ضحايا لأخطاء آباء مستهترين
القاهرة /14اكتوبر/وكالة الصحافة العربية: أكد عدد من الخبراء المهتمين بحقوق الطفل أن ظاهرة أطفال الشوارع ناتجة عن التطورات المتسارعة في المجتمعم، وأخطرها البطالة والفقر وانشغال الآباء بجمع الأموال وهو الأمر الذي يدفع ثمنه الأبناء الضحايا ، ودعوا إلى تبادل الرؤى والأفكار لطرح حلول جذرية للظاهرة، على أن تكون قابلة للتطبيق العملي على أرض الواقع. تؤكد د. اعتماد خلف رئيس قسم الإعلام وثقافة الطفل بالمعهد العالي لدراسات الطفولة بجامعة عين شمس بالقاهرة أن هؤلاء الأطفال ضحايا يحتاجون إلى الحماية والرعاية من خلال التعاون بين الباحثين والاختصاصصيين ومؤسسات المجتمع المدني لتحويلهم من مجرمين ومشردين إلى منتجين. وأشارت إلى أن المجلس القومي للطفولة والأمومة والمنظمات العالمية مثل اليونسيف واليونسكو في حسم هذه القضية التي تدخل في دائرة اهتمامات مركز توثيق وبحوث الطفل الذي يشتمل على بحوث موثقة تلقي الضوء على خطورة الظاهرة وطرق علاجها.وأكد د. زكريا الدسوقي المدرس بالمعهد العالي لدراسات الطفولة بالقاهرة أن المقاهي أكثر الأماكن التي يتعرض فيها الأطفال لوسائل الإعلام وعلى رأسها التليفون والفضائيات تليها السينما والكمبيوتر والإنترنت.وقال : إن الأفلام العربية تتصدر البرامج التي يفضل هؤلاء الأطفال مشاهدتها تليها المسلسلات فالأفلام الأجنبية ثم الرياضة والمسرحيات وعادة ما يشاهدون الأفلام الإباحية على الدش وعبر الكمبيوتر ويشاركهم أصدقاؤهم في متابعة وسائل الإعلام بدافع الهروب من الواقع والتسلية وأحيانا يشاهدون صورتهم المحزنة في الأعمال الدرامية ويحاولون تقمص الشخصية والتوحد مع الأبطال لكنهم لا يصلون إلى نتيجة لأن مايشاهدونه مجرد أفلام ومسلسلات.وأضاف د. الدسوقي أن الإحصائيات تتضارب بين الجهات المعنية حول حجم ظاهرة أطفال الشوارع بمصر لكنهم في تزايد مستمر بسبب ارتفاع معدلات الطلاق والزواج العرفي .وأكد أن المقصود بطفل الشارع من يقضي معظم وقته فيه دون حماية أو إرشاد أو رعاية مع افتقاد الاتصال بالأهل لقسوتهم وربما لانشغالهم أو لوفاتهم فيكونوا لقطاء ومن أبرز أسباب تنامي المشكلة الفقر والبطالة والتفكك الأسري والإهمال والتسرب من التعليم وعمل الأطفال لمساعدة أسرهم.[c1]رسائل إعلامية [/c]وأكد د. محمود حسن إسماعيل خبير الإعلام وثقافة الطفل على ضرورة اهتمام القائمين على وسائل الإعلام بإعداد رسائل إعلامية جذابة تصل للأطفال المشردين في أماكن تجمعاتهم لتوعيتهم بحقوقهم وتزويدهم بأسماء الجمعيات التي يمكن أن يلجأوا إليها وقت الخطر أو تخصيص رقم هاتفي لنجدتهم وإقناعهم بنماذج واقعية بأنهم يمكن أن يصبحوا أعضاء نافعين للمجتمع إذا تعلموا حرفة يتكسبون منها وينفقون على عائلاتهم .وأشار إلى أن الصحف الحزبية والمستقلة تتفوق على ا لصحف القومية في نشر أخبار أطفال الشوارع ربما من باب النقد إلا أن المجتمع مازال في حاجة إلي دراسة إعلامية متعمقة للظاهرة .بينما طالبت د. أسماء الجابري أستاذ علم النفس بمعهد دراسات الطفولة بتوصيل رسالة إعلامية واضحة وجذابة للطفل المشرد أينما كان وضرورة مخاطبته بلغته لإقناعه والاستعانة بنجوم ذي جماهيرية وألا تقتصر الحملات الإعلامية على مخاطبة المسؤولين أو الجهات المختصة لأن دور الإعلام هو إرشاد وتوعية وتوجيه مثل هذه الفئات المهمشة.وأكدت أن أطفال الشوارع يفتقدون المأوي والحنان والحب والرعاية والرقابة ولم تجد الدراسات الميدانية حتى الآن في علاج الظاهرة ومازالت حبرا على ورق.[c1]تجسيد للواقع [/c]ويؤكد نقاد أن صورة طفل الشارع ظهرت في الأْعمال الدرامية منذ سنوات طويلة لتجسد الواقع والتحديات والمآسي التي يلاقيها طفال الشارع الذي عرفته الأمم المتحدة بأنه طفل مشرد لا مكان له ولا يجد من يحيطه بالرعاية ، وعرفهم القانون المصري بأنهم أحداث يقضون معظم أوقاتهم بالشوارع دون حماية أو إرشاد. وقالوا أن ملامح الصورة لم تتغير كثيرا من عصر لآخر في الأدب والدراما العربية منذ أن جسدتها الطفلة ( فيروز) حتى مسلسل ( أولاد الشوارع ) وضحايا التوربيني ، وإن كانت قسوة الظروف المحيطة وتعدد مصادر الخطر جعلتهم أقل براءة وأكثر احساسا بالقهر واستعدادا للعنف .وأكدوا على ضرورة البحث في أسباب لجوء هؤلاء الأطفال إلىالشوارع فبعضهم ينتمي إلى أسر تعاني من مشكلات تدفعهم للهروب وربما للإدمان وهناك دوافع أخرى لتفشي هذه الظاهرة مثل الطلاق السريع والزوا ج العرفي وهناك العديد من الأمهات لايستطعن استخراج شهادة ميلاد للأطفال لأن الأب مجهول أو ينكر البنوة .