صباح الخير
واجهت الأسبوع الماضي نقداً لاذعاً من بعض الذين يقرؤون ما أكتبه في الصحيفة ، خصوصاً في الأشهر القليلة المنصرمة والتي زادت فيها كتاباتي ، حيث تصل في أغلب الأسابيع إلى ثلاثة أو أربعة مواضيع في الأسبوع الواحد .. ورغم هذا التزايد فإنني فخور جداً بأن قاعدة قرائي لم تتناقص ، بل وجدت أن الكثيرين يقرؤون ما أكتبه بتمعن .. ولذلك جاء النقد الذي وصفته أنا بأنه " لاذع " ، في الوقت الذي يقول كل من قام بتوجيه هذا " النقد " إليه بأنها " ملاحظات ليس أكثر " ليس مهماً إن كان نقداً أو ملاحظة بل ماذا قالوا ؟! " أنت ياعزيزنا إقبال تكتب باستمرار وفي كل موضوع نجد أنك غير مركز على ما تكتبه ، بمعنى عدم وجود روابط في بعض الفقرات مما يجعل الموضوع غير متناسق كما عرفنا مواضيعك السابقة خاصة زاويتك الأسبوعية من الحياة " التي اختفت فجأة بعد أربع سنوات عرفناك من خلالها شخصاً رقيق الإحساس وقلبك أخضر وتجاربك واسعة في الحياة .. لماذا هذا التفكك الحالي في مواضيعك ؟!" أفرحتني هذه الملاحظات التي أسميها " نقداً " ، ولم تجرحني او تضايقني ، على العكس تماماً ، فشيء جميل أن يجد الصحافي من يقرأ له في هذا الزمن الذي شغلت متاعبه تفكير الناس وأبعدتهم عن أشياء جميلة كانت ترافق يومهم قبل أن يفاجئنا الغلاء في كل شيء من المأكل إلى الاستهلاك الكهربائي والماء وحتى التطبيب والتعليم ، وهذا ليس في اليمن فقط ، بل في العالم كله ، وصدقوني وبحكم معرفتي بالكثير من بلدان العالم سواء ميدانياً أو عبر الأصدقاء والانترنيت ، فإن الإجراءات التي اتخذتها حكومتنا خففت كثيراً من موجة الغلاء العالمي .. هناك دول كبيرة غنية يعاني فيها المواطنون من عجز عن سد رمقهم اليومي ، فتنتشر الجريمة وتجارة المخدرات والدعارة على عكس ماهو حاصل في اليمن الذي لم يصل فيه مواطن إلى أن يأكل من " الزبالةالا من فقد عقله . عودة إلى الموضوع الذي أكتب فيه اليوم ، وهو مستمد من قرائي الأعزاء .. وملاحظاتهم الجميلة . أعترف بما طرح حول كتاباتي الأخيرة .. ولكني وبشهادة العديد من الزملاء والأساتذة في صاحبة الجلالة ( الصحافة ) ، فإن الكثير من مواضيعي الأخيرة انطلقت من " مصداقية انفجرت فجأة في داخلي وتتسرب إلى الورق بواسطةحبر دمي وأحرف قلبي الموجوع من الزمن ونكران الجميل من الأصدقاء . هكذا شهدوا ليس تبريراً ودفاعاً عني بل لأنها الحقيقة التي عجزت عن مواجهة الأصدقاء بها ، فكانت اسطري هي سلاحي الوحيد في هذه المواجهة .. ولكني شخصياً أعترف وأنا المعني بالأمر ، بأن التفكك صاحب بعض مواضيعي الأخيرة والسبب سرعة الكتابة وزمن مساحة الوقت المتاح أمامي لتسليم مادتي للمطبعة ، خصوصاً وأن مساحة الزمن الممتدة من نهاية النهار حتى منتصف الليل يحتلها انشغالي بالمهام الصحافية اليومية ، مراجعة المواد قبل دفعها للنشر ومتابعة الأخبار وإجازتها وإعداد الصفحة الأولى بالتناوب يوماً بيوم مع الأستاذ / نجيب مقبل مدير التحرير إلى جانب المهام الإدارية الصحفية بحكم موقعي في الصحيفة نائباً لمدير التحرير .. وهناك إشارة يجهلها الكثير من القراء ، بأننا كإدارة تحرير " مدير تحرير ونائب مدير تحرير وسكرتير تحرير " نعمل تحت إدارة الأستاذ الصحافي المتميز مهنياً وإدارياً / أحمد محمد الحبيشي ، مما يعني ذلك الانتباه الدائم لأن الرجل في صحوة دائمة لا يترك شيئاً يفوته وهو ، متابع للصغيرة قبل الكبيرة سواء في العمل الصحفي أو المؤسسي بحكم أنه رئيس لمجلس إدارة مؤسسة ( 14 أكتوبر ) للصحافة والطباعة والنشر إلى جانب أنه رئيس لتحرير الصحيفة .. وحضوره إلى العمل وبقاؤه إلى وقت انتهاء إعداد الصحيفة للطباعة ، أمر يجعل الجميع في انتباه وانشغال دائم .. لذلك تكون بعض كتاباتنا التي لا نستطيع التوقف عنها لأنها جزء منا تشوبها بعض الركاكة لأنها تكتب في زمن لا يتجاوز الساعة فقط . بالمناسبة تحضرني أنا ملاحظة وليس نقداً أوجهها إلى الكثير من الأصدقاء وأصدقاء ، الأصدقاء بأننا في الصحيفة نعمل بفكرنا وليس بعضلاتنا .. وأننا نبحث عن الجديد ولانجلس ننتظر الزوار لتبادل الأحاديث الشخصية .. بكل الحب نقول لمثل هؤلاء الأصدقاء والأحياء " حضوركم يسعدنا ولكنه يشغلنا عن عملنا فأعذرونا فأنتم في قلوبنا ومن أجلكم نستأذنكم بأن نعمل بهدوء !! "