم المتحدة (U.N.D.P) بنسبة 75 في المائة و25 المائة من الجهات الاخرى. ويتضمن المشروع جمع مياه الوضوء من سبعة مساجد في مديرية خورمكسر، وتفريغها إلى خزان مخصص لهذا الغرض وربطه بشبكة أنابيب تصل إلى المناطق المستهدفة لري الجزر الوسيطة ببعض طرقات المديرية بمساحة تقدر بنحو خمسة آلاف متر مربع وعلى شكل دائري يبدأ من جولة سينما 26 سبتمبر (ريجال) بخور مكسر مرورا بساحة العروض وطريق المطار ثم ساحل أبين باتجاه كريتر وحتى جولة فندق( ميركيور) بطول سبعة كيلو مترات تقريبا.
يقول الميسري:” انه تم إضافة مياه مساجد أخرى مؤخرا شملت ثلاثة مساجد في مديرية المنصورة وذلك بعد ملاحظة ان هناك مصادر مياه مهدرة تذهب مباشرة الى الشبكة العامة للصرف الصحي في حين يمكن الاستفادة منها ضمن المشروع، الأمر الذي تطلب التفكير في الاستفادة من هذه المياه بعد تجمعيها في خزانات ضخمة ، وإعادة ضخها من جديد لري مواقع مخصصة للتشجير بلغت مساحتها الإجمالية نحو (20) ألف متر مربع واستوعبت أكثر من(12) ألف غرسة.. مؤكدا ان الدراسات المتعلقة بمشروع إعادة استخدام مياه الوضوء بمساجد محافظة عدن للاستفادة منها في أغراض الري والتشجير لعدد من المواقع وتوسيع المساحة الخضراء بالمحافظة ستشمل أيضا تجميع مياه الوضوء من قرابة (55) مسجدا ، حيث يجري حاليا التفاوض مع بعض المنظمات الدولية والصندوق الاجتماعي للتنمية عبر البنك الدولي وعبر منظمات دولية أخرى لتمويل وتنفيذ هذا المشروع. وأكد مدير إدارة الحدائق والتشجير بعدن أن التجربة حققت نجاحا منقطع النظير وكانت لها نتائج ملموسة أبرزها : الاستفادة من إعادة استخدام مياه الوضوء في المساجد كمورد مائي يستفاد منه في توسيع المساحة الخضراء وتشجير وتزيين الجزر الوسطية على الطرقات ، وكذا توفير كمية مماثلة من المياه الصالحة للشرب التي كانت تستهلك من الشبكة العامة وتستغل في عملية الري، كما وفر المشروع مصروفات وكلفة تشغيل العمالة لنقل المياه عن طريق الصهاريج والخزانات المحمولة على السيارات، إلى جانب تخفيف الضغط على شبكة الصرف الصحي وتخفيف التلوث.وأشارت الهيئة العامة لحماية البيئة في نشرة لها، إلى أن نجاح المشروع فتح الباب لنقل التجربة وتعميمها على عدة مناطق ومدن يمنية.. لافتة إلى أن برنامج الإدارة المستديمة للموارد الطبيعية تلقى طلبات من بعض المديريات بمحافظة عدن وعدد من المحافظات الأخرى لتمويل وتنفيذ نماذج مماثلة، كما أن لجنة تسيير برنامج الإدارة المستديمة للموارد الطبيعية والممول من قبل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عمل على تبني وتنفيذ نموذج مماثل في مديرية صالة بمحافظة تعز يشمل تجميع مياه الوضوء من ستة مساجد وإعادة استخدامها لري وتشجير الجزر الوسطية على طريق الحوبان بتعز، حيث سيسهم المشروع في تخفيف الضغط على مياه الشرب بالمحافظة.ونوه إلى أن وزارة المياه والبيئة تعمل حاليا على تنفيذ نماذج أخرى مماثلة في كل من أمانة العاصمة ومحافظتي صنعاء والحديدة، مضيفة أن الهيئة العامة لحماية البيئة، وبهدف تعميم هذه التجربة الرائدة تعمل من خلال برنامج الإدارة المستديمة للموارد الطبيعية على خوض حمله توعية تستهدف توجيه صناع القرار والخطباء ورجال الإعمال والجهات التي لها صلة بتشييد وتعمير المساجد للمساهمة في تعميم هذا النموذج على المشاريع المستقبلية.