عندما يتحدث المرء عن قامة فنية سامقة كالأديب احمد سيف ثابت اتسمت تجربته الإبداعية بمحاور عديدة متشعبة تنتمي بعطاءاتها الخلاقة لجذور ضاربة في الأعماق متكئة على الأصالة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعراقة الأرض اليمنية وخلودها هذا المبدع (الإنسان) ظل(متشبثاً) بأخلاقيات (الفارس) الذي جاء في زمن غير زمانه، لكنه استطاع رغم ذلك بايمانه الصادق وقوة معتقداته الإنسانية والإبداعية (أن يحوّل دفّة الزمان والمكان لصالحه ولخدمة مجتمعه).[c1]نبذه عن حياته[/c]احمد سيف ثابت، من مواليد عام 1941م قرية الفرشة مديرية (تبن) محافظة لحج، متزوج وأب لثمانية أبناء أكمل المرحلة الابتدائية في قريته ثم غادرها إلى عدن والتحق بالعمل الوظيفي لظروف خاصة لم تمكّنه من مواصلة الدراسة درس بعدن في صفوف الفترة المسائية، كما اخذ دورة كاملة في المحاسبة وقام بترتيب الجوانب الإدارية في كلية بلقيس انتظم ولمدة ثلاث سنوات متتالية في المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية وشارك في تحرير الوطن كعضو في الجبهة القومية أبان الاحتلال البريطاني استطاع ان يثقف نفسه مجتهداً من خلال قراءاته ومطالعاته الذاتية له نشاطات متعددة الجوانب في مختلف المجالات الاجتماعية الثقافية/ الأدبية/ والسياسية.شارك في المؤتمر الأول لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين (عام 1974م) وشارك في (مؤتمر التراث الشعبي في محافظة لحج في يونيو 1974م)كما شارك في (جمع التراث الشعبي لمحافظة عدن، كعضو للجنة العليا في العام 1977م).لديه العديد من المطبوعات الشعرية أهمها مايلي:-1)عشر شموع من اليمن(ابتسامات ودموع).2)القلب المشطور 3) شجون الليل 4) الأغنية الوطنية (طبعة الشارقة) وديوان مخطوط جاهز للطباعة بعنوان ( الشوق) وله العديد من الإسهامات الوطنية الأخرى، بالإضافة لمشاركته بمعية الشاعر سالم علي حجيري بتأليف (كتاب 100 شاعر و600 أغنية الجزء الأول، الطبعة الثانية صادر عن الكويت عام 1989م).**بدأ حياته العملية في (عام 1956م) وعمل في كثير من المرافق الحكومية، وشغل منصب رئيس قسم الأعلام السياحي في المؤسسة العامة للسياحة سابقاً .[c1]أشهر وابرز أعماله الغنائية[/c]1)الحب الخالد 2) ذي سلب عقلي جماله 3) أنا والعقل في حيره 4) التلفون 5) ابتسامه 6) وهبت للحب عمري 7) مناجاة 8) حنين 9)فائق الأوصاف 10) أشجان 11) شجون 12) القلب المشطور 13)ليلة قمر 14) وادي الفرشة 15) معبودتي اليمن.** تعامل مع العديد من الفنانين اليمنيين البارزين وشكل مع غالبيتهم (ثنائيات ناجحة) لعل من أبزرهم: الأساتذة/ فيصل علوي/ محمد عبده زيدي/ شريف ناجي/ أحمد محمد ناجي/ محمد محسن عطروش/ يوسف احمد سالم/ حسن عطا/ سعودي احمد صالح/ علي عبدالله السمة.** قدّم الأستاذ احمد سيف ثابت في (العام 1980م) عملاً غنائياً استعراضياً بعنوان( المرأة اليمنية) قام بتلحينه الأستاذ احمد محمد ناجي ونفّذ بصوت الفنان الصاعد حينذاك عصام خليدي وبمشاركة الفنانة مريم برتوش، وظل يعرض سنوياً في تلفزيون عدن بمناسبة (8 مارس عيد المرأة العالمي) الا انه في الفترة الاخيرة لم يعد يبث رغم توثيقه في نفس العام لتلفزيون عدن وحفظه في مكتباتها إلى يومنا هذا، وجدير بالإشارة أن هذا العمل الاستعراضي الغنائي الكبير سجلته فرقة وزارة الداخلية الموسيقية مع فرقة الكورال المصاحبة لها بشكل راقٍ وبديع.نحتفظ بنسخة طبق الأصل في مكتبتنا الخاصة بالصوت والصورة.