واشنطن/ متابعات:العلم يقدم كل يوم شيئاً مثيراً، ففي خطوة تعد الأولى من نوعها والتي قد تشكل بداية فتح طبي وتطور كبير في علاجات مستقبلية لجروح البتر والتشوهات الجلدية، توصل أطباء أمريكيون إلى عقار جديد يستخرج من مثانة الخنزير، يتيح إعادة نمو الأصابع المبتورة خاصة بعد أن أثبت فعاليته في منح الفئران قدرة "سحرية" على الشفاء الذاتي .وأوضح الأطباء أن هذا العقار قد أثبت فعاليته، حيث عاد البنان المبتور إلى حجمه السابق خلال ستة أسابيع بشكل طبيعي، كما عاد الظفر إلى النمو لكن بمعدل أسرع بمرتين من الظفر العادي.وطبقاً لما ورد بموقع الـ" CNN”، قد تكشف هذه الاختبارات عن أسرار قدرة بعض الحيوانات على إعادة ترميم أعضائها، وفي حال نجاح الاختبارات على هذا العقار ، سيشكل انطلاقة جديدة لكل الأشخاص الذين يعانون من بتر جزء أو معظم أصابعهم، بحيث يعجزون عن تأدية أكثر الأعمال بساطة، مثل تنظيف أسنانهم أو استعمال الأزرار والمفاتيح.[c1]تقنية "بيونية" لربط الأطراف الصناعية[/c]يأتى ذلك تزامناً مع نجاح علماء بريطانيين فى تطوير تقنية جديدة تتيح ربط الأطراف الصناعية مباشرة بالهيكل العظمي للإنسان، الأمر الذي يسهل حركتها من خلال الجهاز العصبي المركزي، مما يتيح ظهور ما أطلقوا عليه اليد البيونية أو"البيولوجية الإلكترونية".فقد استطاع فريق من باحثي مركز الهندسة الطبية البيولوجية، بجامعة "يونيفرسيتي كوليدج" في لندن، ربط إصبع صناعي مع قضيب يزرع في العظم، ويخرج عبر الجلد بشكل يؤمن الالتحام به من دون أن يؤدي ذلك إلى حدوث عدوى ميكروبية في الجلد أو الجسم.وتتم هذه العملية من خلال زراعة قضيب معدني من مادة التيتانيوم في العظم، ويمر هذا القضيب عبر الجلد، مع إضافة بعض المواد الكيميائية لتكوين عدد من الشبيكات التي تساعد على تأمين التلاحم الناجح بين القضيب المعدني والجلد، وتتصل به الأطراف الصناعية، الأمر الذي يتيح ارتباطها بحركة عظم الإنسان مباشرة. وأشارت الدكتورة بندجراس إلى أن الاختبارات أجريت بنجاح على أشخاص فقدوا أصابعهم ووضعت لهم أصابع صناعية، كما أجريت على امرأة زرع لها قضيب في الجمجمة لتثبيت عين صناعية لها لأغراض التجميل. وأكدت الدكتورة كاثرين بندجراس القائمة على هذا البحث فى تصريحات لجريدة الشرق الأوسط أنها درست الطريقة التي ينمو فيها قرن الغزال وشعابه عبر الجلد من دون حدوث أي عدوى، ثم قامت بتصميم نظام يحاكي نظام الغزال يمكن زرعه داخل الجسم يلتحم تماماً بالجلد.[c1]وسيلة لإنماء أطراف طبيعية بدلاً من الصناعية[/c]نجح فريق من الباحثين الأمريكيين في تطوير طرق هندسة جينية جديدة، تهدف إلى تطوير أطراف جديدة واسترجاعها بعد إنمائها، على غرار الزواحف التي تنمّي ذيلها لتكون بديلة للأطراف الصناعية للأشخاص الذين بترت أطرافهم، وتركز هذه الأبحاث فى بدايتها على أصابع مبتورة.وتقوم فكرة عمل هذه الأبحاث على إكثار مجموعات من الخلايا تسمى "بلاستيما" blastema، وهي المجموعة الجذعية للخلايا، التي يأمل الباحثون أن تتحول لاحقاً إلى أعضاء بشرية كاملة.ويحاول الباحثون التعرف على الخصائص الجزيئية التي تساعد الزواحف البرمائية مثل التماسيح فى القيام بإنماء أطرافها وعيونها بل وحتى الحبل الشوكي فيها، ويشير أحد الباحثين إلى ضرورة البحث عن الجينات التي تعمل على تنفيذ تلك العملية ومن ثم توظيفها للعمل مثلما تعمل في المرحلة الجنينية.وتشارك في البحث إيلين هيبر ـ كاتز الباحثة في علوم المناعة من معهد ويستر في فيلادلفيا التي اكتشفت أخيراً نوعاً جديداًَ من عمليات الإنماء في أنسجة الفئران.وقد طورت الباحثة فئراناً مهندسة وراثياً مصابة بأمراض جلدية لدراسة مناعتها، إلا أنها لاحظت أن آذان مجموعة مقارنة منها ثقبت للتمييز بينها وبين مجموعة أخرى، قد شفيت تماماً من ثقبها من دون ترك أي أثر أو ندبة، الأمر الذي أدى إلى تحول الباحثة لدراسة طب الإنماء.ويأمل العسكريون الأمريكيون في أن تؤمن تقنيات الهندسة الجينية إنماء طرف من أطراف الإنسان الطبيعية وتعويض الأطراف الصناعية للأشخاص الذين يستعملونها، لأن تلك الأطراف الصناعية ومهما كان تطورها، تظل غير مريحة في الاستخدام.
أخبار متعلقة