**عمل ملحقاً صحياً في سفارتنا بدولة الكويت الشقيق من العام 90/86م وقام بدعم ومساعدة كثيرة من (الحالات الصعبة) التي شهدت مواقفه الإنسانية العظيمة بالإضافة لدوره المتميز في الجانب الفني الإبداعي.**قدّم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية ولاقت رواجاً ونجاحاً وثق من خلالها (الدور النضالي الهام والبارز الذي لعبته الأغنية الوطنية بشطري اليمن سابقاً).**قام بجمع وتوثيق الجزء الثاني والثالث من كتاب 100شاعر و600 أغنية مع الشاعرين الرائعين احمد بو مهدي وعلي حيمد، لم تزل حبيسة الأدراج، تنتظر من يخرجها لتعانق النور، كما انه اتم الجزء الثاني من تاريخ الأغنية الوطنية تكملة للجزء الأول الذي قدّمه في البرامج الإذاعية والتلفزيونية في حياته.** كان مؤسساً ورئيساً لجمعية تنمية الموروث الشعبي بمعية الشاعر الكبير احمد بو مهدي(الرئيس الفخري).** شكّلت نتاجات وعطاءات الأديب الشاعر الكبير احمد سيف ثابت تغيراً ايجابياً فاعلاً شمل كل مفاصل الحياة الثقافية بمختلف الأصعدة والمستويات الفكرية والإنسانية في عموم الوطن، بل وحراكاً ادبياً/ فنياً/ ثقافياً .. ويمكنني القول انه استطاع بما حباه الله من ملكات وقدرات بلاغية لغوية وخطابية استثنائية هائلة مكنته بجدارة ليصبح مؤسسة إبداعية مستقلة قائمة بذاتها.** كان الشاعر المبدع احمد سيف ثابت، محباً متذوقاً لكل ماقدّمه الأساتذة الكبار من شعراء الأغنية اليمنية منهم الأمير / احمد فضل القمندان / عبدا لله هادي سبيت/ صالح فقيه/ صالح نصيب/ احمد عباد الحسيني وغيرهم ممن سبقوه.. تأثر بهم كثيراً باختلاف مدارسهم فتجلى ذلك بوضوح في عطاءاته وإبداعاته المستقلة المتميزة التي أصبحت امتداداً ضافياً ساهم به في الارتقاء بمسار الأغنية اليمنية( كخيرِ خلفٍ لخير سلف).**تميزت تجربته الشعرية (برهافة الإحساس والعاطفة المتوهجة المتقدة اشتعالاً وجدانياً) كما تفرّد ايضاً باشتغالاته الجادة في البحث الدؤوب عن صور شعرية جديدة غير نمطية وتقليدية لها مضامين إنسانية بالإضافة لسلاسة اسلوبة في كتابة النص الغنائي وسلامة عناصره اللغوية التي تتجسد بعنايته الفائقة والدقيقة في استخدام قاموسه اللغوي الذي يستند عليه إلى عنصرين هامين:-اولاً: الدقة المتناهية في اختيار اللفظة والكلمة المعبرة بصدق ووضوح عن المعنى المراد توصيله في سياق النص الغنائي بشكل متناغم متماسكٍ و بديع والابتعاد عن الركاكة والنظم.ثانياً: اعتماده على مصادر البيئة والطبيعة وكل مايحيط به لإستلهام مخزونه الشعري في نصوصه الغنائية التي كانت في غاية الروعة والجمال فاستطاع باقتدار أن يترجم معاناة وانكسارات وانتصارات شعبه وآمته.[c1]كلمة لابد منها:[/c]لن أطالب الجهات المختصة كما جرت العادة القيام بواجبها تجاه هذا الرجل صاحب (العطاء المتدفق) لأننا سئمنا النداءات والاستجداء!!! ويكفي إننا نحرص على إشعال شمعة لإحياء ذكراه في كل عام على الأقل بما نستطيع ونمتلك في هذه الظروف الصعبة احتفاءً به انساناً ومبدعاً ستظل قلوبنا ومشاعرنا تحبه وتعشقه وتأخذ من سيرته الحافلة بالانجازات حياً وبعد رحيله الدروس والعبر.رحم الله فقيدنا الشاعر الكبير احمد سيف ثابت فهو -حقاً- جسد معنى ومفهوم فلسفته في الحياة بما كتبه في هذه الأبيات الخالدة.[c1]أبستم وأسلى معي يامنيتيفانا ديناك وانته دنيتينصنع الحب الجميلنسهر الليل الطويلفي هوى مشبوب فاقبل دعوتيراحتك قربي وقربك راحتي.[/c]
|
ثقافة
الوشم على صفحات الشعر الغنائي العامي
أخبار متعلقة